حياة جديدة لتراث قديم
العنوان لمعرض، بمركز الهناجر للفنون، أقامته لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، والجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وقطاع شئون الإنتاج الثقافى، ضمن فعاليات الاحتفال بـ«اليوم العالمى للعمارة». وتحت العنوان نفسه، أقيمت ندوة قدم خلالها متخصصون سردًا للممارسات المعاصرة، وإعادة الاستخدام والتوظيف المتوافق لمبانى التراث فى تنمية المجتمع المحلى وزيادة الوعى بالتراث المعمارى، من خلال نشاطات وفعاليات، تساعد على تحسين ورفع مستوى البيئة المعيشية.
معرض «حياة جديدة لتراث قديم»، يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، التى استخدمت تقنيات حديثة لإعادة تخيل المبانى التاريخية وتقديم رؤى جديدة حول هويتنا المعمارية. وتجسد الأعمال الفنية المعروضة، ببراعة، جماليات التراث المصرى وتعرض رؤى مبتكرة لإعادة توظيفه، بوصف وزير الثقافة، الذى أكد أهمية هذا الحدث فى تعزيز الوعى بأهمية الحفاظ على التراث المعمارى وتطويره، وقال إن هذا المعرض يمثل خطوة مهمة نحو دمج التراث مع المستحدثات والاتجاهات المعاصرة.
العمارة، فى أبسط تعريفاتها، هى فن وعلم تصميم وتخطيط وتشييد المبانى، باستخدام مواد وأساليب إنشائية مختلفة، لتلبية احتياجات الإنسان المادية والمعنوية. ومنذ سنة ١٩٩٦، يحتفل «الاتحاد الدولى للمعماريين»، سنويًا، بـ«اليوم العالمى للعمارة»، يوم الإثنين الأول من شهر أكتوبر، سواء بمناقشة أهم وأبرز القضايا والمشكلات، التى تواجهها الهندسة المعمارية، أو بإقامة الندوات للتوعية بدورها وأهميتها، أو بتكريم المهندسين الذين أسهموا فى تحسين جودة الحياة بسواعدهم وأفكارهم وتصميماتهم. ومن هذا المنطلق، احتفل المعماريون، فى ٧ أكتوبر الجارى، بهذا اليوم، وتبنى اتحادهم الدولى، المعروف اختصارًا باسم «UIA»، لاحتفال هذا العام، شعار «عمارة من أجل الأجيال المقبلة»، لتكون دعوة عالمية لتخطيط وتصميم مدن أكثر اخضرارًا، واستدامة، وصديقة للبيئة، وتسهم فى تعزيز النمو الاقتصادى المستدام.
فى مصر ٦٢ ألف معمارى من بينهم ٣٥٠٠ مهندس فقط حصلوا على درجة استشارى، أى بنسبة ٣٪ من إجمالى المعماريين، أما عدد من لديهم سجلات هندسية أو يعملون فى مكاتب استشارية من المعماريين فلا يتجاوز عددهم ٧ آلاف، ما يعنى أن فئة قليلة جدًا من المعماريين، أو حاملى هذه الصفة، على الورق، هم الذين يمارسون مهنة العمارة. والأرقام، على عهدة الدكتور مهندس أحمد الزيات، رئيس شعبة الهندسة المعمارية بنقابة المهندسين، الذى أشار إلى أن عدد الخريجين الجدد يتراوح بين ٤ و٦ آلاف خلال الـ١١ سنة الأخيرة، وأوضح أن التدرج فى مزاولة المهنة، حاليًا، منحصر بين درجتى مهندس التى يحصل عليها كل خريجى كليات الهندسة، المُعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، ودرجة استشارى، التى يتقدم للحصول عليها كل مَن مر على تخرجهم ١٥ سنة، لافتًا إلى أن مجلس الشعبة الحالى يسعى إلى تغيير درجات مزاولة المهنة، لتكون على مراحل متعددة تبدأ بمهندس، ثم ممارس، ثم متخصص ثم استشارى ثم خبير.
كلام الدكتور الزيات، جاء خلال احتفالية أقامها «بيت المعمار المصرى»، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، يوم الجمعة الماضى، بالتعاون مع شعبة الهندسة المعمارية بنقابة المهندسين، فى إطار الاحتفال بـ«اليوم العالمى للعمارة»، أيضًا، وجرى خلالها الإعلان عن تشكيل لجنة إدارة مؤقتة لبيت المعمار، وإطلاق مسابقة معمارية جديدة، للمهندسين وطلاب كليات الهندسة، تهدف إلى دمج فكرة شعار اليوم العالمى بالفعاليات المعمارية المحلية، وبالممارسة المهنية والتعليم المعمارى. كما شهدت الاحتفالية، كذلك، تكريم المعمارى عصام صفى الدين، عن مبادرته فى تأسيس مقر يضم كل أطياف العمارة المصرية، والدكتورة هبة صفى الدين، لمجهوداتها فى إدارة «بيت المعمار» خلال الفترة الماضية.
.. وأخيرًا، كنا نتمنى أن ندعوك إلى زيارة معرض «حياة جديدة لتراث قديم»، الذى تم افتتاحه فى الخامسة مساء أمس الأول، الإثنين، وقال بيان أصدرته «وزارة الثقافة» إنه «يستمر حتى الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤»، غير أن البوستر الإعلانى للمعرض قال إنه «يستمر حتى ١٥ أكتوبر»، ما يعنى أنك لو ذهبت اليوم الأربعاء، إلى مركز الهناجر للفنون، قد تجد المعرض.. وقد لا تجده!