قمة.. بيانان.. وإعلان
بـ«الاتفاق على إنشاء لجنة ثلاثية من وزراء خارجية مصر، وإريتريا، والصومال، للتعاون الاستراتيجى فى كل المجالات»، انتهى بيان مشترك، صدر بعد مشاورات مكثفة، بشأن مسائل إقليمية ودولية حيوية، أجراها رؤساء الدول الثلاث، فى «قمة أسمرة»، أمس الأول الخميس، بعد لقاءين ثنائيين بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيريه الإريترى والصومالى، صدر عنهما بيان مشترك وإعلان سياسى.
اجتمع رئيسا مصر والصومال، فى ضيافة الرئيس الإريترى أسياس أفورقى، لـ«التشاور والاستفادة من تبادل الرؤى إزاء سبل التصدى لمخططات وتحركات تستهدف زعزعة الاستقرار وتفكيك دول المنطقة، وتقويض الجهود الدءوبة لدولنا وشعوبنا، التواقة للسلام والاستقرار والرخاء»، بحسب الرئيس السيسى، الذى أوضح أن الدول الثلاث، والمنطقة، وشواطئها على المدخلين الجنوبى والشمالى للبحر الأحمر، تزخر بالثروات وبالفرص الواعدة للتنمية والازدهار، كما أننا نمتلك الإرادة والقدرة على اغتنام وتعظيم الاستفادة من تلك الفرص، من خلال التعاون والتكامل والتنسيق الوثيق بين الدول الثلاث.
فى كلمته، خلال المؤتمر الصحفى المشترك، أكد الرئيس السيسى أن الاجتماع «لا يبرهن فقط على متانة وتميز العلاقات، بين دولنا الثلاث الشقيقة، وإنما يعكس تنامى أهمية تطوير وتعزيز تلك العلاقات الأزلية، سواء فى مواجهة تحديات مشتركة، فى القرن الإفريقى والبحر الأحمر، أو للاستفادة من القدرات المتوافرة لدى دولنا، لتعظيم فرص تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا». و... و... وفى ختام الكلمة، جدّد الرئيس تأكيده على أن مصر لن تدخر جهدًا، ولن تبخل بالمشورة، فى خدمة أهداف ومصالح وتطلعات دولنا وشعوبنا بمنطقة القرن الإفريقى، من أجل مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا. وبلساننا جميعًا، نحن المصريين، قال إننا نتطلع لرؤية رئيسى إريتريا والصومال فى وطنهما الثانى مصر، فى المستقبل القريب.
تطرقت المباحثات، طبعًا، إلى الأوضاع فى السودان الشقيق، واتفق القادة الثلاثة على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، فى أقرب وقت ممكن، والحفاظ على مؤسساته الوطنية. كما اتفقوا، كذلك، فى بيانهم المشترك، على خطورة استمرار الأوضاع التى أدت إلى اضطراب حركة الملاحة الدولية، مع تأكيد أهمية تعزيز التعاون، وتطوير أسس التنسيق المؤسسى بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر، لتأمين حركة الملاحة، وتعظيم الاستفادة من موارده الطبيعية. وأكدوا ضرورة الالتزام بمبادئ وركائز القانون الدولى، باعتبارها الأساس الذى لا غنى عنه للاستقرار والتعاون الإقليميين، خاصة الاحترام المطلق لسيادة واستقلال ووحدة أراضى دول المنطقة، والتصدى للتدخلات فى شئونها الداخلية تحت أى ذريعة أو مبرر، وتنسيق الجهود لتحقيق الاستقرار الإقليمى، وخلق مناخ مواتٍ للتنمية المشتركة والمستدامة.
بالتأكيد على ضرورة الالتزام بالمبادئ والركائز نفسها، واستشرافًا للفرص المتاحة لتطوير العلاقات لخدمة تطلعات شعبى مصر وإريتريا، اتفق رئيسا البلدين، فى البيان الثنائى المشترك، على تعزيز التعاون فى مختلف المجالات وتعميق وتكثيف التشاور السياسى حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الجيوسياسية، من خلال لجنة تشاور سياسى على مستوى وزيرى الخارجية تجتمع بشكل دورى.
بشكل أكثر وضوحًا، نص الإعلان السياسى المصرى الصومالى على تأكيد دعم وحدة واستقلال وسلامة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل أراضيها، ورفض الإجراءات الأحادية التى تهدد وحدتها وسيادتها، وتطوير وتعميق التعاون والتنسيق بين البلدين من أجل تعزيز إمكانات مؤسسات الدولة الصومالية، لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وتمكين الجيش الفيدرالى الصومالى من التصدى للإرهاب بجميع صوره وحماية حدوده البرية والبحرية ووحدة أراضيه. ومع الترحيب بقرار مجلس الأمن رفع حظر تصدير السلاح إلى الصومال، أشاد الإعلان السياسى بصدور بيان «مجلس السلم والأمن الإفريقى» بشأن ترتيبات مرحلة ما بعد انتهاء ولاية بعثة الاتحاد الإفريقى الانتقالية، واعتزام نشر البعثة لدعم الاستقرار فى الصومال، وأكد ترحيبه بعرض مصر المشاركة بقوات فى هذه البعثة.
.. وتبقى الإشارة إلى أن البيان المشترك لقمة «أسمرة» الثلاثية رحّب، أيضًا، بالجهود التى تقوم بها مصر وإريتريا، فى دعم الاستقرار فى الصومال الشقيق وتعزيز قدرات الحكومة الفيدرالية، وأشاد بعرض الدولة المصرية المساهمة بقوات فى إطار الجهود الإفريقية لحفظ السلام فى الدولة الصومالية.