كيف قادت تساؤلات عبدالوهاب المسيرى التأملية رحلته البحثية؟

عرضت قناة "الوثائقية" مقتطفات من فيلم "المسيري"، الذي يرصد إنجازات المفكر والفيلسوف المصري الذي أثار اهتمامه أسئلة وجودية عميقة طوال حياته، الدكتور عبدالوهاب المسيري. 

الدكتور عبدالوهاب المسيري كان دائم التساؤل منذ شبابه حول أسئلة ميتافيزيقية محيرة، مثل أصل الشر ومعنى الحياة، وهو ما دفعه للبحث في مختلف الاتجاهات الفكرية، ففي البداية، حاول أن يجد إجابات في جماعة الإخوان المسلمين، لكن سرعان ما اكتشف أن تلك الأفكار لم تكن تلبي تطلعاته، فعاد "المسيري" إلى طرح الأسئلة التي كانت تدور في ذهنه منذ صغره.

لم يكن "المسيري" يرى أنه يجب التوقف عند منهج فكري واحد، بل كان يبحث باستمرار عن وسائل تساعده في فهم الحياة، فبدأ تجربته الفكرية في مدينة دمنهور حيث ارتبط لفترة قصيرة بفكر جماعة الإخوان، لكنه سرعان ما خلع عباءة الجماعة بسبب شعوره بالافتقار إلى الإجابات التي كان يبحث عنها، ثم تحول إلى الفكر الماركسي، حيث كان يرى في المادية وسيلة لفهم كل الأشياء. 

بعد انتهاء مرحلة الثانوية في 1955، توجه "المسيري" إلى دراسة الأدب الإنجليزي في جامعة الإسكندرية، التي كانت في بداياتها، حيث وجد أن الجامعة كانت تشجع الحوار بين الأساتذة والطلاب بدلًا من التلقين التقليدي، وقد ساعده ذلك في تطوير أفكاره، حيث استفاد من التفاعل مع أساتذة حديثي العودة من البعثات في الخارج، ما أثرى معرفته وأعطاه فرصة للغوص في موضوعات متنوعة.