قنص المدنيين وهدم المنازل وحكم عسكري.. مخططات نتنياهو السرية في شمال غزة
خلال الساعات الماضية، كشفت الممارسات الإسرائيلية الوحشية عن مخططات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السرية في شمال غزة، ومحاولاته تهجير كافة الفلسطينيين من الشمال بالكامل وهدم كافة المباني تمهيدًا لضم المنطقة لإسرائيل أو إقامة مستوطنات، حيث تزامنت هذه الممارسات مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت التي أكد فيها أن نتنياهو يستعد للحكم العسكري في غزة أي احتلال طويل الأمد.
تصفية المدنيين في غزة
وبحسب شبكة "إن بي آر" الأمريكية، فإنه في الأسبوع الماضي، أدلى الجراح البريطاني نظام محمود بشهادته أمام لجنة في البرلمان البريطاني، وكان الدكتور محمود قد عاد مؤخرًا من عمله في مستشفى في وسط غزة.
وأخبر أعضاء البرلمان بما شاهده، بما في ذلك طائرات بدون طيار تهبط وتقتل المدنيين والأطفال.
وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن شهادة الطبيب البريطاني لم تكن الأولى من نوعها، حيث كانت هناك شهادت كثيرة من قلب قطاع غزة، ما يعني أن ما وصفه الطبيب البريطاني لم يكن شيئًا عرضيًا بل أمور تحدث بشكل يومي.
وأضافت أنه على مدى أشهر، كانت الشبكة الأمريكية تجمع روايات شهود العيان من غزة والتي أكدت شهادة الدكتور محمود، قائلة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان يستخدم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار القناصة وأنهم لا يطلقون النار على الأعداء فحسب، بل أيضًا على المدنيين.
الحكم العسكري في غزة
وفي السياق نفسه، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت تفاصيل مخططات نتنياهو في غزة، مشيرًا إلى أن تولي إسرائيل المسؤولية الأمنية عن توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من شأنه أن يضعها على مسار الحكم العسكري في الجيب بتكلفة غير مقبولة لأرواح الجنود.
وتابع عبر حسابه على منصة X: "المناقشة حول توزيع الغذاء على سكان غزة من قبل شركات خاصة مع أمن جيش الاحتلال الإسرائيلي هي تعبير الخطوة الأولى لحكومة عسكرية في غزة".
وأضاف: "سيدفع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ثمن هذه الخطوات غير المحسوبة بالدم، وستتحمله إسرائيل بالكامل، اختيار الحكومة للأولويات خاطئ و"سيؤدي إلى إهمال مهام أمنية أكثر أهمية".
وكان نتنياهو قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه وجه قوات الاحتلال الإسرائيلية للتوصل إلى حلول جديدة لضمان التوزيع الآمن للمساعدات في غزة، ويقال إنه التقى بكبار المسؤولين أمس لمناقشة هذه القضية.
وتأتي المناقشات بعد نهب 100 شاحنة مساعدات بعنف يوم السبت، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه الأسوأ من بين العديد من الحوادث المماثلة "من حيث الحجم" منذ بدء الحرب العام الماضي.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن نهب وسرقة المساعدات تتم من خلال عصابات فلسطينية في أماكن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي وتحت رقابة جيش الاحتلال وحمايته.
وأفادت القناة 12 الإسرائيليةـ أن أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي عقدوا اجتماع الخميس، للموافقة على التعاقد مع شركة أجنبية لتولي تأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأوضحت أن السياسة ستبدأ بـ "برنامج تجريبي" في شمال غزة، إما في بيت لاهيا أو بيت حانون أو جباليا.
وأشارت إلى أن ذلك قد يثير تساؤلات حول وضع إسرائيل في غزة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الاتجاهات المحتملة باحتلال المنطقة والتي تؤكدها كافة خطوات نتنياهو وحكومته.
وأوضحت القناة العبرية، أن حكومة نتنياهو المتطرفة لم تكشف بعد عن الممول الرئيسي لتوزيع المساعدات، حيث رفضت الدول العربية تمويل مثل هذه الخطوات دون مشاركة فعالة من السلطة الفلسطينية وإلتزام إسرائيل بمسار حل الدولتين.
وأكد جالانت أن نتنياهو يرفض الحديث عن كيان بديل يحكم قطاع غزة بدلًا من حماس، ما يعني أن إسرائيل في طريقها لإنشاء حكومة عسكرية في قطاع غزة.
وتابع: "الحكومة العسكرية في غزة ليست جزءًا من أهداف الحرب، بل هي عمل سياسي خطير وغير مسؤول".
وقبل إقالة جالانت، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي السابق مقترحات نتنياهو بشأن قطاع غزة وأصر على ضرورة العمل لإيجاد بديل لحماس، لأن عدم وجود بديل يعني عودة حركة حماس مرة أخرى وحكم القطاع عسكريًا.
هدم منازل شمال غزة وإخلاء المنطقة الشمالية من المباني والسكان
كشف مسؤولون صحيون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف خمسة منازل مكتظة بالمدنيين على الأقل في شمال غزة في وقت مبكر من صباح الخميس ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، بينما تعمقت القوات في توغلها على طول الحافة الشمالية للقطاع، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
وقال مسعفون إن عمليات الإنقاذ جارية حيث ظل العديد من الأشخاص في عداد المفقودين أو محاصرين تحت الأنقاض.
وذكرت وسائل إعلام أن عدد الشهداء بلغ 57 لكن لم يرد رقم رسمي على الفور من وزارة الصحة في غزة.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قال مسؤولون صحيون في غزة إن الضربات العسكرية الإسرائيلية عبر الجيب قتلت 48 شخصا على الأقل.
وقال مسعفون في غزة إن الحوادث شملت هجمات على منازل ومدرسة تؤوي نازحين في وسط غزة وقصف مستشفى في شمال غزة وضربات جوية على المنطقة المخصصة للمساعدات الإنسانية في المواصي ورفح في جنوب غزة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع، حيث تعمل إسرائيل على هدم مكثف للمنازل والمباني والمدارس في شمال غزة بصورة كبيرة.
وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، أحد المرافق الطبية الثلاثة التي بالكاد تعمل في المنطقة الشمالية المحاصرة، إن المستشفى "تعرض للقصف في جميع أقسامه دون سابق إنذار، بينما كنا نحاول إنقاذ شخص مصاب في وحدة العناية المركزة".
وتابع: "بعد اعتقال 45 من أفراد الطاقم الطبي والجراحي ومنع دخول فريق بديل، نفقد الآن يوميًا جرحى كان من الممكن أن ينجوا لو كانت الموارد متاحة، للأسف، لا يُسمح بدخول الطعام والماء، ولا يُسمح حتى لسيارة إسعاف واحدة بالوصول إلى الشمال".
وأوضحت الوكالة الدولية، أن العدوان الإسرائيلي في غزة تركز لأسابيع على الجزء الشمالي من القطاع، حيث حاصر الجيش ثلاث بلدات رئيسية وأمر السكان بالفرار.
وقال سكان في المدن الثلاث - جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون - إن قوات الاحتلال الإسرائيلية فجرت عشرات المنازل.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تبدو عازمة على إخلاء المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة على طول الحافة الشمالية لغزة، وهو ما تنفيه إسرائيل، ولكن وفقًا للممارسات على أرض الواقع فإن ما يحدث يكشف اتخاذ إسرائيل خطوات فعلية لإخلاء المنطقة بالكامل من السكان والمباني.
وفقًا لمسؤولي غزة، أسفر العدوان الإسرائيلي الذي استمرت 13 شهرًا في غزة عن استشهاد ما يقرب من 44 ألف شخص ونزوح جميع سكان القطاع تقريبًا مرة واحدة على الأقل.
وأضافت الوكالة الدولية، أنه على الرغم من تركيز الهجمات الإسرائيلية على شمال غزة منذ الشهر الماضي، فإن ضرباتها استمرت في مختلف أنحاء القطاع، وفي ضاحية الصبرة بمدينة غزة، قالت هيئة الطوارئ المدنية الفلسطينية إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت أحد فرقها أثناء عملية إنقاذ، مما أسفر عن استشهاد أحد أفرادها وإصابة ثلاثة آخرين.
وقالت الهيئة إن حادثة الصبرة رفتع عدد أفراد خدمات الطوارئ المدنية استشهدوا قتلوا خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية إلى 87 شخص ولم يصدر تعليق إسرائيلي فوري على الحادث.