رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بلومبرج تكشف كواليس الساعات الأخيرة فى حكم "الأسد"

بشار الأسد
بشار الأسد

كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، كواليس الساعات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد، قبل رحيله عن قصره الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، وأسرار اختفاء طائرته فجأة من الردارات، ما دفع البعض للاعتقاد بأن الطائرة سقطت، قبل أن تعلن روسيا فيما بعد وصول الأسد وعائلته إلى موسكو، ومنحهم اللجوء السياسي لدواعٍ إنسانية.

اختفاء طائرته وتفاصيل صفقة الخروج الآمن وخيانة الجيش

وتابعت الوكالة أنه مع تقدم قوات المعارضة السورية بسرعة نحو العاصمة دمشق، أصبح مصير الرئيس بشار الأسد بين أيدي روسيا، مع اختفاء جيشه بشكل غامض، مضيفة أن أكثر ما كانت تخشاه روسيا هو الخيانة، وأن يواجه الأسد نفس مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وأشارت إلى أن اللحظات الأخيرة شهدت توترا كبيرا في كل من روسيا وسوريا، حيث طالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بمعرفة سبب عدم رصد أجهزة الاستخبارات الروسية التهديدات المتزايدة في سوريا قبل وفات الأوان- حسبما كشف عنه مصدر مطلع على الوضع في الكرملين.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأزمة: إن روسيا أقنعت الأسد بضرورة الخروج من سوريا؛ لأنه خسر المعركة أمام فصائل المعارضة السورية، وعرضت عليه هو وعائلته صفقة الخروج الآمن، من خلال اتصالات فورية من الكرملين بالأسد.

فيما أكد مصدران آخران أن المخابرات الروسية رتبت لخروج الأسد الآمن من دمشق، عبر نقله جوًا إلى قاعدة روسية عسكرية في سوريا، مع غلق كافة أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة؛ لمنع تعقبها، وهو ما يبرر اختفاء الطائرة المفاجئ من على الرادرادت. 

وأضافت الوكالة أن روسيا نجحت في إنقاذ الأسد من مصير مأساوي، لأنه بعد رحيله من دمشق بساعات قليلة كانت المعارضة المسلحة قد استولت على العاصمة السورية بالكامل؛ لتعلن إنهاء صراع استمر قرابة 14 عامًا.

وقال رسلان بوخوف، رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو، وهو مركز أبحاث متخصص في الدفاع والأمن: "كان هذا محاولة للسيطرة على الأضرار"، مضيفًا أنه من "المنطقي للغاية" أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام؛ لأنها تريد تجنب حمام دم يلقى فيه نفس مصير القذافي أو الزعيم العراقي صدام حسين.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن السر وراء السقوط السريع للنظام السوري هو انسحاب الجيش من مدينة حماة الاستراتيجية، وعدم إبداء أي مقاومة تذكر لوقف تقدم المعارضة.

وقال مصدر مطلع إن روسيا توقفت عن دعم النظام السوري، بعد أن أدركت أن الجيش السوري لا ينوي استكمال مهمته في الدفاع عن حمص أو دمشق.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم الأحد الماضي، عن أن الأسد تنحى وغادر بلاده، مضيفة أن روسيا على اتصال "بجميع فصائل المعارضة السورية"، كما أجرى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، محادثات بشأن الأزمة السورية مع نظيريه الإيراني والتركي في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت.