منتدى أعمال البريكس
استباقًا لقمة رؤساء دول وحكومات التجمع، التى تستضيفها مدينة قازان الروسية، الثلاثاء المقبل، أقيم صباح الجمعة، «منتدى أعمال البريكس»، الذى شارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بكلمة مسجلة، بدأها بالإعراب عن بالغ تقديره للرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، على الجهود الدءوبة والمستمرة، خلال الرئاسة الروسية للتجمع، لافتًا إلى أن الاجتماعات، التى استضافتها مختلف المدن الروسية العريقة، أسهمت فى تعميق أواصر العلاقات وأطر التعاون، بين الدول الأعضاء على جميع المستويات.
منذ بداية السنة الجارية، تترأس روسيا الاتحادية تجمع الـ«بريكس»، الذى يضم، أيضًا، البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، وانضمت إليه مصر والإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا، رسميًا، فى يناير الماضى. وإلى الآن، عقدت الرئاسة الروسية للتجمع أكثر من ٣٠٠ اجتماع وفعالية، على مستوى الخبراء والوزراء، وصولًا إلى منتدى الأعمال، الذى أكد الرئيس الروسى، فى كلمته الافتتاحية، أن شركات دول البريكس تتعاون بنجاح، مع بعضها البعض، وتنفذ مشروعات مشتركة، وتحقق نتائج ملموسة.
أشار الرئيس بوتين، أيضًا، إلى أن الفارق بين الإنتاج المحلى الإجمالى لتجمع الـ«بريكس» ومجموعة الدول الصناعية السبع يزداد، وسيستمر فى التزايد، واصفًا ذلك بأنه «أمر حتمى لا مفر منه»، كما أكد أن الدور الملحوظ الذى تلعبه دول الـ«بريكس» فى الاقتصاد العالمى، سيزداد، أيضًا، فى المستقبل، وشدّد الرئيس الروسى، كذلك، على أن النمو الاقتصادى للتجمع سيقل ارتباطه بالمؤثرات الخارجية، بفضل السيادة والشراكة، التى تعزز إمكاناته، وأيضًا بفضل بنك الـ«بريكس»، بنك التنمية الجديد، الذى سيمثل بديلًا لعدد من المؤسسات المالية الغربية، وسيتم تطويره، دون وضعه ضد أو مقابل أحد، ليلعب دورًا أساسيًا فى مشروعات البنى التحتية، لدول التجمع ودول الجنوب العالمى بشكل عام.
بقدر مماثل من التفاؤل، ثمّن الرئيس السيسى، فى كلمته، انعقاد المنتدى فى وقت يشهد فيه العالم تحديات وأزمات دولية متعاقبة، وغير مسبوقة، تتطلب تكاتف جميع الجهود، لإيجاد حلول فاعلة لها، وتكثيف العمل على دفع مسيرة التنمية المستدامة، لافتًا إلى أن المسئولية مشتركة، ويضطلع فيها القطاع الخاص ومجالس الأعمال، بدور رئيسى. ومن هذا المنطلق، دعا الرئيس إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص، فى دول التجمع، عبر استثمار الميزات التنافسية لكل دولة، لتدشين مشروعات مشتركة، تسهم فى إثراء التكامل الاقتصادى، وتُعظِّم دور الـ«بريكس»، كتكتل اقتصادى بارز، فى زيادة النمو الاقتصادى العالمى، خاصة فى ظل ما تمتلكه الدول الأعضاء، من فرص اقتصادية واستثمارية هائلة.
تسير مصر، كما قال الرئيس، ويقول الواقع، بخطى واثقة، على طريق الإصلاح الاقتصادى والتنمية الشاملة، وصولًا إلى اقتصاد أكثر استدامة وقدرة على الصمود فى مواجهة الأزمات. ومع مجموعة الخطوات والإجراءات التى قامت بها الحكومة مؤخرًا، لتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز دور القطاع الخاص وتذليل العقبات التى تواجه المستثمرين، تواصل الدولة المصرية جهودها، لتطوير قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى استمرارها فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية العملاقة، وتطوير منظومة النقل والمواصلات والموانئ، فى مختلف أنحاء البلاد، بما يتسق مع خططنا وأهدافنا الطموحة، لتعظيم الاستفادة من موقعنا الجغرافى الاستراتيجى والفريد.
كان المثال، الذى طرحه الرئيس، هو المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التى وصفها بأنها أبرز المشروعات المصرية الطموحة، موضحًا أنها تنطوى على فرص استثمارية كبيرة، سواء من حيث ما توفره من قاعدة صناعية متنوعة، أو مميزات تصديرية لجميع مناطق العالم، فى ضوء عضوية مصر، فى العديد من الاتفاقيات ومناطق التجارة الحرة الإقليمية، التى تجعل من مصر المسار الأفضل للنفاذ إلى الأسواق الواعدة، خاصة فى القارة الإفريقية، التى أضحت قارة المستقبل، فى ضوء ما لديها من فرص اقتصادية واستثمارية، وكثافة شبابية تصل إلى حوالى ٦٥٪ من عدد سكانها.
.. أخيرًا، ومع اقتراب اجتماع رؤساء دول وحكومات تجمع الـ«بريكس»، فى مدينة قازان، الثلاثاء المقبل، نرى، كما رأى الرئيس السيسى، أن الاستثمار فى الإنسان، أو الموارد البشرية، يستحق أن توليه دول التجمع الأهمية القصوى، باعتباره مكونًا وشرطًا أساسيًا، لتحقيق التنمية والنهضة فى بلادنا.