رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارثة إنسانية تنتظر النازحين في السودان مع دخول الشتاء.. والدعم السريع يواصل ارتكاب المجازر

النازحين السودانيين
النازحين السودانيين

فيما تواصل مليشيا الدعم السريع استباحة ولاية الجزيرة وسط السودان ومناطق شرق النيل وعدة بلدات بأقصى شمال غرب إقليم النيل الأزرق، حذرت السلطات من أن مئات الآلاف من النازحين الذين تزداد أعدادهم يومًا بعد يوم، يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والاحتياجات الأساسية في مراكز الإيواء المختلفة، خاصة مع دخول في الشتاء.

ويشهد السودان كل عام مع حلول فصل الشتاء الذي يبدأ في نهاية نوفمبر وينتهي في منتصف مارس، كوارث إنسانية ومادية كبيرة تزيد من تدهور الأوضاع في البلد الإفريقي. 

ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، يواجه النازحون أوضاع صعبة وقاسية، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والاحتياجات الأساسية في مراكز الإيواء المختلفة.

وقالت غرفة همشكوريب بولاية كسلا، السبت، إن أكثر من 5 آلاف نازح معظمهم من النساء والأطفال، وصلوا للمنطقة قادمين من مناطق شرق ولاية الجزيرة، التي تشهد هجمات مكثفة من قبل المليشيا منذ 20 أكتوبر الماضي، على خلفية انشقاق القيادي لها أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى صفوف الجيش.

وناشدت الغرفة، منظمات المجتمع المدني والخيريين، بتوفير الغذاء، والدواء ومواد الإيواء، إلى جانب توفير "البطاطين" للوقاية من برد الشتاء، وفق صحيفة المشهد السوداني.

كما أعلن المدير التنفيذي لمحلية شندي بولاية نهر النيل خالد عبدالغفار، أن الأجهزة الرسمية والشعبية في الولاية تعمل باستمرار، وتنسق لاستقبال آلاف النازحين من شرق ولاية الجزيرة.

وأضاف في تصريح لقناة "الحدث"، أن فرقا ولجانا تعمل على مراقبة الوضع الصحي والغذائي لآلاف الأسر النازحة، مشيرا إلى استقبال المدينة أكثر من 200 ألف أسرة منذ اندلاع الحرب.

من جهتها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الجمعة، نزوح 6 آلاف أسرة من بلدة التكينة شمالي ولاية الجزيرة، نتيجة هجمات نفذتها الدعم السريع. وقالت في بيان: "بحسب ما وردنا، نزح ما يقدر بنحو 6000 أسرة من بلدة التكينة والقرى المحيطة بها في ولاية الجزيرة، في 20 نوفمبر الجاري، بسبب هجمات قوات الدعم السريع".

وأضاف البيان: "بحثت الأسر النازحة عن مأوى عبر مواقع داخل مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، ومناطق شرق النيل بالخرطوم، وولاية نهر النيل (شمال)".

بدوره حذر الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند من أن السودان يمضي نحو ما وصفه بـ"الانهيار الشامل" تحت أنظار وصمت العالم، مشيرًا إلى أن مؤشرات الانهيار باتت تتسارع بشكل مقلق في ظل التبعات الكارثية للحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 19 شهرا.

وقال في ختام زيارته للسودان، إن عاما ونصف من الحرب أطلق العد التنازلي"بلا هوادة نحو الانهيار التام في السودان"، حيث يعاني أكثر من 20 مليون شخص من العنف المستعر والجوع المتزايد والنزوح القسري..

الدعم السريع تجتاح مناطق بالشمال الغربي لولاية النيل الأزرق وتواصل مجازرها

في الأثناء أسفرت هجمات قادتها مليشيا الدعم السريع على بلدات رورو وجريوة وقيلي وجمام بمحلية التضامن شمال غرب إقليم النيل الأزرق – المتاخم لولاية سنار – في عمليات نزوح واسعة صوب مدينة بوط رئاسة محلية التضامن.

وطبقا لمصادر حكومية بإقليم النيل الأزرق تحدثت لصحيفة سودان تربيون فقد وصلت مئات الأسر من قرى رورة وجريوة وقيلي وجمام إلى مدينة بوط في أوضاع مزرية ووسط غياب للتدخلات الإنسانية.

وأضافت ذات المصادر أن النازحين تحدثوا عن قتلى في أوساطهم لدى دخول الدعم السريع إلى قراهم، فضلا عن فقدان آخرين وممارسة القوات المهاجمة للنهب تحت تهديد السلاح.

وهاجمت قوات الدعم السريع هذه المناطق التابعة لإقليم النيل الأزرق، من دون أن تعلن ذلك، انطلاقا من مناطق سيطرتها في الدالي والمزموم التابعة لولاية سنار.

في غضون ذلك، قالت سلطات محلية شرق النيل، إن مليشيا الدعم السريع نهبت جميع الممتلكات في هجومها على منطقة الشيخ عوض الكريم "أبوحنة".

وقال المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل مرتضى يعقوب، في تصريح صحفي، إن "المليشيا المتمردة استباحت منطقة الشيخ عوض الكريم وقامت بتهجير المواطنين ومنع الصلاة وطرد خليفة المسيد في المنطقة التي تتبع لوحدة ود أبو صالح".

وتابع: "النهب طال جميع السيارات والمحال التجارية والثروة الحيوانية ومعدات الطاقة الشمسية التي تعمل بها آبار مياه الشرب، كما استباحت منازل المواطنين الذين لاذوا بالفرار تحت التهديد بالقتل والإبادة".

ويأتي هجوم المليشيا بعد أن أيام من استباحة مماثلة طالت منطقة سيال الفكي سعد والقرى المجاورة لها بوحدة أبو صالح، حيث نُهبت ممتلكات السكان وتهجيرهم وأُحرقت المحاصيل، وفقا لسودان تربيون.

وسيطرت مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع الحرب على المناطق الحضرية لمحلية شرق النيل مثل الحاج يوسف وسوبا شرق.وضاعفت وتيرة العنف على المدنيين، خلال هجماته على القرى التي لا توجد بها أي مظاهر عسكرية، سواء في شرق الخرطوم أو مناطق شرق وجنوب ولاية الجزيرة أو قرى غرب الدندر بولاية سنار.