رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال: عودة النازحين لشمال غزة تعكس فشل نتنياهو وإحباط مخططات التهجير

عودة النازحين الفلسطينيين
عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة

في مشهد يعكس تبعات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس، شوهدت جموع الفلسطينيين يعبرون ممر نتساريم عائدين إلى بقايا منازلهم في شمال غزة، هذه الصور، التي التُقطت الإثنين، تحمل دلائل على نهاية الحرب، لكنها أيضًا تسلط الضوء على فشل تحقيق "النصر المطلق" الذي روج له رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه لفترة طويلة، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

فشل نتنياهو وإحباط مخططات التهجير من غزة

وتابعت الصحيفة أن طيلة الحرب، أصر نتنياهو على رفض التباحث بشأن أي ترتيبات سياسية لما بعد الصراع، متجاهلًا إشراك السلطة الفلسطينية في غزة أو تقديم أي خطط حقيقية لإنهاء حكم حماس، ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن نتنياهو اضطر لتقديم تنازلات كبيرة. 

وأضافت أنه في الأيام الأخيرة، واجهت إسرائيل عراقيل وضعتها حركة حماس لإتمام المرحلة الأولى من صفقة تبادل المحتجزين والأسرى في إطار اتفاق هدنة غزة، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، ما أدى إلى تسريع إطلاق سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات، وهو إنجاز وصفه البعض بأنه "ليس بالقليل".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من نجاح إسرائيل في فرض شروطها بصفقة الهدنة وتحرير المحتجزين، استغلت حماس الاتفاق لإعادة الفلسطينيين إلى المناطق الشمالية من القطاع، وهو ما قد يُعقّد أي محاولات إسرائيلية مستقبلية لاستئناف الحرب أو تهجير السكان مجددًا، وعلى الرغم من وجود مراقبة أمريكية لمنع تهريب الأسلحة عبر ممر نتساريم، فإن الحركة قد تستغل الفوضى لتهريب المزيد من الأسلحة وإعادة بناء قوتها العسكرية.

وأوضحت الصحيفة أن الحرب خلفت دمارًا واسعًا في شمال القطاع، حيث أصبحت مناطق بأكملها غير صالحة للسكن، حيث تشير التقارير إلى استشهاد أكثر من 47 ألف فلسطيني، مع وجود آلاف الجثث لا تزال تحت الأنقاض، هذا الدمار الهائل يجعل من فكرة "النصر الفلسطيني" بعيدة عن الواقع، لكنها في نفس الوقت لا تعني تحقيق إسرائيل هدفها في هذه الحرب.

وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه، يثير الحديث عن إعادة إعمار غزة تحديات سياسية كبرى، حيث أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح فكرة مثيرة للجدل بإجلاء سكان القطاع بالكامل أثناء إعادة الإعمار، لكن هذا الاقتراح قوبل برفض قاطع من قِبل قادة الدول العربية خصوصًا مصر والأردن.

وتابعت الصحيفة أنه مع وجود ضغوط أمريكية متزايدة، يبدو أن نتنياهو في مواجهة خيارات صعبة. الرئيس ترامب، المعروف بمواقفه غير المتوقعة، يركز على إنهاء الصراع أكثر من استئنافه، ومن المرجح أن يمارس ضغوطًا على إسرائيل لتحقيق صفقة تشمل حلولًا للصراع الفلسطيني.

وأشارت إلى أنه في ظل التحديات الشخصية والقانونية والسياسية التي يواجهها نتنياهو، قد يجد نفسه مجبرًا على تقديم تنازلات في مواجهة الضغوط الأمريكية.