رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أجندة مصر المعلنة

مقدِّمًا كل الشكر والتقدير لقواتنا المسلحة على جاهزيتها الدائمة، ووطنيتها، وعقيدتها الشريفة، أكد قائدها الأعلى، الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الحرب حالة استثنائية، لكن الحالة العامة، أو العادية، هى السلام والاستقرار والسلام والتنمية. ووجّه رسائل عديدة مهمة، لنا وللمجتمع الدولى، أمس، الثلاثاء، بشأن القضية الفلسطينية، خلال حضوره اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى. 

ليس لدى مصر أجندة خفية ضد أحدٍ، إذ يعرف القاصى والدانى، والواقف بينهما، أنها منذ انتصارها الأعظم فى التاريخ الحديث، اتخذت السلام خيارًا استراتيجيًا، وأن سياستها الخارجية تتسم بالاعتدال الشديد والتوازن والحرص على عدم إذكاء الصراعات. وبعد هاتين النقطتين الأساسيتين، فى أجندة مصر المعلنة، أوضح الرئيس أن لدينا ثلاثة أهداف، لم تتغير، نسعى إلى تحقيقها منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، هى إيقاف إطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن، إدخال المساعدات إلى قطاع غزة. ولأن الشعب الفلسطينى من حقه أن يعيش فى دولة مستقلة، قال الرئيس إننا سنسعى فى مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، إلى إقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، ليتم إغلاق مرحلة من الصراع والكراهية. 

الأوضاع الحالية فى المنطقة، كما قال الرئيس، تؤكد أن رؤية القيادة المصرية بعد نصر أكتوبر ١٩٧٣ كانت شديدة العبقرية وسابقة لعصرها، واستطاعت أن تتجاوز الظروف التى كانت تعيشها المنطقة. فى إشارة إلى نجاحنا، بفضل رؤية هذه القيادة، فى تحرير كامل ترابنا الوطنى، بانتصارنا الأعظم فى التاريخ الحديث، ثم بالسلام القائم على القوة، بعد منعطفات ومطبات ومراوغات وتلكيكات. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أننا لم نحارب فقط لنحرر أرضنا التى كانت محتلة، لكن، أيضًا، لإيجاد السبل، لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، الذى جدّد الرئيس السيسى، أمس، تأكيد موقف مصر الثابت، المبدئى والواضح، تجاه قضيته العادلة، مؤكدًا أنها القضية المحورية فى وجدان كل الشعوب العربية.

بأعيننا، تفقدنا، مع الرئيس، فى ٢٥ أكتوبر الماضى، إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة، بالجيش الثالث الميدانى، والذى أكد، أننا قادرون على مجابهة أى مخاطر أو تحديات يمكن أن تؤثر على أمننا القومى. وأمس، جددّت هذا التأكيد الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى، الذى تأسس، سنة ١٩٦٨، ولعب دورًا مهمًا فى حرب الاستنزاف، التى ردت الاعتبار لقواتنا المسلحة وتحولت فيها وجهة المعارك من هجومية إسرائيلية، إلى ردعية مصرية، قبل أن يخرج أبطاله، مع باقى أبطال قواتنا المسلحة ليثبتوا للعالم، وما زالوا يثبتون، أنه لا تهاون مع معتدٍ، ولا تفريط فى حبة رمل من أرض مصر المقدسة.

اللواء أركان حرب أحمد إسماعيل، المشير لاحقًا، وزير الحربية، كان أول من تولوا قيادة الجيش الثانى الميدانى، وفى ١٩٨٧ و١٩٨٨، كان اللواء أركان حرب محمد حسين طنطاوى، هو القائد الثانى عشر لهذا الجيش، قبل أن يصبح وزيرًا للدفاع، ويحصل على رتبة المشير، و... و... وصولًا إلى اللواء أركان حرب ممدوح جعفر، القائد الثانى والثلاثين، الذى أكد، أمس، أننا كنا، وما زلنا، خير أجناد الأرض، غير أننا ندرك أن السلام هو غاية الحرب، وأن الحرب لا يتم اللجوء إليها إلا إذا كانت هى الخيار الوحيد. ثم طمأننا قائد جيشنا الثانى الميدانى بتأكيده أننا نراقب ونحلل جميع الأحداث من حولنا ونضع الخطط والسيناريوهات، للتعامل معها، محافظين على الأمن القومى المصرى فى الداخل والخارج.

.. وأخيرًا، قد تتضح الصورة، بدرجة أكبر، لو عدنا إلى ١٣ أغسطس الماضى، الذى شهد فيه الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام لقواتنا المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوى للجيش الثانى الميدانى، فى إطار خطة التدريب القتالى لتشكيلات ووحدات قواتنا المسلحة، التى عكست الاستعداد العالى والتدريب المتميز لكل العناصر المشاركة فيها، وأكدت الطفرة النوعية، تنظيمًا وتدريبًا وتسليحًا، التى شهدتها قواتنا المسلحة خلال السنوات العشر الماضية.