الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسَين الشهيدَين أدريانوس وناتاليا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسَين الشهيدَين أدريانوس وناتاليا، وهما زوجان قدّيسان في نيكوميذية، استشهدا في عهد الإمبراطور مكسيميانوس.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
اسأل من يريد الخبز المادي! بالنسبة إلينا، فلنطلب من الآب أن يجعلنا نستحقّ تلقّي خبزنا السّماوي باستعدادات كمثل أن ينكشف على الأقلّ أمام عينيّ النفس ويظهر لها، إذا لم يكن لنا فرح تأمّله بعينيّ الجسد، لأنّه محجوب عنّا هذا قوت آخر مليء بالفرح واللذّات؛ هو دعامة الحياة.
أعرف شخصًا أعطاه الربّ إيمانًا قويًّا جدًّا، بحيث أنّه كلّما سمع أحدًا أراد العيش في أيًام وجود ربّنا يسوع المسيح على هذه الأرض، يضحك من تلقاء نفسه. كان يقول في نفسه نحن نملكه في القربان المقدّس حقًّا فبما نرغب أكثر؟... كان يتخيّل نفسه على قدميّ الربّ؛ ويبكي برفقة مريم المجدليّة، تمامًا كما لو رآه بعينيّ الجسد في منزل الفرّيسيّ رغم أنّه لم يكن يشعر بالورع، كان الإيمان يقول له أنّه موجود هنا حقًّا.
الحقيقة أنّه يجب أن نجعل أنفسنا أكثر غباء ونعمي بصائرنا طوعًا ليساورنا أي شكّ في هذا الصّدد. إنّ هذا ليس ضربًا من ضروب الخيال، كما عندما نتأمّل ربّنا على الصليب أو في مرحلة أخرى من آلامه؛ فنتصوّر الأمر في نفوسنا كما قد حصل. بل هنا، يحصل الأمر فعلاً؛ إنّها حقيقة أكيدة، ويجب ألاّ نبحث عن ربّنا في مكان آخر، بعيدًا مِنّا.
ونعرف جيّدًا أنّه طالما أنّ مادة الخبز غير مستهلكة بالحرارة الطبيعيّة للجسد، فإنّ الرّب يسوع المسيح البارّ فينا؛ وبالتّالي، فلنقترب منه. حين كان في هذا العالم، كان مجرّد لمس ثيابه يشفي المرضى؛ فلما نشكّ، إذا كنّا نتحلّى بالإيمان، بأنّه يستطيع القيام بالعجائب أيضًا، بكونه متّحدًا بنا بهذا الشّكل الحميم؟ ولأيّ سبب لا يعطينا ما نطلب منه، طالما أنّه في بيتنا الخاصّ؟.