رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنان يسعى للحصول على ضمانات أمريكية لضمان احترام إسرائيل لسيادتها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كانت محادثات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل التي توسط فيها المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين "إيجابية" في بيروت قبل اجتماعاته الحاسمة في تل أبيب، لكن المخاوف اللبنانية تتركز الآن على ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على ضمان احترام دولة الاحتلال لسيادتها، بحسب مصادر لصحيفة ذا ناشيونال.

من المقرر أن يلتقي هوكشتاين برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس لإتمام اتفاق قد يشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في غضون أيام، حيث تكون نقطة الخلاف الرئيسية هي تفسير بند "الدفاع عن النفس".

وتتضمن خطة وقف إطلاق النار في لبنان هدنة تسحب خلالها إسرائيل قواتها من جنوب البلاد في غضون سبعة أيام، بينما تنشر بيروت قواتها العسكرية على الحدود وينسحب مقاتلو حزب الله، مما يسمح لآلاف النازحين الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في الشمال.

وسيتم إنشاء لجنة بقيادة الولايات المتحدة خلال هذه الفترة للإشراف على وقف دائم لإطلاق النار يضم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، ومسؤولين لبنانيين وإسرائيليين، وممثلين من دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا، وفقًا للمصادر ومشروع الاقتراح الذي تداولته العديد من الوكالات ووسائل الإعلام.

ومع ذلك، تصر دولة الاحتلال، التي تقصف لبنان بلا هوادة منذ أشهر، على الاحتفاظ بحرية العمل ضد أهداف في الدولة المجاورة إذا تم انتهاك الاتفاق. وفي الوقت نفسه، يؤكد المسؤولون اللبنانيون وحزب الله المدعوم من إيران أن الاتفاق يجب أن يحمي سيادة لبنان.

وقال مصدر في بيروت مشارك في المفاوضات: إن "الأجواء إيجابية للغاية".

وأوضح المصدر: "السؤال الآن هو ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قادرة على ضمان عدم استمرار إسرائيل في انتهاك سيادة لبنان إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، لأن الأمريكيين قالوا إن القضية ستحل بضمانتهم".

ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا يعني أن لبنان مستعد لقبول صفقة تتضمن تعريفا غامضا لـ "حق الجانبين في الدفاع عن النفس" المنصوص عليه في الاتفاق، في مقابل ضمانات أمريكية.

وقالت مصادر قريبة من المحادثات لصحيفة ذا ناشيونال أمس الأربعاء إن اتفاق وقف إطلاق النار يتوقف على البند، لكن الجهود جارية لصياغة صيغة ترضي الطرفين "دون أن تعني" أن إسرائيل تتمتع "بحرية غير مقيدة" في الحركة ضد أهداف في لبنان.

حرية التصرف

وفقا لمصدر سياسي لبناني، أضاف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان يتفاوض نيابة عن حزب الله، تعليقاته إلى المسودة المقترحة أثناء المناقشات. كما تعكس المسودة الحالية اتصالات هوكشتاين مع الجانب الإسرائيلي أثناء وجوده في السفارة الأمريكية في بيروت.

وقال المصدر: "إن الثوابت التي وضعها بري وحزب الله هي أن إسرائيل يجب ألا تنتهك السيادة اللبنانية في المستقبل".

 القرار 1701

ويعتمد أساس المفاوضات على القرار 1701. وقد صرح الرئيس بري مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل انتهكت القرار أكثر من 30 ألف مرة منذ صدوره في عام 2006، ولا ينبغي تصوير القضية على أنها المشكلة الوحيدة المتمثلة في وجود حزب الله بالقرب من الحدود.

وقد أكد المسؤولون اللبنانيون مرارًا وتكرارًا أنهم ملتزمون بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب إسرائيل وحزب الله في عام 2006 ويطالب جميع القوات المسلحة باستثناء الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالانسحاب من الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل. كما يطالب إسرائيل بالتوقف عن انتهاك المجال الجوي اللبناني - لكن القرار لم يتم تنفيذه بالكامل.

وأصر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الأربعاء على أن إسرائيل يجب أن تحافظ على "حرية التصرف إذا كانت هناك انتهاكات"، بينما قال زعيم حزب الله نعيم قاسم إن "الجانب الإسرائيلي يتوقع أن يحقق من خلال الاتفاق ما لم يتمكن من تأمينه في الحرب، وهذا غير ممكن".

وكثفت إسرائيل هجماتها على لبنان في أواخر سبتمبر، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتدمير جزء كبير من البلاد.

 وقد قُتل أكثر من 3500 شخص ونزح 1.4 مليون منذ اندلاع الصراع في المناطق الحدودية في أكتوبر من العام الماضي، بالتوازي مع حرب إسرائيل على غزة.

وفي كلمته، حذر قاسم من أن حزب الله، الذي فقد معظم قادته الكبار في الضربات وعانى من ضربات غير مسبوقة منذ سبتمبر، مستعد لـ"حرب استنزاف" إذا فشلت المفاوضات، مهددًا بشن هجمات على وسط تل أبيب.

وقال: "يعمل حزبنا وفقًا لمبدأين، وهما وقف العدوان الإسرائيلي بشكل شامل والحفاظ بشكل كامل على سيادة لبنان واستقلاله".