رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد سيطرة المعارضة.. هل يطارد كابوس "الحرب الأهلية" سوريا مجددًا؟

المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة في سوريا

في 2011 تحول الغضب الجماهيري في سوريا من الرئيس بشار الأسد إلى حرب أهلية استمرت أكثر من 13 عامًا، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الشعب السوري ونزوح أكثر من 14 مليون سوري داخليًا وخارجيًا، فضلًا عن تقسيم البلاد، ومع رحيل "الأسد" ودخول فصائل المعارضة على العاصمة دمشق أثيرت المخاوف من انتشار الفوضى والاضطرابات ليس فقط في سوريا وإنما في الشرق الأوسط بشكل كامل.

سيناريوهات سوريا بعد الأسد.. نظام جديد أو فوضى وحرب أهلية

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن سوريا قد ينتظرها الأسوأ إن لم يكن هناك انتقال سلمي وسلس للسلطة، ووضع حد للفوضى والاضطرابات الكبرى التي تشهدها البلاد.

وتابعت أن الديناميكيات في سوريا تجعل انتقال السلطة محفوفًا بالمخاطر بشكل خاص، حيث إن هيئة تحرير الشام إحدى الجماعات المسلحة في تحالف المعارضة، يمكن أن تشعل المنافسة على كيفية إدارة سوريا.

وأضافت أنه في ظل أن هيئة تحرير الشام هي المجموعة الأكثر نفوذًا في تحالف المعارضة، فإنها تواجه منافسة شرسة مع فصائل أخرى مدعومة من تركيا، وتتخذ من شمال سوريا مقرًا لها، بالإضافة إلى تحالف علماني بقيادة الأكراد في شرق سوريا مدعوم من الولايات المتحدة، وبعض الفصائل المسلحة الصغيرة التي تسيطر على الجنوب السوري من الدروز.

وأشارت إلى أنه في حين تعهدت هيئة تحرير الشام بالتخلص من أفكار تنظيم "داعش" والتعاون مع كل الطوائف في سوريا، يقول المحللون إنه ما لم تفِ الجماعة، التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، بهذا الوعد، فقد ينتهي بها الأمر إلى إطالة أمد الحرب الأهلية: فقد تشعر الفصائل من الأقليات المختلفة بأنها ملزمة بالدفاع عن مناطقها ضد الحكومة المركزية الجديدة.

وأضافت أنه من المتوقع أن تسعى القوى الأجنبية مثل إيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة، التي تدعم أطرافًا مختلفة في الصراع، إلى الاحتفاظ بنفوذها في العصر الجديد، الأمر الذي قد يؤدي إلى إطالة أمد النزاعات الداخلية في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرًا لتعقيد الديناميكيات الداخلية في سوريا، يعتقد البعض أن رحيل الأسد من المرجح أن يؤدي إلى توسيع الخلافات التي خلفتها حرب البلاد التي استمرت 13 عامًا، بدلًا من معالجتها.

لكن محللين آخرين يقولون إنه بسبب تجربتهم في زمن الحرب على وجه التحديد، قد يتمكن السوريون من تحقيق حلمهم إذا ما توحدت جهود كل الفصائل المسلحة وتوحدوا على القرارات المصيرية مع سرعة اختيار رئيس جديد لسوريا وتشكيل حكومة وبرلمان وإعادة تنظيم قوات الجيش مرة أخرى.

وتقول سانام فاكيل، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس، وهو معهد أبحاث مقره لندن، إن أحد الآثار الجانبية للمعاناة التي استمرت لسنوات عديدة هو أن السوريين لديهم وقت أطول بكثير للاستعداد لهذه اللحظة والتفكير في كيفية التعامل مع انتقال ما بعد الأسد.