بعد عام من الحرب.. حصيلة المساعدات المصرية إلى غزة
منذ اليوم الأول من حرب غزة التي تحل ذكراها الأولى اليوم، بدأت مصر في إرسال شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، والمُحمَّلة بمئات الأطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، فضلًا عن استقبال شحنات المساعدات من مختلف دول العالم الموجَّهة إلى الشعب الفلسطيني عبر مطار العريش؛ تمهيدًا لإرسالها إلى معبر رفح البري، ثم إدخالها إلى قطاع غزة.
وقال الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، إنه منذ 12 أكتوبر 2023، بدأ استقبال المساعدات الدولية لغزة القادمة جوًا عبر مطار العريش بشمال سيناء، وفرغ متطوعون حمولتها وتجهيزها للنقل لمعبر رفح لتصل لقطاع غزة.
استقبال المساعدات الدولية
وفي 28 أكتوبر 2023، أعلن محافظ شمال سيناء، الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة، عن وصول 55 طائرة من عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية إلى مطار العريش الدولي، مُحمَّلة بأكثر من 1100 طن من المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الإغاثية والإنسانية.
وأضاف المحافظ أن 280 شاحنة وصلت إلى محافظة شمال سيناء من 20 مؤسسة أهلية محملة بنحو 4 آلاف طن من المساعدات المتنوعة.
وفي 29 أكتوبر 2023، أعلن رائد عبدالناصر، أمين عام جمعية الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، عن دخول 33 شاحنة مساعدات إنسانية وطبية إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح، مشيرًا إلى أن الشاحنات كانت مُحمَّلة بمساعدات إنسانية وأدوية ومستلزمات طبية.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، لبحث المساعدات الإغاثية لغزة. واطلع الرئيس على جهود الهلال الأحمر المصري لإنفاذ المساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، مؤكدًا استمرار جهود مصر المكثفة لتقديم وإيصال الدعم الإنساني لأهالي القطاع، مشيدًا بالدور الذي يقوم به الهلال الأحمر المصري في هذا الشأن.
جهود مصر في الـ100 يوم الأولى
وفي 14 يناير 2024، صرَّح ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بأن مصر بذلت، خلال الـ100 يوم الأولى من العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، أقصى جهودها لاستمرار دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء في القطاع.
وأوضح أن دخول هذه المساعدات عبر معبر رفح من الجانب المصري، واجه منذ البداية عقبة أولية وهي أن المعبر غير مخصص ولا مهيأ إنشائيًا لدخول البضائع ولكن الأفراد فقط، وهو ما تغلبت عليه مصر بجهود فنية كثيفة وعاجلة ليسمح بمرور الشاحنات، إلا أن الجيش الإسرائيلي قصف الطرق المؤدية للمعبر من الجانب الفسطيني 4 مرات على الأقل وهو ما حال دون أي تحرك عليها، وقامت مصر خلال فترة وجيزة للغاية بالإصلاح الكامل لهذه الطرق.
وأضاف رشوان أن العقبة الأكبر في طريق دخول المساعدات وسرعة وصولها بكميات كافية للفلسطينيين في غزة، هي تعنت وتعمد السلطات الإسرائيلية المحتلة لمعابر قطاع غزة الأخرى، وتأخير تفتيش المساعدات قبل السماح بمرورها للجانب الفلسطيني، بحكم سيطرتها العسكرية على أراضي القطاع.
مساعدات طبية من مصر إلى غزة
وأوضح رشوان أنه خلال الـ100 يوم الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة، بلغ حجم المساعدات الطبية التي دخلت إلى غزة من معبر رفح 7 آلاف طن، والمساعدات من المواد الغذائية 50 ألف طن، وحجم المياه 20 ألف طن، فضلًا عن 1000 قطعة من الخيام والمشمعات والمواد الإعاشية، بالإضافة إلى 11 ألف طن من المواد الإغاثية الأخرى، وعدد 88 سيارة إسعاف جديدة، وتم إدخال 4.5 ألف طن من الوقود وغاز المنازل خلال نفس الفترة، وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة حوالي 9000 شاحنة منذ بدء دخول المساعدات إلى قطاع غزة من الجانب المصري للمعبر خلال الأيام المائة.
وفي 9 فبراير 2024، أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا بشأن التوافق بين مصر والولايات المتحدة حول الأوضاع في قطاع غزة، وأكدت الرئاسة خلاله أن مصر- منذ اللحظة الأولى- فتحت معبر رفح من جانبها بدون قيود أو شروط، وقامت بحشد مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش.
وأشارت إلى أن مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر 4 مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع.
كما أكدت مصر أن الدور الذي قامت به في حشد وإدخال المساعدات كان قياديًا ونابعًا من شعور مصر بالمسئولية الإنسانية عن الأشقاء الفلسطينيين بالقطاع، وأن مصر تحملت ضغوطًا وأعباءً لا حصر لها لتستطيع تنسيق عملية إدخال المساعدات، وأنها في سبيل ذلك قامت- وما زالت- باتصالات مكثفة مع جميع الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية أو الأممية، للضغط من أجل إتاحة دخول المساعدات وزيادة كمياتها بالشكل المطلوب.
80 % من المساعدات مصرية
وأوضحت أن 80% من المساعدات التي تصل للقطاع مقدمة من مصر، حكومة وشعبًا ومجتمعًا مدنيًا، وأن مصر قامت كذلك بتسهيل وتنسيق زيارات المسئولين الدوليين والأمميين للمعبر ليتفقدوا من أرض الواقع الجهود الهائلة التي تقوم بها السلطات المصرية في هذا الصدد.
وفي 7 أبريل 2024، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إنه وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي، فقد قررت مصر زيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية ومستلزمات الإعاشة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 300 شاحنة يوميًا على الأقل، تدخل إلى القطاع من الجانب المصري عن طريق معبر رفح.
وأوضح رشوان أن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي الدموي على الأشقاء في غزة من معبر رفح، بلغ 19.354 شاحنة، حملت 19.952 مواد طبية، و10.435 طن من الوقود، و123.453 طن من المواد الغذائية، و26.692 طن من المياه، و44.103 مواد إغاثية أخرى، و2.023 طن من الخيام والمشمعات، وعدد 123 سيارة إسعاف مجهزة.
وبالإضافة لما سبق، فقد دخل إلى مصر من قطاع غزة للعلاج 3764 مصابًا ومريضًا، ومعهم 6191 مرافقًا، وعدد 66759 من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، وكذلك 6330 من المصريين.
وفي 11 مايو 2024، أصدر الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، توجيهاته إلى اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، بتقديم كل أنواع الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في هذه الأزمة والتنسيق مع الجهات المعنية، مشيرًا إلى حجم ما قدمته مصر من مساعدات إنسانية بلغت نسبته حوالي 80% وأكثر من إجمالي تلك المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة.
150 شاحنة مساعدات إنسانية
وفي 26 مايو 2024، قال خالد زايد، رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، إن 150 شاحنة مساعدات إنسانية وصلت إلى معبر كرم أبوسالم وبدأت في العبور إلى داخل قطاع غزة للمرة الأولى منذ 20 يومًا.
وفي مايو 2024، أوضحت بيانات حركة استقبال طائرات المساعدات والوفود لغزة، إنه منذ يوم 12 أكتوبر 2023، وصلت نحو 770 طائرة حملت أكثر من 18 ألف طن، بينها 629 طائرة نقلت مساعدات من عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية، و141 طائرة نقلت وفود رسمية وشخصيات مهمة من كل دول العالم بينهم من عبر إلى غزة وآخرون تفقدوا واطلعوا على مسار نقل المساعدات عبر معبر رفح وكرم أبوسالم من الجانب المصرى للجانب الفلسطيني، حيث يتسلم الهلال الأحمر المصري شحنات المساعدات، ويعيد نقلها لغزة على شاحنات عن طريق معبر رفح ويتم تسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني.