هذا بعضٌ مما لدى مصر!
(١)
(إنت كمصر عندك إيه علشان استثمر عندك؟) بعض إعلامى هذه المنطقة يعملون بالريموت كنترول مقابل تراكم حساباتهم البنكية، يرون أن الوطنية ما تأكلش عيش.. «لما ابنى يجوع هأكله وطنية؟»
حقا ماذا لدى مصر؟! سؤال لا يصل إلى فكرة طرحه إلا نوعية خاصة جدًا ممن يحملون جنسيتها، نوع سوف يعيش ويموت ولا يعرف إجابته.
دعنى أبدأ إجابتى بهذه الكلمات العامية..
مصر هى الكلام
وباقى الخريطة..
علامات استفهام
آخرها تستنى..
تتعلم وتفهم كلمتها!
ولو مش فاهم يعنى إيه..
تبقى مصرى؟
مش غلطتها
واحد.. وخاب من خلفتها!
ياما البطون بتشيل
رجالة ومخلصين
ودلاديل لعدوتها!
منذ ساعات قليلة أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا ردًا على ما أثير فى وسائل إعلام عن طلب أحدهم منها ومن الأردن المشاركة فى مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية باستقبال سكان أهل غزة وتوطينهم لإغلاق الملف وتصفيته. يمكن لهذا الإعلامى أن يستعين بمعلم لغة عربية لكى يشرح له عبارات البيان ليعرف بعضًا مما لدى مصر، الشرف والرجولة فى مواجهة موجة استعمارية، فى مواجهة نفس الموجة انهارت أعصاب ومفاصل آخرين فهرولوا طائعين لبيت الطاعة السياسى بمجرد أن تلفظ لسانٌ متغطرس بالأمر! للشرف السياسى ثمنٌ لا يدركه فاقدوه!
(٢)
تحت أقدام مبدعى مصر سُكبت الأموال لكى يقوموا بما اعتادوا القيام به منذ أمدٍ طويل، فمصر هى التى علمت وثقفت وهذبت وأطعمت وكست ولم تبخل بقوت أبنائها حين كان يدق أبوابها الجائعون والخائفون وعرايا الحضارة والملبس حفاة الأقدام، هناك من حفظ لها جميلها ووضعتهم فى سويداء قلبها وسمت بأسمائهم شوارعها وميادينها ومدارسها ومشاريعها القومية، وهناك كثيرون آذوها بالنكران ومنوا عليها بعد أن أنفقت عليهم حتى فرغت خزائنها، هذا بعض مما لدى مصر.
(٣)
حين كان بعضهم يصم آذانه ويغمض عينيه، كان رئيس مصر مؤيدًا بشعبها يواجه بمفرده رسل الحملة الاستعمارية الأعنف فى القاهرة وعلى الهواء مباشرة. خافوا حتى من الوقوف معها ساعة المواجهة ثم تاجروا بموقفها وأطلقوا صبيانهم فى قنواتهم يعرضون بها، جمع المصريون أموالهم - رغم محنتهم الاقتصادية- ليدفعوا بها إلى أهل القطاع فى حين كان بعضهم ينفق تلالًا من الأموال تحت أقدام لاعبى الكرة والمغنيين العالميين!
(٤)
الاستثمار كلمة براقة.. لكنها خادعة.. لا يكون الاستثمار استثمارًا حين يأتى طاعة لأمر مباشر. لو أن المناخ فى مصر غير آمن للاستثمار، ما تسابقت شركاتهم للبقاء على أرضها. لو لم تكن مصر آمنة لما حفت أقدامهم للمشاركة فى محافلها الرياضية والفنية والعقارية. وهل هناك هناك دولة فى هذه المنطقة لديها من القوة فى هذه السنوات ما مكنها من الحفاظ على نفسها غير مصر؟ المال مجردٌ من القوة، ليس قوة، بل يجعل من الدولة مطمعًا ومشروع غنيمة للأقوى.
(٥)
الوطنية تطعم المصريين وغير المصريين. هى التى كانت لها اليد العليا فى إيواء أكثر من عشرة ملايين فى حين الذين يعتقدون أنهم أغنى منها كانوا يلقون بالمليارات تحت أقدام من مولوا آلة القتل الصهيونية تحت حجة الاستثمار، رغم أن الجميع يعلم أن أموالهم هناك يمكن الاستيلاء عليها بمنتهى السهولة.
فهو ليس استثمارًا بل أقرب للجزية والإتاوة مقابل الحماية، أولًا حماية طائفية والآن حماية من تهديد محصل الإتاوة ذاته! أما فى مصر فمن ينفق دولارًا يحصل مقابله على عشرة دولارات مكسبًا!
فى مصر حين يؤذن مؤذن الوطنية بأن مصر فى خطر، لا ينشغل المصريون بمَ سيطعمون أبناءهم، بل ينشغلون كيف سيدفعون عنها الخطر. لا يغرك كوميكس المصريين عن أحوالهم، فهم يفعلون هذا وهم مطمئنون تمامًا على بلادهم تمامًا كما يتشاكسون على الأهلى والزمالك، أما ساعة الشدة فسيأكلون من طمى بلادهم، أنا أعذرك لأن هذه أشياء فى الدم، ولا يمكن أن يفهمها من لم يرضعها من ثدى أمه!