رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يغير رجل كوريا الشمالية الغامض مسار الحرب الروسية الأوكرانية؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن نائب رئيس الأركان العامة للجيش الكوري الشمالي العقيد الجنرال كيم يونج بوك المعروف عنه أنه الرجل العسكري الغامض، أصبح الآن شخصية عامة بعد أن أرسله الزعيم كيم يونج أون إلى روسيا، حيث يعتبر من أكبر القادة العسكريين السريين في كوريا الشمالية.

وتابعت أن بوك يتواجد في روسيا مع أكثر من 11 ألف جندي كوري شمالي ليغير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شكل الحرب المشتعلة على الحدود الأوكرانية الروسية.

تصعيد عسكري كبير على خط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا

وأكدت الصحيفة أن إرسال القائد الكوري الشمالي لروسيا جاء في الوقت الذي منح فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام الأسلحة بعيدة المدى وصواريخ أتاكمز الأمريكية لضرب العمق الروسي، حيث أطلقت أوكرانيا تلك الصواريخ لأول مرة يوم الثلاثاء، وأصابت منشأة لتخزين الذخيرة في منطقة بريانسك الروسية.

وتابعت الصحيفة أنه من المعتقد أن نائب رئيس الأركان العامة للجيش العقيد الجنرال كيم، مكلف بدمج القوات الكورية الشمالية مع القوات الروسية، واستيعاب رؤى ساحة المعركة لإعادتها إلى الوطن والاستعداد للانتشار في المستقبل.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء إن عدد الجنود الكوريين الشماليين المرسلين إلى روسيا قد يصل في النهاية إلى 100 ألف جندي، ولم يذكر أدلة محددة على هذا الإدعاء.

وتابعت الصحيفة، أنه لا يُتوقع أن يرى العقيد الجنرال كيم أي قتال بنفسه، لكن إرسال أحد أهم المسؤولين العسكريين في كوريا الشمالية يشير إلى اهتمام كوريا الشمالية بمساعدة روسيا حتى العام المقبل، أي إمكانية إطالة أمد الحرب والتصعيد حتى العام المقبل وتولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميًا في يناير المقبل.

وأضافت أنه حتى وقت قريب، كانت هويته مخفية نسبيا لأن وحدة القوات الخاصة التي كان يقودها - والتي يُعتقد أنها الأكبر في العالم، والتي يبلغ قوامها نحو 200 ألف جندي - ستتولى مهام سرية في حالة اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية، كما قالت جون كيونج جو، زميلة الأبحاث في معهد كوريا للتحليلات الدفاعية الممول من الحكومة الكورية الجنوبية.

وأضافت أن كوريا الشمالية بدأت في تسليط الضوء على العقيد الجنرال كيم لإظهار لروسيا أنه سيتم إرسال شخصية عسكرية ذو ثقل لقيادة نشر القوات، والتي تشمل القوات الخاصة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن بيونج يانج بدأت في إخراج العقيد الجنرال كيم من الظل بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى بيونج يانج في يونيو الماضي، عندما اتفقت الدولتان على اتفاقية دفاع مشترك، حيث تحول العقيد الجنرال كيم إلى مساعد مقرب وعلني من الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون.

كان العقيد الجنرال كيم موجودًا في الظل إلى حد كبير طوال حياته المهنية، حتى أن قاعدة بيانات حكومة كوريا الجنوبية للنخبة الكورية الشمالية - والتي تضم أكثر من 680 مسؤولًا استنادًا إلى معلومات استخباراتية من وكالة التجسس والمعلومات المتاحة للجمهور – لا تملك سوى اسمه ولقبه الوظيفي فقط، بينما لا يزال عمره أو مسقط رأسه أو أي تفاصيل أخرى عن سيرته الذاتية غير معروفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الغموض يتعارض مع الشهرة التي تحظى بها النخبة العسكرية في كوريا الشمالية في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، وعادة ما يظهر كبار القادة العسكريين في الظهور العام لكيم جونج أون الذي يهيمن على التلفزيون والإذاعة والصحف التي تديرها الدولة.

تم ذكر العقيد الجنرال كيم في وسائل الإعلام الحكومية في عام 2015 عندما تمت ترقيته لقيادة القوات الخاصة في كوريا الشمالية، وبعد عام، تم انتخابه لعضوية الهيئة الرئيسية لصنع السياسات في البلاد، اللجنة المركزية لحزب العمال.

وأوضحت الصحيفة أن إرسال أحد أكبر القيادات العسكرية الكورية الشمالية إلى روسيا مع آلاف الجنود هدفه، تحديث التكتيكات العسكرية لكوريا الشمالية وخوض حروب حديثة، حيث لم تخوض كوريا الشمالية حرب على الأرض منذ سنوات طويلة، كما قالت وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي إن القوات الروسية دربت الكوريين الشماليين على مهارات الخطوط الأمامية الحاسمة مثل المدفعية وتطهير الخنادق وعمليات الطائرات بدون طيار.

ويُعدً العقيد الجنرال كيم من بين حوالي 500 ضابط كوري شمالي تم إرسالهم إلى روسيا، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين وكوريين جنوبيين.

وقالت وكالة المخابرات الكورية الجنوبية، إن الجنود الكوريين الشماليين حصلوا على بطاقات هوية مزورة لإخفائهم كجنود روس، وقد انتقلوا إلى الخطوط الأمامية حاملين معدات روسية ويرتدون زيًا روسيًا، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

بالإضافة إلى القوات والذخائر والصواريخ، يبدو أن عروض كوريا الشمالية لروسيا تتوسع مع وجود العقيد الجنرال كيم على الأرض. 

وقال الملازم أندريه كوفالينكو، رئيس مركز مكافحة التضليل في مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، إن بيونج يانج بدأت في توريد أنظمة صواريخ متعددة الإطلاق من طراز M-1991 ومدافع هاوتزر من طراز M-1989 Koksan، والتي شوهدت في صورة مسافرة فوق قطار يتحرك عبر كراسنويارسك، وهى مدينة في وسط روسيا.

وأضاف الملازم كوفالينكو أن الأسلحة مخصصة لمنطقة كورسك الروسية، وهناك يتمركز الجنود الكوريون الشماليون وموقع الهجوم المضاد الروسي لصد القوات الأوكرانية التي استولت على جزء من المنطقة في أغسطس.

مخاوف أمريكية وكورية جنوبية

وأكدت الصحيفة أنه من بين المخاوف الرئيسية بالنسبة لواشنطن وسول وغيرهما إمكانية أن تتمكن بيونج يانج، من خلال إرسال قواتها، من الحصول على تكنولوجيا نووية أو صاروخية حساسة في المقابل من موسكو. 

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي إنه لا يمكن استبعاد المساعدة الروسية المحتملة في إطلاق كوريا الشمالية الأخير لصاروخ باليستي عابر للقارات.

وقال ريو هيناتا ياماجوتشي، وهو زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن نشر عدد كبير من القوات وكبار الجنرالات مثل العقيد الجنرال كيم يظهر أن كوريا الشمالية جادة بشأن التزامها تجاه روسيا.