دار المعارف تستعد لطرح طبعة جديدة من موسوعة المؤرخ أحمد أمين
تستعد دار المعارف، لطرح طبعة جديدة من موسوعة الكاتب والمؤرخ المصري أحمد أمين، التي تحمل اسم "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام"، ومن المقرر صدورها في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته المقبلة لعام 2025، التي تنطلق خلال الفترة من 23 يناير حتى 6 فبراير المقبل.
تعد موسوعة "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" من أهم وأقيم ما كتب العلامة النهضوي أحمد أمين، موسوعته الكبرى في تاريخ الحياة الفكرية والعقلية للمسلمين منذ فجر الإسلام وضحى الإسلام إلى ظهر الإسلام.
جدير بالذكر أن الكتاب الأول "فجر الإسلام" صدر في طبعته الأولى عام 1929، ويتناول ظهور الإسلام والفترة التي سبقته، وهو جزء من سلسلة تأريخية شملت "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" أرخ بها أحمد أمين حياة العرب المسلمين الفكرية منذ أن شرع النزوع العقلي بالتكوّن حتى علا نجمه، وسطع ضوؤه، ثم حار إلى خفوت.
سبب تأليف الموسوعة
يقول أحمد أمين عن الدافع إلى تفكيره في تأليف سلسلة "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام": تعلمت من هذا الوسط "الجامعة" أن ميزة الجامعة عن المدرسة هي البحث، فالمدرسة تعلم ما في الكتب، والجامعة تقرأ الكتب لتستخرج منها جديدًا، والمدرسة تعلم آخر ما وصل إليه العلم، والجامعة تحاول أن تكتشف المجهول من العلم، فهي تنقد ما وصل إليه العلم وتعدله وتحل جديدًا محل قديم، وتهدم رأيًا وتبني مكانه رأيًا آخر، وهكذا هذه وظيفتها الأولى والأخيرة، فإن لم تقم بها كانت مدرسة لا جامعة. وأخذنى ذلك التفكير إلى التمهيد لمشروع واسع في البحث وضعته مع كل من الدكتور طه حسين والأستاذ عبد الحميد العبادي وأنا، وخلاصته أن ندرس الحياة الإسلامية من نواحيها الثلاث في العصور المتعاقبة من أول ظهور الإسلام، فيختص الدكتور طه بالحياة الأدبية والأستاذ العبادي بالحياة التاريخية وأختص أنا بالحياة العقلية.. فأخذت أحضر الجزء الأول الذي سمي بعد "فجر الإسلام"، وصرفت فيه ما يقرب من سنتين فرسمت منهجه ورتبت موضوعاته، وكنت إذا وصلت إلى موضوع أجمع مظانه في الكتب، وأقرأ فيها ما كتب على الموضوع وأمعن النظر، ثم أكتبه مستدلًا بالنصوص التي عثرت عليها حتى أفرغ منه، وأنتقل إلى الموضوع الذي بعده وهكذا... وكانت أكثر الأوقات فائدة في إنجاز العمل هى الإجازة الطويلة التي تبلغ أكثر من خمسة أشهر، وقد تم هذا الجزء الأول من فجر الإسلام في آخر سنة 1928م، ولقد لقيت من حسن استقبال الناس لهذا الجزء وتقديرهم له واهتمامهم به نقدًا وتقريظًا ما شجعني على المضي في هذه السلسلة.
إلا أن طه حسين والعبادي لم يستكملا كتابة نصيبهما من هذا المشروع البحثي؛ يقول أحمد أمين: لقد عاقت زميليّ عوائق عن إخراج نصيبهما، فاستمررت أنا في إخراج ضحى الإسلام، في ثلاثة أجزاء وترقيت في منهج التأليف في ضحى الإسلام، فقد رتبت موضوعاته التي تستغرق ثلاثة أجزاء وأحضرت ملفات كتبتُ على كل ملف اسم الموضوع، فهناك ملف عليه اسم المعتزلة وآخر الخوارج، وثالث أثر الجواري في الأدب، ورابع الثقافة الهندية.. إلخ، وعلى هذا النمط أخرجت الجزء الأول والثاني والثالث من ضحى الإسلام في نحو سنتين.. وهكذا في الإسلاميات.