استخدام الذكاء الاصطناعى فى إدارة المخلفات الصلبة.. "البيئة" توضح
قال المهندس محمد حسين، مدير عام المخلفات بجهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة، إن تطبيق الذكاء الاصطناعى في إدارة المخلفات الصلبة يعد خطوة حتمية نحو تحسين الكفاءة والحفاظ على البيئة، من خلال استغلال التكنولوجيا الحديثة، حتى يمكن تعزيز الاستدامة وتحقيق مستويات أعلى من الرضا للمواطنين، خاصة أن المستقبل يحمل آفاقًا واعدة لمزيد من الابتكارات فى هذا المجال.
وقال المهندس محمد حسين، في تصريحات على هامش فعاليات ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي والإدارة المتكاملة للمخلفات ضمن جلسات عمل المنتدى الشبابي العربي الإفريقي الـ13، بعنوان «الذكاء الاصطناعي ودوره في التنمية المستدامة"، والذي ينظمه الاتحاد العربى للشباب والبيئة بمدينة الأقصر بمشاركة 250 شابا وفتاة من مصر والدول العربية- إن من ضمن أدوات الذكاء الاصطناعى فى إدارة المخلفات أنظمة التحليل الذكى، حيث تستخدم أنظمة التحليل الذكى لتحديد أنواع المخلفات وكمية الإنتاج، ما يساعد فى تحسين برامج الفرز والتدوير، وتعمل هذه الأنظمة على جمع البيانات وتحليلها ما يسهل اتخاذ القرارات.
وأضاف مدير عام المخلفات أن تقنيات التعلم الآلي تساعد في تحسين استراتيجيات إدارة المخلفات بناء على الأنماط التاريخية، من خلال التعلم من البيانات السابقة، وبالتالى يمكن لهذه الأنظمة توقع الكميات المتوقعة من المخلفات وتعزيز الاستجابة.
وأشار إلى أن الذكاءالاصطناعى يؤدي إلى تقليل تكاليف جمع ومعالجة المخلفات، من خلال تحسين العمليات وتقنيات الفرز، ويتم تقليل الحاجة إلى العمالة ما يوفر موارد مالية.
تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين
ولفت المهندس محمد حسين إلى أن الذكاء الاصطناعى يمكن أن يسهم فى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، من خلال تتبع المخلفات وتحليل البيانات، ويمكن تنفيذ استراتيجيات أكثر كفاءة فى إدارة النفايات، كما يساعد فى تحسين ممارسات الاستدامة من خلال التنبؤ بكميات المخالفات وتقليل الفاقد، وتعتمد المدن الذكية على هذه التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويمكن أن يؤدى كذلك إلى تقليل الفاقد من المخلفات من خلال تحسين عمليات إعادة التدوير، ويتوقع أن تكون هناك زيادة بنسبة 30% فى معدلات إعادة التدوير فى المدن الذكية.
وأوضح أنه ينبغى تعزيز الاستثمار فى تقنيات الذكاء الاصطناعى لتطوير إدارة المخلفات، وبالتالى تحسين العمليات وتقليل التكاليف على المدى البعيد، كما يجب توفير دورات تدريبية متخصصة للموظفين لتحسين مهاراتهم فى التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعى، وتعزيز التعاون وتشجيعه بين القطاعات العامة والخاصة لتبادل المعرفة والتقنيات حول إدارة المخلفات، ويجب كذلك على المؤسسات الاستثمار فى البحث والتطوير لتعزيز الابتكارات فى استخدام الذكاء الاصطناعى.
وأشار إلى أن من بين التحديات التى تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعى التكاليف الأولية، حيث تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعى استثمارا أوليا كبيرا، وهناك نقص فى الخبرة الفنية فى مجال الذكاء الاصطناعى فى العديد من المنظمات، وتحتاج الكوادر إلى تدريب متخصص لتسهيل الاستخدام الفعال لهذه الأدوات.
استخدام الذكاء الاصطناعى
ونوه بأن هناك العديد من الأمثلة الناجحة على استخدام الذكاء الاصطناعى فى إدارة المخلفات، مثلا فى إحدى المدن الكبرى تم استخدام الروبوتات الذكية لفرز البلاستيك من نفايات المعامل، ما أدى إلى تحسين معدلات إعادة التدوير بنسبة 40%، أيضًا تستخدم بعض المدن أنظمة الرصد الذكى لمراقبة مستويات المخلفات فى الحاويات، ما يحسن جداول الجمع ويقلل من الفوضى.
وقال إن عملية جمع البيانات حول المخلفات يساعد فى تقديم معلومات دقيقة، ويمكن استخدام أجهزة الاستشعار لجمع البيانات بشكل مستمر حول أنواع المخلفات وكمياتها، ويتمكن المحللون من تحديد الاتجاهات والأنماط فى إنتاج المخلفات.
وأوضح أن الإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية تهدف إلى التعامل مع المخلفات بشكل شامل ومستدام من خلال مجموعة من الآليات، وهي: الحد من توليد المخلفات، وجمع المخلفات ونقلها ومعالجتها، والتوعية والتدريب، والتشريعات والسياسات والاستفادة الاقتصادية.
وأشار إلى أن إعادة استخدام المخلفات وتحويلها إلى مواد خام يمكن بيعها واستخدامها في صناعات جديدة، بجانب تطوير صناعات جديدة قائمة على إدارة المخلفات، يمكن أن يسهما في خلق فرص عمل جديدة، ولتطبيق هذه الآليات بشكل فعال يجب التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع لتحقيق إدارة مستدامة وشاملة للمخلفات البلدية.