رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الشرطة.. رسائل الرئيس

بعد غدٍ، السبت، تحل الذكرى الثالثة والسبعون لعيد الشرطة المصرية، وبهذه المناسبة، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأربعاء، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة. وخلال الاحتفال السنوى، الذى تنظمه وزارة الداخلية، منح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة، والأنواط لعدد من الضباط المكرمين، وألقى كلمة، تضمنت رسائل عديدة، واضحة ومهمة، للداخل والخارج.

بدأ الرئيس كلمته بتوجيه «أسمى كلمات التهنئة» للشرطة المصرية، نساءً ورجالًا، «الذين يقفون دومًا، فى طليعة صفوف الجبهة الداخلية، مدافعين عن أمن واستقرار وطننا الحبيب، ويشكلون درعًا حصينة، أمام كل التهديدات والمخاطر الأمنية، التى تستهدف أرض مصر الطاهرة وشعبها الأصيل». وانتهت الكلمة بالتأكيد أن مصر ستظل فخورة بعمل شرطتها فى حفظ الأمن والأمان، وكفالة سيادة القانون، لكل من يعيش على أرض مصر، فى أمان واطمئنان. وبين بداية الكلمة ونهايتها، طمأننا الرئيس، نحن المصريين، بأن الدولة المصرية تسير فى الطريق الصحيح، وتسعى بجدية، لاتخاذ المزيد من الخطوات المتتابعة، للتغلب على جميع التحديات، وتحسين مستوى معيشة مواطنيها، مشددًا على أن هذا الطريق يتطلب، منا جميعًا، العمل والتفانى، للنهوض بأمتنا، وجعلها فى المكانة التى تستحقها.

لـ«شعب مصر العظيم»، قال الرئيس السيسى إن التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف، لن يجد فى مصر بيئة حاضنة له، أو متهاونة معه. وأكد أن وحدتنا هى درعنا الحصينة ضده، وأن أى محاولات لزرع الخلاف بيننا، ستبوء بالفشل، موضحًا أن الشعب المصرى يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف، بكل أشكاله، ويفتخر بهويته الوطنية الراسخة، مؤكدًا أن كل محاولات الأعداء لزرع الأفكار الهدامة، ونشر الشائعات المغرضة، محكوم عليها بالعدم، وأن التجارب أثبتت أن يقظة القوات المسلحة والشرطة، ووعى المواطنين ووحدتهم، كانت وما زالت حائط الصد، الذى تكسرت أمامه هذه المحاولات الخبيثة.

احتفالنا بعيد الشرطة هذا العام، «يأتى فى وقت يمر فيه العالم، ومنطقتنا بشكل خاص، بصراعات وتحديات غير مسبوقة، تعصف بدول وتدمر مقدرات شعوبها»، كما لعلك ترى، وكما قال الرئيس، الذى أكد أن بلادنا، بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بجهود قواتها المسلحة وشرطتها، ستظل بمأمن من تلك الاضطرابات، وستظل، كما كانت على مر العصور، واحة للأمن والسلام، وقبلة للملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى، الذين اختاروها ملاذًا آمنًا لهم، اقتداءً بقول الله تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». وفى هذا السياق، أشار الرئيس إلى أن مصر تستضيف أكثر من تسعة ملايين ضيف، وتقدم لهم الخدمات التى يحصل عليها المصريون، فى إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية. 

أكد الرئيس، أيضًا، أن الدولة المصرية، بحكم مسئوليتها التاريخية، ووضعها الإقليمى، والتزاماتها الدولية، تسعى بكل طاقاتها وجهودها المخلصة، إلى نبذ العنف والسعى نحو السلام. مشيرًا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، يعدّ شاهدًا حيًا على هذه الجهود الدءوبة، والمساعى المستمرة التى تبذلها مصر، متعهدًا بأن ندفع، بمنتهى القوة، فى اتجاه تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، سعيًا إلى حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلًا للحياة، ومنع أى محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة، مشددًا على أن مصر ترفض كل هذه المحاولات، بشكل قاطع، حفاظًا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس قدم «تحية رفيعة» لشهداء الشرطة المصرية، الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن، وبرهنوا بدمائهم الزكية، على شجاعتهم وإقدامهم فى مواجهة الأعداء والإرهابيين، أعداء الوطن والدين، مؤكدًا أن هذه النماذج المشرفة من الأبطال، تبث فى نفوسنا على الدوام، شعور الفخر والاعتزاز، وعلى أساسها، تقف الدولة المصرية، بكل مؤسساتها بجانب أسرهم، مشددًا على أنه يعتبر أبناء هؤلاء الأبطال وأسرهم، جزءًا من عائلته الكبيرة، وأنه سيظل متمسكًا بالعهد، الذى قطعه معهم، بتقديم كل الدعم والرعاية لهم، فى مختلف مناحى الحياة، لتعويض جزء مما كان يقدمه الأبطال الشهداء نحوهم.