تداعيات كارثية.. ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد تغيرات المشهد السياسى فى سوريا؟
أكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن سيطرة المعارضة على الحكم في سوريا ورحيل بشار الأسد من شأنها إحداث هزات عنيفة من الاضطرابات في أنحاء الشرق الأوسط والقوى العظمى في العالم، حيث يبدأ فصل جديد من الصراع بين القوى العظمى في هذه الدولة التي تقع في قلب الشرق الأوسط والذي شكل المنطقة لعقود من الزمن.
وتابع أنه بعد وقف إطلاق النار في لبنان، رأى كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والعديد من الدبلوماسيين وكبار موظفي المخابرات أن أيام الأسد أصبحت معدودة في سوريا.
ضربة استراتيجية في الشرق الأوسط
وأضاف أن قرار الأسد بالرحيل عن سوريا كان بمثابة ضربة استراتيجية في الشرق الأوسط، حيث تعد سوريا أحد أبرز حلفاء إيران في المنطقة.
وأشار الموقع إلى أن ما سيأتي بعد ذلك غير مؤكد إلى حد كبير، وسوف تراقب الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وإيران والعديد من البلدان الأخرى المتأثرة بـ 14 عامًا من الحرب عن كثب اتجاه أي حكومة يقودها المتمردون في المستقبل.
وقال لي شينج قانج، زميل باحث في معهد الدراسات حول حوض البحر الأبيض المتوسط في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، إن سوريا من المرجح للغاية أن تقع في حالة من الاضطرابات طويلة الأمد في المستقبل.
وأضاف: "فصائل المعارضة السورية فضلًا عن القوى الدولية التي تحركها لها أهداف ومطالب مختلفة، وبالتالي لن تتمكن سوريا من بناء نظام جديد قوي متوازن في القريب العاجل".
وأشارت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، إلى أنه لفترة طويلة، كانت قوى أجنبية متعددة تدعم القوات المناهضة للحكومة السورية ومع استمرار القوات الأمريكية في السيطرة على حقول النفط وطرق النقل الرئيسية، حدثت أضرارًا جسيمة بعملية إعادة الإعمار والاقتصاد في سوريا.
وتابعت أن مستقبل سوريا غير قابل للتنبؤ بشكل كبير، حيث يعتمد هذا على مدى قدرة الفصائل داخل البلاد على الاتفاق على حل سياسي، إذا فشلوا، فقد تتجدد الحرب الأهلية.
وقال قانج إن التنسيق والتواصل بين القوات العسكرية الأجنبية للقوى الكبرى والقوى الإقليمية مثل الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا مهم أيضًا، مضيفًا أن القوات الكردية وإسرائيل يمكن أن تؤثر على النتائج.
وقال سونج تشونج بينج، الخبير العسكري الصيني والمعلق التليفزيوني، "إن هناك مشكلة أخرى مثيرة للقلق وهي أن الإرهابيين والمتطرفين قد يستغلون الفوضى، والآن سوف يكون لديهم أسلحة وموارد متبقية لدى قوات الحكومة السورية، ما قد يمكنهم من شن المزيد من الهجمات داخل وخارج المنطقة، فالوضع يحتاج بشدة إلى جهود وإجماع ليس فقط داخل البلاد، بل وأيضًا بين المجتمع الدولي لاستعادة السلام والنظام".