رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قرار غير مبرر.. تأييد دولى لـ"جوتيريش" بعد عقاب إسرائيل

جوتيريش
جوتيريش

"هذا أمين عام مُعادٍ لإسرائيل وغير مرغوب فيه".. هكذا قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي معاقبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ردًا على عدم إدانته الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، لا سيما في ظل دعمه المستمر للشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وإدانته مجازر جيش الاحتلال بحق أهالي القطاع، الأمر الذي أثار غضب الكيان الصهيوني كثيرًا حتى قرر معاقبته بمنعه من دخول دولة الاحتلال كما جاء على لسان وزير خارجية إسرائيل، يسرائيل كاتس.

وقال “كاتس” في بيانه إن "أي شخص لا يمكنه إدانة الهجوم الإيراني الشنيع على إسرائيل لا يستحق أن يُسمح بأن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي. هذا أمين عام معاد لإسرائيل يدعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة".

تأييد دولي لـ جوتيريش

الإجراء الإسرائيلي الأخير ضد جوتيريش، جاء بنتائج غير مُرضية تمامًا لحكومة الاحتلال، حيث دفع "عقاب نتنياهو" للأمين العام، عددًا من الدول والمؤسسات الدولية لتأييد الأخير في موقفه الدولي والأممي إزاء جرائم جيش الاحتلال في غزة ولبنان. 

مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال: "علينا أن نرفض الهجمات على شخص الأمين العام للأمم المتحدة"، مؤكدًا أن الأمم المتحدة هي "الأداة الوحيدة المتاحة لضمان السلام في العالم".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيانٍ لها، إن باريس تؤكد، من جديد، دعمها وثقتها بالكامل في جوتيريش، مشددة على أن الأمم المتحدة تلعب دورًا أساسيًا في استقرار المنطقة، في ظل توتر إقليمي يثير مخاوف من اندلاع حرب شاملة بالشرق الأوسط.

في السياق، أكدت وزارة الخارجية الأردنية، دعمها الكامل للأمين العام للأمم المتحدة، مشددة على ضرورة رفض المجتمع الدولي الإساءة له وإلزام إسرائيل باحترام ميثاق الأمم المتحدة، وتطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقرارات منظمة الأمم المتحدة.

بدوره، أكد مجلس الأمن الدولي، دعمه الكامل للأمين العام للأمم المتحدة، وشدد أعضاء المجلس الـ15 على ضرورة أن تكون لدى كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة علاقة مثمرة وفعّالة مع الأمين العام، وأن تمتنع عن أي إجراء من شأنه أن يقوّض عمله وعمل أجهزته.

وحذَّر مجلس الأمن من أن أي قرار لا يشمل الأمين العام للأمم المتحدة أو الأمم المتحدة يأتي بنتائج عكسية، خصوصًا في سياق تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

من جهته، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، عن استنكاره وإدانته القرار الإسرائيلي ضد جوتيريش، معتبرًا ذلك انتهاكًا واضحًا لالتزامات إسرائيل، قوة الاحتلال، بميثاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

الأمين العام يُحذِّر من التصعيد

كان "جوتيريش" قد أدان الهجوم الإسرائيلي على لبنان، وكتب في تغريدة عبر صفحته الرسمية بمنصة X: "أشعر بقلق بالغ إزاء تصعيد الصراع في لبنان وأدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار"، مضيفًا: "يجب تجنب الحرب الشاملة في لبنان بأي ثمن، ويجب احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه".

وتابع: "أدين اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط مع التصعيد تلو التصعيد، يجب أن يتوقف هذا.. إننا في حاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار".

وفي لقاءٍ مع وكالة الصحافة الفرنسية أكد الأمين العام أنه "لا شيء يبرر العقاب الجماعي" الذي تنزله إسرائيل بسكان غزة الذين يعانون على نحو لا يمكن تصوره.

وقال جوتيريش: "إنه أمر لا يمكن تصوّره، مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينًا عامًا".

وفي 6 يونيو الماضي، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بالقصف الإسرائيلي الدامي لمدرسة تابعة لوكالة أونروا في غزة، معتبرًا أنه "مثال مرعب" جديد عن الثمن الذي يدفعه المدنيون.