رسالة أمل.. طفلان يتبرعان لتطوير معهد أزهري بالإسماعيلية
في خطوة إنسانية تعكس روح العطاء والانتماء، قام الطالبان عبدالله عادل عبدالله وشقيقه محمد، بمعهد عمر بن الخطاب النموذجي الأزهري بمحافظة الإسماعيلية، بتقديم إسهام بارز لتطوير وتجهيز فصلهما الدراسي، وذلك كإهداء لزملائهما ومعلميهما، وتأتي هذه المبادرة كمرحلة أولى ضمن خطة تهدف إلى تطوير المعهد بأكمله، انطلاقًا من إيمان الطفلين بضرورة رد الجميل للمؤسسة التعليمية التي تحتضنهما.
تطوير الفصل ودهانه
شمل التطوير أعمال دهان الفصل بألوان مبهجة تتناسب مع البيئة التعليمية، وتزويده بوسائل تعليمية حديثة لتحفيز التلاميذ على الإبداع والتفوق الدراسي، كما تضمنت المبادرة تركيب تجهيزات جديدة تُسهم في خلق بيئة دراسية مريحة ومشجعة على التعلم. وتم تنفيذ هذه الخطوة بدعم مالي من مصروف الطالبين الشخصي، في لفتة تعكس مدى وعيهما بأهمية المساهمة المجتمعية، حتى في سن مبكرة.
دعم الأب ودوره في تعزيز القيم الإيجابية
وأشاد والد الطالبين بهذه الخطوة المتميزة، مؤكدًا أن أبناءه كانا يدرسان في أحد المعاهد الخاصة بمحافظة الجيزة قبل انتقالهما إلى الإسماعيلية.
وأوضح أنه حرص على توفير بيئة تعليمية مماثلة لما كانا يتمتعان به، مما شجعهما على تبني هذه المبادرة بدافع شخصي منهما.
وقال الأب: "كان هذا العمل نابعًا من حرص أبنائي على تقديم الشكر والامتنان لقطاع المعاهد الأزهرية الذي يُقدم تعليمًا متميزًا يجمع بين المعرفة والقيم الأخلاقية."
كما عبّر عن شكره وتقديره لمعلمي المعهد وإدارته، لما يبذلونه من جهود كبيرة في تنشئة الطلاب على القيم الإسلامية وتعزيز حب الوطن. وأشار إلى أن هذه المبادرة تمثل رسالة للجميع، تؤكد أن العمل الجماعي والتعاون يمكن أن يساهما في تحقيق تطوير حقيقي.
وفي إطار حرصه على استمرار تطوير المعهد، ناشد ولي أمر الطالبين قطاع المعاهد الأزهرية بتقديم الدعم اللازم لمعهد عمر بن الخطاب النموذجي، من خلال إلحاقه بمرحلة الجودة والاعتماد.
وأكد أهمية توفير المزيد من الإمكانيات، مثل زيادة أعداد المعلمين، وتحسين خدمات العمالة، وتأمين المعامل الدراسية والفصول من خلال تركيب أبواب وشبابيك حديدية لحمايتها من التلف أو السرقة.
رسالة ملهمة لمجتمع التعليم
وحظيت مبادرة الطفلين عبدالله ومحمد، بتقدير واسع من إدارة المعهد وزملائهما، حيث تمثل نموذجًا ملهمًا للطلاب وأولياء الأمور على حد سواء.
وأكد مدير المعهد، أن هذه الخطوة تعكس القيم التي يسعى الأزهر الشريف لترسيخها في نفوس الطلاب، من خلال تعليمهم المبادئ الإسلامية التي تدعو إلى التعاون والعطاء.
ووجه مدير المعهد شكره للطالبين ووالدهما على هذا العمل النبيل، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تعزز روح المسؤولية الاجتماعية بين الطلاب، وتساهم في خلق بيئة تعليمية إيجابية تساعد على تنشئة أجيال قادرة على تحقيق التنمية المستدامة.
تُعد مبادرة الطفلين عبدالله ومحمد مثالًا حيًا على أهمية غرس قيم الإيثار والعطاء في نفوس النشء، وتعزيز انتمائهم للمؤسسات التي ينتمون إليها. كما تُبرز دور الأسرة في تشجيع الأبناء على تحمل المسؤولية المجتمعية، مما يساهم في بناء مجتمع قوي متكاتف يسوده روح التعاون.