رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سامية جمال.. "فراشة الفن" التي تجاوزت المآسي ورحلت في صمت

سامية جمال
سامية جمال

في مثل هذا اليوم وتحديدا 1 ديسمبر 1994 رحلت الفنانة سامية جمال، بعد أن تركت بصمات لا تمحى على السينما والرقص الشرقي، وأصبحت واحدة من أكثر الفنانات تأثيرًا في تاريخ الفن العربي.

من طفولة قاسية إلى نجومية لامعة
وُلدت سامية جمال في 27 فبراير 1924 في بيئة متواضعة بإحدى قرى محافظة بني سويف، وكانت طفولتها مليئة بالصراعات العائلية والحرمان، ما جعلها تتشبث بأحلامها لتخرج من دائرة الفقر وتبني حياة مختلفة تماما عن التي وُلدت فيها.

انتقلت إلى القاهرة في شبابها، حيث اكتشفت شغفها بالرقص. انضمت إلى فرقة بديعة مصابني، التي كانت مدرسة للعديد من راقصات العصر الذهبي، ثم بدأت في صقل موهبتها، حيث طورت أسلوبها الخاص الذي دمج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية.

نجمة السينما المصرية
لم تقتصر موهبة سامية جمال على الرقص فقط، بل اقتحمت عالم التمثيل في الأربعينيات، وتعاونت مع كبار نجوم السينما، مثل فريد الأطرش الذي جمعتها به ثنائية ناجحة على الشاشة، عكست مزيجًا من الحب والفن، ومن أبرز أفلامهما: حبيب العمر (1947)، وعفريتة هانم (1949).

كما عملت مع الفنان رشدي أباظة، الذي تزوجته فيما بعد، في أعمال مثل الرجل الثاني (1959)، الذي رسخ مكانتها في السينما كفنانة متعددة المواهب.

سامية جمال وعالم الرقص
تميزت سامية جمال بأنها أول من أدخل الإيقاعات الغربية إلى الرقص الشرقي، مستخدمة الموسيقى العالمية والحركات الديناميكية، وكان أسلوبها فريدًا يجمع بين الرقي والابتكار، مما جعلها تصل للعالمية وتقدم عروضًا في باريس ونيويورك.

حياتها الشخصية
جمعت سامية جمال علاقة عاطفية استثنائية مع الفنان رشدي أباظة. تزوجا بعد سنوات من الشائعات، وكانت حياتهما مليئة بالتحديات، خاصة بسبب طبيعته المتمردة، ورغم ذلك، ظل الحب والصداقة رابطًا قويًا بينهما حتى بعد انفصالهما.

الاعتزال والعودة
قررت سامية جمال اعتزال الفن في منتصف السبعينيات، لتتفرغ لحياتها الشخصية. لكنها لم تستطع الابتعاد طويلا، حيث عادت إلى الرقص في بداية الثمانينيات لفترة قصيرة، وقدمت عروضا نالت إعجاب الجمهور، قبل أن تعتزل مجددا حتى وفاتها.

سنواتها الأخيرة
بعد اعتزالها النهائي، اختارت سامية جمال العزلة، عاشت سنواتها الأخيرة في وحدة تامة، بعيدا عن الأضواء، ورغم أنها كانت رمزا للفن المصري، لم تجد الدعم الكافي في شيخوختها، وانتهت حياتها في 1 ديسمبر 1994 بعد معاناة مع المرض.