كلمة السر فى السلام.. الجيش اللبنانى ركيزة الهدنة بين حزب الله وإسرائيل
يُعد الجيش اللبناني هو حجر الزاوية في عملية السلام بين إسرائيل وحزب الله، وبالرغم من ضعف إمكانياته واستهدافه من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يظل كلمة السر في وقف هذه الحرب المشتعلة منذ أكثر من شهرين في الجنوب اللبناني.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن الجيش اللبناني بمثابة عنصر أمان ويحظى بترحيب جميع طوائف الشعب اللبناني، ووجوده على الحدود الإسرائيلية من شأنه أن ينشر الاستقرار.
وتابعت أنه بالرغم من القدرات المحدودة للجبش اللبناني، فإنه قادر على قلب معادلة الحرب في الجنوب، ويتعين على الدول الغربية تسليح الجيش اللبناني
وقال جندي لبناني وهو يشير إلى بندقية مثبتة على عربة هامر قدمتها الولايات المتحدة: "ليست مضادة للطائرات"، حيث تكتفى الدول الغربية والولايات المتحدة بدعم الجيش اللبناني بأسلحة ضعيفة للغاية، بالكاد تحمي جنوده.
الجيش اللبناني ركيزة السلام
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن قوة الجيش واستعداده من الأمور التي تزداد إلحاحًا مع قيام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدفعة دبلوماسية جديدة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة، والتي من شأنها أن تنهي أكثر من عام من الحرب وتدفع الجنود اللبنانيين إلى دور حاسم.
وأوضحت أنه من المتوقع أن يتم نشر قوات إضافية في جنوب لبنان إذا انسحب مقاتلو حزب الله والقوات الإسرائيلية ـ بحيث تعمل كحاجز، إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بين المجموعتين المسلحتين في منطقة تمتد من الحدود إلى شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 18 ميلًا إلى الشمال.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن مثل هذا الانتشار لن يختبر قدرة الجيش على الحفاظ على السلام فحسب، بل سيثير أيضًا تساؤلات أكبر حول الدور الدقيق للقوة، التي يتم سحبها هنا وهناك وفقًا لأهواء المانحين، والتنافسات الإقليمية، والقوى السياسية اللبنانية المتناحرة.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي هذا الأسبوع إن المهمة لن تنجح إلا إذا "اتفق كل لبنان على دور الجيش اللبناني في استقرار الوضع الأمني".
وأمضى المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين يومًا ثانيًا في بيروت يوم الأربعاء، حيث ناقش مسودة اتفاق وقف إطلاق النار مع كبار المسئولين اللبنانيين.
ورفض هوكشتاين الكشف عن تفاصيل المفاوضات، وقال فقط إن "تقدمًا إضافيًا" قد تحقق وأنه سيسعى لإنهاء هذه المفاوضات خلال تواجده في إسرائيل.
نقاط خلافية في الاتفاق اللبناني
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المرجح أن تتركز نقاط الخلاف في الاتفاق على المظالم القديمة بين إسرائيل ولبنان، بما في ذلك عملية ترسيم الحدود بينهما بشكل دائم، فضلًا عن رغبة إسرائيل في مواصلة الهجمات على حزب الله.
واعتبر المسئولون الغربيون القوات المسلحة اللبنانية في المقام الأول بمثابة ثقل موازن لحزب الله، حتى مع تأكيد المسئولين العسكريين على استقلالهم ومكانتهم النادرة في البلاد كقوة متعددة الطوائف ذات جاذبية واسعة.
ويقول المسئولون اللبنانيون والأشخاص المقربون من الجيش إن مهمته بعد وقف إطلاق النار ستكون توفير الأمن في الجنوب وليس مواجهة حزب الله، الذي يعد في نفس الوقت حزبًا سياسيًا في لبنان له ملايين المؤيدين وينسق مع الجيش من خلال قسم الاستخبارات.
وفي نهاية المطاف، فإن طبيعة وجود حزب الله في الجنوب تعتمد على "قرار سياسي" يتخذه زعماء لبنان، كما قال مصدر مقرب من الجيش.
وتابع المصدر: "يتعين عليهم أن يقرروا ما يريدونه من القرار 1701"، وهو قرار للأمم المتحدة أنهى حرب 2006 بين إسرائيل ولبنان ودعا، من بين أمور أخرى، إلى أن تكون الأسلحة في الجنوب تحت سيطرة الجيش أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقط.
وقال مسئولون ومحللون إن موقف الجيش قد يتعقد أكثر بسبب احتمال عدم انسحاب حزب الله بالكامل من الجنوب، وفي حين قد تزيل الجماعة أسلحتها من المنطقة، فإن العديد من مقاتليها "ولدوا في قرى وبلدات في الجنوب، ونشأوا هناك وانضموا إلى المقاومة هناك"، كما قال منير شحادة، العميد المتقاعد في الجيش.
وأضاف في إشارة إلى بلدات الحدود الأمامية: "كيف يمكنك أن تطلب من شخص من بلدات عيتا الشعب ومارون الراس وكفر كلا... أن يترك قريته، لن يحدث هذا الانسحاب أبدًا، حزب الله موجود في الجذور اللبنانية، ومسألة اختفائه شبه مستحيلة، لذا يتعين الحديث عن كيفية نزع سلاحه وأن يكون الجيش اللبناني فقط المسلح".