رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وكأنك هنا"... طيف "أسماء" ما زال يرافقنا

طيف مشرق سريع يحمل أحلامًا مزدهرة، وأمالًا حالمة، بقلب وردة باسمه تفوح بين الحدائق، إلى أن جاءت رياحٌ اقتلعت الوردة وهدمت كل أحلامها وتركتنا نلم شتاتنا، لم نعد كما كنا، فكل شىء بات موحشًا، لم نتخيل رحيلك بهذه السرعة.
لم يجل بخاطرنا أنك ستتركين كل شىء سريعًا، وترحلين دون أى إنذار، أفكارك كانت دومًا للناس، كنت بـ100 رجل، كما يتحدثون عنك فى قريتك.
«مساعدة الناس شغفى الوحيد»، كانت الجملة التى عاشت فى إثرها الصحفية أسماء منصور، التى حل ذكرى رحيلها منذ أيام، غابت أسماء عنا بجسدها، إلا أن روحها ما زالت تجوب كل مكان امتلكت حلمًا فيه.
عاشت فقيدتنا حياة البسطاء، فلم تتكالب على الدنيا، ولم تصارع أحدًا، بل كانت تعيش فى صمت بعيدًا عن الأنظار، تحلم بأن تصير صحفية كبيرة؛ لتستطيع معاونة الفقراء والمحتاجين، وكل من طرق بابها باحثًا عن خدمة.

كانت زهرتنا التى زينت جنان الرحمن، تاجًا بالطاقة، تتصارع دقات قلبها حينما تكتب موضوعًا صحفيًا تحكى فيه عن الناس، وترصد معاناتهم، كانت تشعر بأنها خلقت لهذه المهمة، لذلك خصصت لها وقتًا طويلًا من حياتها القصيرة.
دموع والدتك لم تجف يا ألطف من مر علينا، ما زالت تذرف دمًا، حزنًا على وردتها التى قطفت قبل تفتحها، كان طيفك خفيفًا، فلم نشعر يومًا بكونك حملًا أو عبئًا على كاهلنا، بل كنت لطيفة رقيقة جميلة، وستظل ذكراك تلاحقنا وتدلنا على الطريق الذى لطالما كنت شغوفة به.
أخبرك يا رفيقة العمل أن حلمك قد تحقق وأسهمت كتاباتك فى مساعدة الناس، كما حلمت، ولكن والدتك ما زالت تنتظرك لتأكلى معها طعامك المفضل، وتلتقطين كتبك وتجلسين معها فى شرفة المنزل، بعيدًا عن ضجيج العالم.
أرواحنا تتمنى لك السكينة، ولوالدتك الصبر، ونُشهد الله أننا لم نعهدك إلا على خير، وعزاؤنا الوحيد أنك فى هناء ونعيم الله، فلا نقول إلا ما يرضيه «إنا لله وإنا إليه راجعون»