بعد إقالة الرئيس.. أزمة سياسية كبرى تنتظر كوريا الجنوبية بسبب المحكمة الدستورية
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن عزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عن منصبه ترك كوريا الجنوبية، أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة، بدون زعيم منتخب قوي لمواجهة التحديات، مثل كوريا الشمالية والاستقطاب السياسي المتعمق في الداخل، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بحلول شهر يناير المقبل، مع سلسلة من التهديدات الكبرى لكوريا الجنوبية.
احتفالات وأزمة سياسية غير مسبوقة
وتابعت الصحيفة أنه من خلال التصويت على عزل يون أمس السبت، قدمت الجمعية الوطنية تصويتًا ساحقًا بسحب الثقة من زعيم لم يكن يتمتع بشعبية طوال فترة ولايته، وخارج الهيئة التشريعية، رقص الناس في الشوارع، احتفالًا بالسيد يون سلميًا وعزله من منصبه بعد أقل من أسبوعين من إعلانه الأحكام العرفية، كدليل على مرونة الديمقراطية في البلاد.
وأضافت أنه بالرغم من الاحتفالات ظلت الاضطرابات السياسية وعدم اليقين التي أطلقها يون في 3 ديسمبر لوضع بلاده تحت الحكم العسكري لأول مرة منذ 45 عامًا، دون حل.
وأشارت إلى أن عزله خلق فراغًا سياسيًا في القمة، حيث تولى رئيس الوزراء هان دوك سو، المسئول الثاني في التسلسل الهرمي للحكومة، منصب الزعيم المؤقت، لكنه لا يتمتع بتفويض انتخابي، ولا يمكن إنشاء حكومة جديدة حتى تقرر المحكمة الدستورية ما إذا كانت ستعيد تعيين يون أو تعزله رسميًا.
وأضافت أن مداولات المحكمة قد تستغرق ما يصل إلى 6 أشهر، وعندما تداولت المحكمة بشأن عزل الرئيسة بارك كون هيه في عام 2016، احتاجت إلى ثلاثة أشهر للوصول إلى استنتاجها وإقالتها، وهذه المرة، تواجه المحكمة المكونة من تسعة أعضاء مشكلة إضافية تتمثل في وجود ثلاثة مناصب شاغرة لملئها.
ومن المتوقع أن تسمي الجمعية الوطنية في الأيام المقبلة ثلاثة قضاة، وتطلب من هان تعيينهم رسميًا، وقد تم تعيين اثنين فقط من القضاة الستة الحاليين من قبل سلف يون التقدمي، مون جاي إن.
وأضافت الصحيفة أنه إذا تمت إقالة يون رسميًا، فستحتاج كوريا الجنوبية إلى شهرين آخرين لانتخاب رئيس جديد.
وقال يون إنه "لن يتخلى أبدًا" عن النضال من أجل العودة إلى منصبه، لكنه يواجه أيضًا تحقيقات من قبل الشرطة والمدعين العامين بتهم تشمل التمرد، والتي قد تؤدي إلى اعتقاله، وقال المدعون العامون إنهم طلبوا من يون أن يحضر بنفسه يوم الأحد للاستجواب، لكنه لم يحضر، مؤكدين أنهم سيستدعونه مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاضطرابات السياسية ستجعل كوريا الجنوبية بدون رئيس وفي حالة عدم يقين بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف عنه قربه من كوريا الشمالية، كما أنه هدد بجعل كوريا الجنوبية تدفع المزيد مقابل 28500 جندي أمريكي متمركزين على أراضيها، وفرض تعريفات جمركية أكبر على الصادرات الكورية الجنوبية إلى الولايات المتحدة.