رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف عقدت "رجاء عبده" أواصر الصداقة بين عمر الخيام وكلبها؟

رجاء عبده
رجاء عبده

رجاء عبده، أو اعتدال جورج عبد المسيح ــ بحسب المؤرخ محب جميل ــ والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1919، صاحبة الأغنية الشهيرة، "البوسطجية اشتكوا"، وأطربت أم كلثوم وهي تستمع إليها تغني في أحد الأفراح، وكانت بداياتها مع عالم الفن والطرب، علي يد الفنان داود حسني، الذي قدمها لتغني في إذاعة "فؤاد الأهلية".

رجاء عبده التي يحمل صوتها "غنة" أشبه بالقطيفة أو المخمل الناعم، وبعيدا عن الفن وعالم الموسيقي والطرب، كانت لها نوادر في حياتها الشخصية، تحديدًا فيما يخص ابنها "عمر الخيام"، الذي أهدته كلبًا، لكنه رفضه، ومن ثم عاد وقبله فما القصة؟

هكذا عقدت "رجاء عبده" أواصر الصداقة بين عمر الخيام وكلبها

القصة كما تحكيها رجاء عبده ونشرت في مجلة الكواكب بعددها الصادر في 23 فبراير عام 1954، وتستهل حديثها لافتة إلى: "كان عندي كلب صغير جاءني من صديقة عزيزة لكي يتسلي ابني (عمر الخيام) بمداعبته ومرافقته، ولكن الذي حدث أن ابني لم يهتم كثيرًا بالكلب، أما أنا فقد أعجبت بـ(لاكي)، وهو الاسم الذي أطلقناه عليه، كثيرًا ولذلك كنت دائما أحاول استمالة ابني إلى صداقة لاكي وأحمله على مداعبته، ولكن ذلك لم يجد كثيرًا في بعث روح الصداقة من جانب عمر الخيام نحو الحيوان الجميل البديع.

وتضيف رجاء عبده: ووجدت نفسي في حيرة، هل أفقد "لاكي" وهو هدية عزيزة إلي جانب قيمته الثمينة في دنيا الكلاب الأصيلة، أم أبقي عليه وأغضب ابني العزيز عمر الخيام. وأخيرًا وجدت أنه لا مناص من التضحية بالكلب حرصًا على مزاج ابني وقرة عيني.

وكنا في ذلك الوقت على البلاج، وقد أخذ ابني عمر الخيام يقيم صرحًا من الرمال كما يفعل الأطفال على الشاطئ، فأرسلت في طلب الخادم لأعهد إليه بالكلب كي يتصرف فيه في مكان بعيد يضمن عدم رجوعه منه، ولكن قبل أن يصل الخادم فوجئت بابني عمر الخيام يبكي، فهرعت إليه لأعرف سبب بكائه، فإذا به قد أضاع لعبة كنت قد أشتريتها له في ذلك اليوم.

اقرأ أيضًا: 

ما السر وراء خجل "رجاء عبده" وكيف ساعدها جمهورها في التغلب عليه؟

 

الكلب لاكي يعثر على لعبة عمر الخيام

وتمضي رجاء عبده في قص حكاية كلبها لاكي وابنها عمر الخيام: "ونسيت حكاية الكلب وبدأت أبحث عن اللعبة في الكابين وعلى الشاطئ. ولم يكن من الممكن أن أقنع ابني بأنني سأشتري له لعبة أحسن من التي أضاعها، لأنه لم يكن مستعدًا للاقتناع بذلك، وظل يبكي ويصرخ ويدفعني دفعًا للبحث عن اللعبة الضائعة.

 وفجأة قفز "لاكي" ونحن نواصل البحث عن اللعبة، نحو الرمال في المكان الذي كان عمر الخيام يبني بيوته من الرمل، وبدأ ينبش بقدميه في الرمال، وقبل أن يمد ابني يده لينزل بها على رأس الكلب ضربًا؛ لأنه بعثر هرم الرمال كله، إذا بنا نري اللعبة الضائعة تبرز من بين الرمال المبعثرة تحت أقدام الكلب، وقد وقف هذا الأخير وهو يهز ذيله وكأنما ينتظر منا أن نثني عليه لحسن تصرفه وعثوره على اللعبة الضائعة.

اقرأ أيضًا:

فريد الأطرش.. عضو في نادي لـ "العراة".. ما القصة؟

وتختتم رجاء عبده مؤكدة: وحانت مني التفاتة إلى ابني عمر الخيام، فرأيت بكاءه قد انقلب إلى سرور مفاجئ بعثوره على اللعبة. ورأيت أن أختبر مشاعره نحو الكلب بعد هذا المعروف الذي أداه له، فناديت الخادم وناولته الكلب وأمرته بأن يلقيه في مكان بعيد حتى لا يعود إلينا، وهنا تشبث ابني بذراعي وأخذ يبكي ويصيح مدافعًا عن صديقه الجديد، الذي كان منذ قليل من أكبر أعدائه، وهكذا ربح الكلب معركة الصداقة بسبب دقيقة واحدة أدي فيها مهمة مشكورة.