رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جنود الاحتلال يفضحون جرائم إسرائيل: حرق منازل غزة بلا مبرر وفقدنا الثقة بقيادتنا

حرق المنازل في شمال
حرق المنازل في شمال غزة

كشف أحد ضباط الاحتياط في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن حركة تمرد داخل جيش الاحتلال بسبب الانتهاكات المتكررة ضد المدنيين في غزة، وإطالة أمد الحرب دون سبب واضح، كما فضح مجازر جيش الاحتلال في مدن غزة، حسبما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

العدوان على غزة حرب لا معنى لها

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الضابط، الذي أطلق على نفسه اسم "يوناه" وهو اسم مستعار، قد اعتذر في السابق عن العمل في الخدمة العسكرية في الضفة الغربية، نظرًا لانتهاك جيش الاحتلال القوانين الدولية والحقوقية ضد الفلسطينيين.

140 جنديًا وجهوا رسالة بعدم قدرتهم على الاستمرار فى الحرب

وتابعت أن "يوناه" خدم في قطاع غزة حوالي 240 يومًا، وتم تعيينه نائبا لقائد السرية في الوحدة، وقبل انتهاء فترة خدمته الاحتياطية الأخيرة انضم "يوناه" إلى حوالى 140 جنديًا آخرين في توقيع رسالة أعلنوا فيها عن أنهم لا يستطيعون الاستمرار في خدمتهم العسكرية إذا لم تعمل الحكومة على تحقيق صفقة لتحرير المحتجزين.

جاء في الرسالة، التي وُجهت إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت: "بالنسبة لبعضنا، تم تجاوز الخط الأحمر بالفعل، أما بالنسبة للآخرين فإنه يقترب أكثر، وسيأتي اليوم الذي سنكف فيه بقلوب مكسورة عن أداء الخدمة العسكرية".

الحرب فى غزة هى حكم بالإعدام على المحتجزين

وأضافت الرسالة: "الحرب في غزة هي حكم بالإعدام على المحتجزين"، مشيرة إلى أن "الاستمرار في الحرب لا يؤخر فقط عودة المحتجزين، بل يعرض حياتهم للخطر".

وقال "يوناه" إنه وقّع على الرسالة لشعوره بالإحباط العميق من وضع الحرب في غزة، وفقدانه التام للثقة في الحكومة الإسرائيلية وصانعي القرار.

وتابع: "أشعر بأن هذه الحرب مستمرة في التحول إلى حرب لا معنى لها، حرب لا تنتهي ودون استراتيجية واضحة"، مشيرا إلى أن هناك قوى مؤثرة في البلاد، والتي في بعض النواحي تعتبر صانعة القرار الفعلية، تقود البلاد نحو حرب لا طائل من ورائها.

وأوضح أن هذه القوى لا تعير الكثير من الأهمية للحياة البشرية، سواء للمحتجزين أو للمدنيين في غزة أو حتى لجنود جيش الاحتلال، ما يثير الشكوك في أهداف الحرب. وجعلت الوضع في غزة لا يحتمل على الجميع، سواء المدنيين أو الجنود.

عدد كبير من جنود الاحتياط فقدوا الثقة فى القيادة الإسرائيلية ولا يتحملون مسئولية أفعالها

وأكد أنه لا يستطيع تحمل مسئولية أفعال الجيش الإسرائيلي في غزة، كاشفًا عن أن هذا الموقف هو موقف عدد كبير من جنود الاحتياط الذين فقدوا الثقة في القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية، مضيفا: "لم ألتق مؤخرًا بأي جندي احتياط لا يشعر بأن ثقته في دولة إسرائيل قد تلاشت".

وأضاف: "الجنود يشعرون بأن دولة إسرائيل قد خانتهم، يشعرون بأن الثمن الذي يدفعونه باهظ وفي سبيل شيء لا يخدم مصالحنا العسكرية بشكل واضح".

وأشار إلى أن هؤلاء الجنود "يدركون أنه في النهاية سندفع جميعًا ثمن التخلي عن المحتجزين وتدمير غزة، وعدم القبول بأن الحل في النهاية سيكون دبلوماسيًا."

جندى يكشف انتهاكات إنسانية كبرى فى غزة

بينما كشف داني، وهو جندي آخر في الاحتياط يعمل كمسعف في لواء المظليين، ووقّع على الرسالة، عن انتهاكات واسعة ارتكبها جيش الاحتلال في غزة.

وقال إنه كان ينوي إخبار وحدته بأنه سيترك الخدمة الاحتياطية في الثامن من أكتوبر بسبب اعتراضات أخلاقية تتعلق بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، لكن الحرب فاجأته.

وأضاف: "لم يكن من الصواب ترك الخدمة كمسعف في لحظة الحاجة إلىّ، لكنني دخلت أيضًا مع الكثير من التحفظات".

واستمرت هذه التحفظات تلازمه طوال فترة خدمته الاحتياطية، ما جعله يتساءل ما إذا كان ينبغي عليه البقاء في الخدمة أم لا.

وأشار داني إلى أن هذه الصراعات الداخلية وصلت إلى ذروتها عندما تلقت وحدته أمرًا بحرق منزل، وعندما سأل داني قائده عن سبب حرق المنزل، تلقى إجابات وصفها بأنها "سخيفة".

وقال: "نحن نحرق المنازل بلا سبب، إسرائيل تحرق المنازل بلا سبب، وتدمر مقتنيات المدنيين بلا سبب"، وعندما سُئل عما إذا كان يتذكر الأسباب التي قدمها له قائده، أجاب داني بأنه لن ينساها.

وقال: "قال لي شيئين، وهما ببساطة سخيفان، السبب الأول هو أننا لا نريد كشف أساليب القتال لدينا، وهو أمر غير منطقي تمامًا، أما السبب الثاني الذي قدمه قائده فهو أن الوحدة قد تترك معدات عسكرية خلفها عن طريق الخطأ".

وتابع داني: "هذا أيضًا أمر سخيف"، مضيفًا أنه كان يمكنه تفتيش المكان للتأكد من عدم ترك أي معدات خلفهم، وأشار إلى أن حرقه المنزل ترك عائلتين بلا مأوى، وأن وحدات أخرى في وحدته قامت أيضًا بحرق منازل، مضيفا: "كل المنازل في الحي تم حرقها، وأدى ذلك إلى دخان أسود لا يمكن نسيانه، دخان يرمز إلى تشريد الآلاف".

وأفاد بأن هذا الحادث كان النقطة الفاصلة التي حسمت الصراع الداخلي لداني منذ بدء الحرب، وقال داني إنه شعر براحة غريبة عندما تلقى هذا الأمر، لأنه جعل الأمور واضحة بالنسبة له للمرة الأولى.

الأوضاع فى غزة تمثل حالة من الفوضى

وتابع أن الأوضاع في غزة تمثل حالة من الفوضى، حيث يتم الخلط بين الأمور العسكرية والممارسات الشخصية، ما يترك الجنود أحرارًا لفعل ما يريدون بالمدنيين وتبرير ذلك بالحاجة العسكرية، مضيفًا: "وصل الأمر لعمل مسابقات لجمع السبح من المنازل، وكان الأمر جنونيًا، فالجميع كان لديه رغبة غريبة في تدمير ونهب مقتنيات المدنيين من المنازل وجمع السبح ومقارنتها ببعضها البعض".

وأضاف: "وصل الأمر بالجنود لدخولهم كافة المنازل والبحث عن السبح، ليس الأسلحة وإنما السبح، كانت تصدر أوامر عسكرية بجمع السبح ونهب مقتنيات المدنيين وجمعها كتذكارات بحجة الأغراض العسكرية، كيف يمكن الثقة في مثل هذه القيادات".

واستطرد قائلًا: "ما يحدث في غزة من قبل جنود جيش الاحتلال جنوني، كيف سمح القادة بهذا الانفلات، نهب وسرقة وكتابات مسيئة على جدران المنزل المهدمة".

إعادة الاستيطان فى غزة

بينما قال يوناه: "الأمر واضح الآن، هذه الحرب هدفها في النهاية هو إعادة الاستيطان اليهودي في غزة"، وأشار إلى أن إسرائيل رفضت سابقًا خيارات دبلوماسية كانت على الطاولة.

في النهاية، قال يوناه إن الحرب هي مسألة سياسية في جوهرها، وأنه كقائد ميداني يرى آثار الحرب مباشرة.

أما داني، فأكد أن النضال من أجل تحرير المحتجزين أصبح أكثر متطرفًا، فهذه الحرب تقتلهم ولا تعيدهم.