مَن يساعد اللبنانيين؟!
حوالى ٤٢٥ مليون دولار، تحتاجها خطة استجابة لبنان لأزمة نزوح حوالى مليون مواطن، بسبب العدوان الإسرائيلى. ولجمع هذا الرقم الضئيل نسبيًا، أطلق نجيب ميقاتى، رئيس الحكومة اللبنانية، «نداءً عاجلًا»، أمس الأول، الثلاثاء، خلال اجتماع عقده مع منسقى الوكالات الأممية، وسفراء الدول المانحة، بمشاركة منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى لبنان، الذى قال إن المنظمة ستقدم ٢٤ مليون دولار، وأكد أن الدولة اللبنانية تواجه أزمات أكبر من قدرتها على التعامل معها.
وطالب نبيه برى، رئيس البرلمان اللبنانى، أيضًا، الأمم المتحدة، بإنشاء جسر جوى، لإيصال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية للنازحين، وكسر الحصار الجوى المفروض، إسرائيليًا، على لبنان. ودعا الوزارات والهيئة العليا للإغاثة، إلى الاضطلاع بأدوارها، ووضع ما هو متوافر لديها من إمكانات لتأمين جميع مستلزمات الحياة الكريمة من إيواء وخدمات اجتماعية وصحية وطبية. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن الدولة اللبنانية، التى يسكنها حوالى ستة ملايين مواطن، تواجه، إلى جانب هذا الوضع الإنسانى الكارثى، انقسامات سياسية، ومشكلات عديدة متراكمة، يحتاج حلها إلى اتفاق، أو توافق، على عناوين رئيسة للمرحلة المقبلة، بدءًا من انتخاب رئيس للجمهورية، وليس انتهاءً بتشكيل حكومة فاعلة.
فى بيان أصدرته، الثلاثاء، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، إن أكثر من ٣٠٠ ألف طفل لبنانى تركوا منازلهم، منذ أكتوبر الماضى، لافتة إلى أن الجزء الأكبر منهم فرّ على وقع الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة، التى بدأت فى ٢٣ سبتمبر الماضى، ولا تزال مستمرة، وأشارت المنظمة إلى أن هؤلاء الأطفال يعيشون فى كابوس، يصارعون الخوف والقلق والدمار والموت، وما ينتج عن ذلك من صدمات نفسية قد ترافقهم مدى الحياة. كما أعلنت «منظمة الصحة العالمية» عن إغلاق أكثر من ٣٠ مركزًا للرعاية الصحية حول المناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلى.
للوقوف على تطورات الأوضاع المتسارعة التى يشهدها البلد الشقيق، فى ظل العدوان الإسرائيلى الراهن، أجرى الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، صباح الثلاثاء، اتصالًا تليفونيًا مع السفير علاء موسى، سفيرنا لدى بيروت، الذى قدّم عرضًا تفصيليًا للتطورات الميدانية، وأوضاع الجالية المصرية هناك، مؤكدًا أن السفارة لم ترصد إلى الآن وجود مصريين بين ضحايا العدوان الإسرائيلى. وخلال الاتصال وجّه وزير الخارجية باستمرار متابعة أوضاع الجالية المصرية، وتقديم كل أوجه الرعاية لها. كما وجّه، أيضًا، باستقبال شحنة المساعدات الطبية والإغاثية المصرية، التى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد وجّه بسرعة إرسالها، خلال اتصاله، السبت الماضى، برئيس الحكومة اللبنانية.
كان الرئيس قد وجّه، خلال الاتصال التليفونى، بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة إلى لبنان، بشكل فورى. ولدى تناول العدوان الإسرائيلى، جدّد دعم مصر الكامل للبنان، ووقوفها بجانبه فى هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه، مشددًا على ضرورة الوقف الفورى والشامل والدائم لإطلاق النار فى لبنان وقطاع غزة. كما أشار الرئيس، مجددًا، إلى أن عدم اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لوقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضى الفلسطينية ولبنان، يهدد بانزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، ما يضع الاستقرار والسلم الإقليميين والدوليين على المحك.
.. وتبقى الإشارة إلى أن موقف مصر من التطورات المتلاحقة فى المنطقة، جدّده الرئيس السيسى، مساء الثلاثاء، خلال اتصال تليفونى تلقاه، من محمد شياع السودانى، رئيس وزراء العراق، مشددًا على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه، ورفض أى انتهاك لسيادته ومقدرات شعبه الشقيق. كما كرّر الرئيس تحذير مصر من مغبة الإمعان فى سياسات التصعيد، بما لها من تداعيات خطيرة غير معلومة العواقب، وأكد ضرورة استمرار المساعى الدولية الجادة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، باعتباره طريق استعادة الاستقرار فى المنطقة وإنهاء حالة التوتر الجارية، وبما يسمح بدفع مسار السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لإرساء السلام والأمن والتنمية بشكل مستدام بالمنطقة.