الشعب المصرى فى مواجهة تهجير الفلسطينيين
الشعب المصرى على مر العصور ظل دائمًا سندًا للقضية الفلسطينية، وموقفه اليوم أمام معبر رفح هو امتداد لتاريخه النضالى والإنسانى فى دعم حقوق الفلسطينيين ورفض أى مشاريع تهدف إلى اقتلاعهم من أرضهم. فقد شهد المعبر تجمعات شعبية مصرية غاضبة، تعبر عن الرفض التام لأى محاولات لفرض التهجير القسرى على أهل غزة إلى الأراضى المصرية فى سيناء.
ما حدث اليوم أمام معبر رفح لم يكن مجرد تظاهرة عابرة، بل كان رسالة واضحة للعالم أجمع، مفادها أن الشعب المصرى لا يقبل بأى حلول على حساب الحقوق الفلسطينية. فقد خرج المواطنون المصريون، حاملين الأعلام المصرية والفلسطينية، ليؤكدوا موقفهم الثابت ألا وهو رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية.
بل وإعلاء صوت العدالة وحقوق الإنسان ضد أى محاولات فرض واقع جديد بالقوة.
فمصر هى الدولة الأمينة على القضية الفلسطينية، ومنذ عقود، كانت القاهرة الوسيط الأساسى فى جميع المفاوضات المتعلقة بغزة والضفة الغربية. واليوم، يظهر الشعب المصرى مجددًا ليؤكد أن سيناء ليست بديلًا عن فلسطين، وأن أى محاولة لفرض تهجير قسرى ستجد شعبًا متماسكًا ورافضًا بكل قوة.
إن هذا التحرك الشعبى يعكس وجدان الأمة المصرية التى لا تفرط فى ثوابتها التاريخية، فمصر لم تكن يومًا طرفًا فى مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، بل كانت ولا تزال حاميًا للحق العربى، وهو ما أكده الموقف الرسمى والشعبى اليوم.
وأرى أن ما حدث اليوم أمام معبر رفح يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع الدولى، بأن أى محاولات لفرض تهجير قسرى للفلسطينيين لن تمر مرور الكرام، فالرفض المصرى جاء عفويًا وصادقًا، ليؤكد أن الحل العادل يجب أن يكون بعودة الحقوق لأصحابها، وليس بتهجيرهم من وطنهم.
فالشعب المصرى اليوم رسالته، أنه لا يزال الحارس الأمين للقضية الفلسطينية، وأنه مهما حاولت القوى الكبرى فرض حلول جائرة، سيظل الضمير المصرى يقظًا، مستعدًا للدفاع عن الحق الفلسطينى بكل السبل الممكنة.
فالموقف المصرى اليوم أمام معبر رفح هو شهادة جديدة على عمق الترابط المصرى الفلسطينى، وعلى أن الضمير الوطنى المصرى لا يتغير مهما تغيرت الظروف. وستظل مصر، بشعبها وقيادتها المخلصة، ترفض أى محاولات لطمس هوية الشعب الفلسطينى أو فرض تهجير قسرى عليه.
إن هذا المشهد البطولى يجب أن يكون نموذجًا لكل الشعوب العربية، فالقضية الفلسطينية ليست مسئولية الفلسطينيين وحدهم، بل هى قضية العرب جميعًا، وستبقى مصر دائمًا عاصمة العروبة والمدافع الأول عن حقوق الفلسطينيين فى وطنهم التاريخى.