رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيروز: أعز أمنياتى أن أجد ابن الحلال وأعتزل الغناء.. ما القصة؟

فيروز
فيروز

فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، جارة القمر، اعتذار السماء عما يحدث لأهل الأرض، أرزة لبنان، عصفورة الشرق وغيرها من الألقاب التي أطلقت على المطربة اللبنانية الكبيرة، والتي يحتفل محبوها من كل أنحاء العالم العربي، بعيد ميلادها، في مثل هذا اليوم من العام 1934، بجبل لبنان والذي صارت تضاهيه شموخًا ورسوخًا.

 فيروز، المولودة لعائلة سريانية كاثوليكية، فالأب مسيحي الديانة، والأم مسيحية مارونية، وعندما تزوجت من عاصي الرحباني تحولت إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية التي تتبع زوجها، لكنها قدمت واحدة من أعذب وأصدق الأغنيات التي مجدت في فريضة الحج الإسلامية، ألا وهي "غنيت مكة أهلها الصيدا والعيد يملؤ أضلعي عيدًا".

حكاية جمعية الفيروزيين

منذ منتصف القرن العشرين، تحديدًا من خمسينياته، ذاعت شهرة فيروز الآفاق، حتى أن جمعية أسسها محبوها باسم “الفيروزيين”، ترأسها الصحفي اللبناني “سعيد فريحة”، وعاونه في إدارتها “نجيب حنكش”، المليونير اللبناني وأشهر من أطلق النكتة في بلاد الشام، بحسب ما نشرت مجلة الكواكب المصرية في عددها 9 يونيو من عام 1953.

وتهدف هذه الجمعية إلى الإشراف على صوت فيروز وتسديد خطواتها، ثم منعها من إكثار الأغاني التجارية، ويشير المحرر إلى تغيير اسمها من "نهاد حداد" إلى فيروز، والذي اختاره لها والد الفنانة ماجدة الرومي، "حليم الرومي".

تتلخلخ ركبتاها وتصاب بالإغماء قبل صعودها المسرح

ويوضح مراسل الكواكب في لبنان، سليم اللوزي: والمعروف عن فيروز أنها كثيرة الخجل، حتى أنها لم تظهر على المسرح مرة إلا تخلخلت ركبتاها، واستدعي الطبيب لإسعافها من الإغماء الذي يحدث لها دائمًا، ولذلك امتنعت أخيرًا عن الظهور فوق المسرح ورغم سخاء العروض التي تقدم لها.

وفي حواره معها بمنزلها في “زقاق البلاط” ببيروت، والذي يصفه “اللوزي” بأنه: حي الطبقة العاملة في العاصمة اللبنانية، فلندق الباب، ولا تنتظر أن تفتح لك خادمة، فهذا البيت من أتباع فلسفة “سيد القوم خادمهم”، إن والدها قد ذهب إلى عمله في إحدى المطابع، والساعة الآن التاسعة صباحًا، والأولاد الصغار أشقاء المطربة قد ذهبوا إلى المدرسة، أما فيروز فيسقع نظرك عليها بعد فتح الباب مباشرة.. إنها في المطبخ تغسل الصحون.

سر خوف فيروز من الأضواء وكاميرات التصوير

ويضيف “اللوزي” عن كواليس المقابلة الصحفية مع فيروز، لافتًا إلى: "إن المطربة قد اندهشت من زيارة عدسة "الكواكب" لها، فهي لم تعتد أضواء الصحافة، وتخاف آلات التصوير كما تخاف الظهور على المسرح، وتحدثنا عن الخوف وهي تخلع "سترة" المطبخ ثم تحمل كتبها متجهة إلى الحديقة العامة، إنها تقول: "عندما أقف أمام الناس، أشعر كأن عيونهم قد تحولت إلى سياط موجهة إلي، فيهزني خوف غريب يجعلني أقرب إلى المرضى مني إلى الأصحاء الأقوياء".

أعز أمنياتي أن أجد ابن الحلال فأتزوجه وأعتزل الغناء

وتضحك فيروزــ ونادرًا ما تضحكــ ثم تقول: “عندما يكبر الإنسان يكبر عقله إلا أنا، فكلما كبرت صغر عقلي وتملكني الخوف سنة بعد سنة”، وعن أمنياتها، تقول فيروز: "إنني أغني لأني في حاجة إلى الغناء، وأعز أمنياتي هي أن أجد ابن الحلال فأتزوجه وأعتزل الغناء".

وعن السينماــ ولم تكن قد اتجهت إليها بعدــ تضيف فيروز: إذا كنت أخاف أن أظهر على المسرح فما بالك بالسينما؟

وعن روتينها اليومي يلفت اللوزي إلى: يوم فيروز عادي جدًا، ولكن تعال معها يوم الأربعاء من كل أسبوع، إنها تترك جميع مشاغلها لتذهب إلى مؤسسة "صغار العمال اللبنانيين"، ويتعلم فيها الصغار العلم والفن الصناعي مجانًا لوجه الله واليتيم الفقير، إنها تحب كثيرًا هؤلاء الصغار فتذهب إليهم في الضاحية البعيدة من بيروت هي وملحنها "رحباني"، وتقضي معهم ساعات لذيذة في ضحك ومرح وغناء أناشيد وطنية.

ويتابع: وقبل أن تدخل إلى هذه المؤسسة، فلابد أن تذهب إلى الكنيسة الصغيرة هناك، حيث تركع أمام صورة العذراء تصلي وتبتهل إلى الله أن يغفر لها ذنوبًا لم تقترفها، أما في الأيام العادية، فلابد أن تذهب كل يوم إلى محطة الإذاعة اللبنانية واستديوهات الشرق الأدنى لتتلقى الألحان التي تفصل لصوتها باستمرار، ولا تكاد "البروفات" والتسجيلات تنتهي وتصبح فيروز حرة، حتى تأخذ درج السلم بسرعة كأي تلميذة صغيرة وإلى البيت رأسًا.