يوسف شاهين يقضى 30 يومًا فى السجن لأدائه هذا الدور.. ما القصة؟
وقف المخرج يوسف شاهين، أمام محكمة الجنح يوم 7 نوفمبر من العام 1957 ــ بحسب ما ذكرته مجلة الكواكب في عددها الـ326 من نفس العام ــ متهمًا بالتمثيل، فما القصة؟
يوسف شاهين يقضي 30 يومًا في السجن بتهمة التمثيل
وبحسب ما نشرته الكواكب، أصبح التمثيل جريمة عقوبتها الحبس 30 يومًا وغرامة 50 جنيهًا، إذا قام به شخص لم يقيد بجداول الممثلين، وذلك لأن قانون نقابة الممثلين يقضي بألا يعمل ممثل إلا ويكون عضوًا بالنقابة، واستثني من ذلك حالة واحدة يسمح فيها لغير النقابي أن يزاول مهنة التمثيل، وهي أن يكون الدور المسند إليه يتطلب شخصًا ليس له نظير بين أعضاء النقابة.
وفي فيلم "محطة مصر" وهو ما سيتغير لاحقًا إلى "باب الحديد"، والذي سنعرفه بهذا الاسم، شارك يوسف شاهين في بطولة الفيلم والذي أخرجه أيضًا، وبحسب محرر الكواكب: يقوم يوسف شاهين في فيلم محطة مصر بدور رجل أعرج أطلق عليه اسم "المنياوي" واختار المخرج لنفسه القيام بالدور، ولكن النقابة اعترضت على قيام يوسف شاهين بالتمثيل.
وقال يوسف شاهين إن الدور الذي يمثله لا يستطيع أن يقوم به أي عضو في نقابة الممثلين، ورد أحمد علام نقيب الممثلين بأن في النقابة لجنة مكونة بحكم القانون لبحث هذه الحالات، وطلب السيناريو من المخرج لعرضه على اللجنة حتى إذا ما تأكد لها أن الدور يتطلب شخصا ليس له نظير بين أعضاء النقابة سمحت ليوسف شاهين بأدائه.
بعث يوسف شاهين بالسيناريو إلى النقابة، ومعه طلب القيد عضوا ولم ينتظر يوسف شاهين قرار اللجنة، بل قام بتمثيل الدور وتصويره، وما كان من نقيب الممثلين أحمد علام إلا أن قدم بلاغا ضد يوسف شاهين والذي تمت إحالته إلى محكمة الجنح.
وفي حديثه لمحرر الكواكب، وحول إصراره على تقديم دور "المنياوي" أو ما عرفناه لاحقًا بـ"قناوي"، قبل قرار لجنة نقابة الممثلين بالسماح له بالتمثيل من عدمه، قال يوسف شاهين: "أنا مخرج الفيلم والمسئول عنه أمام المنتج وأمام الدولة وأمام الجمهور، وقد رأيت أنني أصلح من يؤدي هذا الدور".
وحول إذا ما كانت نقابة الممثلين خلت ممن يستطيع تقديم الدور الذي لعبه يوسف شاهين أضاف: "لا، إن أعضاء النقابة العاطلين لا يصلحون للتمثيل وإلا لما تعطلوا، فالممثل الصالح يطلبه المخرجون، أما الممثل الفاشل فإن المخرجين يتجاهلونه ولا يعطونه أدوارا".
اقرأ أيضًا:
يوسف شاهين يكشف لمجيد طوبيا عن أحلامه وكيف حققتها ثورة 23 يوليو
نقابة الممثلين مليئة بكتيرات من “ثنية زمبلك”
وعن رأيه في بلاغ النقابة ضده للنيابة وأنها محقة فيه لفت شاهين إلى: أن هذا يجعلنا نناقش الموضوع من ناحيته العامة، وليس من ناحيته الشخصية، فإن نقابة الممثلين لا يحق لها أن تتدخل في عمل المخرج خاصة إذا أصرت على أن من حقها أن تطلب السيناريو للاطلاع عليه، فهذا أمر يتنافى مع سرية السيناريو وسرية العمل في الفيلم، وإذا كان هناك من يقرر لمن يسند دور من الأدوار في الفيلم، فهو المخرج أو المنتج بلا شك لأنهما أكثر دراية من النقابة بالشخصية التي يتطلبها الدور، لذلك فإن هذا التصرف سيعطيني الفرصة لبيان وجهة نظري أمام جهة مسئولة.
ويتابع يوسف شاهين مشددا على: "ليس لنقابة الممثلين إطلاقا أن تحكم على صلاحية ممثل لأداء دور من الأدوار، وإذا سئلت عن رأيي في الجهة التي يجب إعطاؤها هذا الحق، فإني أقول إن نقابة السينمائيين أقدر على ذلك، لأنها تضم الفنيين الذين يشرفون على الأفلام، وهم الذين يجب أن يقرروا صلاحية الممثل للدور وليس الممثل نفسه.
اقرأ أيضا:
كيف عقدت "رجاء عبده" أواصر الصداقة بين عمر الخيام وكلبها؟
وعما إذا كان قد أسند أدوار لممثلين في فيلمه محطة مصر قبل أن يتغير إلى "باب الحديد" غير نقابيين، قال "شاهين": ربما، لسبب بسيط، وهو أنني لا أعرف من هم النقابيون ومن هم غير النقابيين، ولكني أريد أن أقول إنني إذا وجدت فتاة تصلح لأداء دور من الأدوار فليس من المعقول أن أتركها وأطلب "سنية زمبلك" من النقابة لتمثيل الدور.
ويضيف يوسف شاهين مؤكدًا: أن النقابة مملوءة بثنيات زمبلك لا ثنية واحدة، وهو تعبير أردت أن أبين به أن الممثلات العاطلات لا يصلحن للتمثيل وإلا ما تعطلن.