سرقة مساعدات غزة أمام أعين الاحتلال.. والأهالي يدفعون الثمن
ما بين الاتهامات لحركة "حماس" بسرقة المساعدات الإنسانية والتعنت في إدخال الشاحنات وغلق معبر رفح البري، حاولت إسرائيل على مدار أكثر من عام من الحرب الوحشية على قطاع غزة استخدام سلاح الغذاء لتجويع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، وكانت آخر الجرائم هي إشراف قوات الاحتلال على سرقة المساعدات الإنسانية من قبل بعض المجموعات الفلسطينية المسلحة.
وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، فقد أدت سرقة المسلحين لنحو 100 شاحنة محملة بالغذاء وغيره من المساعدات الإنسانية خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى ارتفاع الأسعار وتسببت في نقص في وسط غزة حيث يتكدس مئات الآلاف في مخيمات خيام بائسة.
وأضافت أن أزمة جوع الشمال أزمة أصبحت أشد حدة، حيث تشن إسرائيل هجومًا دام أسابيع أسفر عن مقتل مئات الأشخاص ونزوح عشرات الآلاف من منازلهم، ويقول الخبراء إن المجاعة ربما تكون قد بدأت بالفعل هناك.
وأشارت إلى أنه في يوم الاثنين، انتظر حشد من الناس خارج مخبز مغلق في مدينة دير البلح بوسط المدينة.
شهادات صادمة.. سرقة المساعداة تزيد معاناة الفلسطينيين
وقالت امرأة نزحت من مدينة غزة، وعرفت نفسها باسم أم شادي، إن سعر الدقيق ارتفع إلى 400 شيكل (أكثر من 100 دولار) للكيس، إذا كان من الممكن العثور عليه.
بينما أكدت نورا مهنا، وهي امرأة أخرى نزحت من مدينة غزة، أنها تغادر خالية الوفاض بعد انتظار خمس ساعات للحصول على كيس خبز لأطفالها.
وتابعت: "منذ البداية، لم تكن هناك سلع، وحتى لو كانت متوفرة، فلا يوجد مال".
وقالت الأمم المتحدة: إن مسلحين سرقوا الطعام والمساعدات الأخرى من 98 شاحنة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي أكبر حادثة من نوعها منذ بداية الحرب، ولم تذكر من كان وراء السرقة.
بينما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن العصابات المسلحة تسرق المساعدات تحت أعين وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وتابعت أن هذه العصابات قتلت الشرطة المدنية التي شكلها المواطنين في قطاع غزة من أجل مواجهة عمليات السرقة للمساعدات وتسهيل توزيعها، مشيرة إلى أن كافة الحوادث وقعت في منطقة السيطرة الإسرائيلية ولا يتواجد بها أي من مقاتلي حركة حماس، حيث تقوم هذه العصابات باستهداف بقايا شرطة حماس.
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن قافلة من 109 شاحنات تلقت تعليمات من الجيش الإسرائيلي باتخاذ "طريق بديل غير مألوف" بعد إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وأن الشاحنات سُرقت بالقرب من المعبر نفسه.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أنه لطالما اتهمت إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات وهي الاتهامات التي نفتها الحركة الفلسطينية، وأثبتت حوادث سرقة العصابات للمساعدات صحة رواية حماس وأكاذيب إسرائيل.
وقال باسم نعيم، وهو مسؤول كبير في حماس ومقره قطر، إن اللصوص كانوا من الشباب من القبائل البدوية في المنطقة، مؤكدا أنهم لا يمثلون بالضرورة القبائل، لافتًا إلى أنه يعملون شرق رفح بالقرب من المواقع العسكرية الإسرائيلية.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن الحكومة التي تديرها حماس كان لديها قوة شرطة تضم عشرات الآلاف من الأفراد الذين حافظوا على درجة عالية من الأمن العام قبل الحرب، لكنهم اختفوا من الشوارع في العديد من المناطق بعد استهدافهم من قبل الضربات الإسرائيلية، وتقول حماس إنها اتخذت تدابير لمنع النهب ورفع الأسعار في الأسواق المحلية.
وأسفر الهجوم الانتقامي الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 44 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، حيث خلفت الحرب الكثير من الأراضي في حالة خراب وأجبرت حوالي 90٪ من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على الفرار، غالبًا عدة مرات.