سر صمود حماس في جباليا.. الحركة تثير ارتباك إسرائيل في شمال غزة
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن السر وراء صمود حركة حماس التي لا تزال تسيطر على مناطق شاسعة في شمال قطاع غزة وخصوصًا في مخيمات جباليا، بالرغم من القصف الإسرائيلي المدمر الذي طال المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قتل قائد لواء الدبابات 401 العقيد إحسان دقسا في معارك جباليا الأحد.
واعترفت الصحيفة، بأن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا تتم بالرغم من وجود عدد كبير من المدنيين في المنطقة، الذين بقوا في المنطقة بالرغم من أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال في وقت سابق من الشهر الحالي.
وأضافت الصحيفة أن عدد المدنيين في جباليا غير واضح، ولكن يصل إلى عدة آلاف وقد يتجاوز هذا العدد.
سر العودة لجباليا.. فشل إسرائيلي أم صمود حماس؟
وأشارت إلى أن إسرائيل تكثف عملياتها العسكرية للمرة الثالثة في جباليا خلال عام من الحرب، حيث تم إرسال الفرقة 162 إلى المنطقة في 6 أكتوبر، وقد تم سحب هذه الفرقة من رفح وإرسالها شمالًا لإتمام هذه المهمة.
وأضافت أن بالرغم من تكثيف العمليات العسكرية في جباليا، فقد عثر على يحيى السنوار زعيم حركة حماس في رفح، التي سبق وسحب جيش الاحتلال وحداته منها لتكثيف التواجد في جباليا.
وأوضحت أنه من غير الواضح عن ما إذا كانت عملية جباليا قد ساهمت في العثور على يحيى السنوار، حيث يزعم بعض قادة جيش الاحتلال أن السنوار تحرك بحرية أكبر في حي تل السلطان في شرق رفح بعد أن انسحبت وحدات جيش الاحتلال من جنوب قطاع غزة.
وأفادت الصحيفة بأنه بالرغم من الحرب الوحشية في قطاع غزة، لا تزال حركة حماس تسيطر على أجزاء كبيرة من قطاع غزة وخصوصًا مدن الشمال، وهو ما يعني أنها لا تزال قادرة على التفاوض بشأن صفقة إنهاء الحرب وتحرير المحتجزين.
وأضافت أنه من المحتمل أن يمثل محمد السنوار شقيق يحيى السنوار حماس في غزة، لكن حماس لديها أيضًا العديد من القادة في الخارج، لقيادة المكتب السياسي.
وأشارت إلى أن بينما تستمر المعارك في جباليا، زعمت التقارير أن قوات الاحتلال الإسرائيلية دمرت البنية التحتية لحركة حماس، ومع ذلك، يبدو أن الحركة لا تزال تعود إلى شمال غزة عدة مرات حتى بعد عمليات سابقة، ما يدل على قدرتها على التكيف والابتكار في أساليبها لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وأوضحت أن مقتل دقسة أمس في جباليا يعكس أن حماس لا تزال تُشكل تهديد حقيقي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تدمر بنيتها العسكرية، وتعكس أيضًا صعوبة هذه المهمة، حيث جاء الحادث بعد أيام من اغتيال السنوار.
وأشارت إلى أن بعد اغتيال السنوار لا تزال حماس تقاتل وتقاوم بشدة، وهو ما يعزز شعور لدى قادة الحركة الفلسطينية بأنهم قادرون على البقاء، ما يجعل الوضع معقدًا، ما يعني أنه يتعين على سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغيير استراتيجيتها في غزة .