بلومبيرج: وجود مرتزقة كولومبين فى السودان يكشف معاناة إفريقيا من الشركات العسكرية
قالت وكالة "بلومبيرج" إن تدفق المرتزقة إلى السودان ومن بينهم مئات الأشخاص من دولة كولومبيا يؤدي إلى تعقيد الأزمة في هذا البلد الإفريقي، في ظل استمرار الحرب منذ أبريل 2023، ما أسفر عن مقتل وإصابات عشرات الآلاف، فضلًا عن نزوح ملايين الأشخاص للداخل ولدول الجوار.
وأوضحت الوكالة، في تقرير لها، أن رئيس كولومبيا دعا منذ أيام مئات المرتزقة من مواطنيه الذين يقاتلون في السودان إلى العودة إلى ديارهم، وهي علامة على كيفية انتشار المقاولين العسكريين الخاصين في جميع أنحاء إفريقيا لقيادة القتال ضد الجيوش.
بلومبيرج: المرتزقة تغرق إفريقيا
وأشارت الوكالة إلى أن هناك خيبة أمل شعبية في بعثات الأمم المتحدة طويلة الأمد التي أشرفت في كثير من الحالات وسط تفاقم حالة انعدام الأمن ومغادرة عشرات الآلاف من قوات حفظ السلام في السنوات الأخيرة، في الكثير من مناطق الصراع مقابل صعود عمليات تجنيد المرتزقة.
وقال الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، يوم الخميس، مستشهدًا بتقرير صادر عن وكالة الأنباء الكولومبية "لا سيلا فاسيا" بأن مئات الكولومبيين تعرضوا للخداع للقتال في السودان من قبل شركة أمنية خاصة، مشيرًا إلى أنه طلب من وزارة الخارجية البحث في إفريقيا عن سبل لعودة الشباب الكولومبي المخدوع.
في الأسبوع الماضي، تم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جنودًا سودانيين يحتجزون مرتزقة يحملون جوازات سفر كولومبية يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع.
الشركات العسكرية والمرتزقة يستغلون ضعف بعثات حفظ السلام
كما تتواجد مجموعة فاجنر الروسية في مال، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ملأ المقاولون العسكريون من فرنسا ورومانيا الفراغ الذي خلفه رحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كذلك يقوم المقاولون من شركة بانكروفت جلوبال ديفيلوبمنت الأمريكية بتدريب جيش الصومال في القتال ضد مسلحي حركة الشباب، وأيضًا يتم نشر مقاتلي فيلق إفريقيا المرتبط بروسيا في بوركينا فاسو.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا العام، قلصت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بعثات حفظ السلام في شرق الكونغو والصومال، حيث غادرت قوة تابعة للأمم المتحدة قوامها 12 ألف جندي في مالي العام الماضي إلى جانب آلاف القوات الفرنسية التي انسحبت من جميع أنحاء منطقة الساحل، كذلك طلبت الصومال مهمة جديدة، ولكن بعدد أقل من الجنود وهدف تسليم المسئوليات الأمنية للدولة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، سينخفض عدد قوات الأمم المتحدة في إفريقيا إلى 35 ألف جندي بحلول نهاية عام 2024، مقارنة بـ88 ألف جندي قبل عقد من الزمان.
وقال كالب فايس، محلل الأبحاث في مجلة لونج وور جورنال، عن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إنها متضخمة، فبعض بعثات حفظ السلام لا تفعل الكثير مما هو مطلوب منها، لكن المرتزقة الذين تم جلبهم ليحلوا محلهم والقوات الغربية لا يحسنون الوضع أيضًا، وفي كثير من الحالات يجعلون الأمور أسوأ.
وقد بلغ عدد القتلى المدنيين نتيجة للصراع في منطقة الساحل 3064 شخصًا في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ2520 في عام 2023 بأكمله عندما غادرت آخر القوات الفرنسية المنطقة، وفقًا لمشروع بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح.