رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لعبة لا تتسع لـ3 مجانين: الحرب على غزة ولبنان نزوة فعقيدة!

كانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، برزت بتوصيف ما يحدث فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى اليمينية المتطرفة، وجيش الكابينت النازي، بقيادة السفاح نتنياهو، وقال اللواء المتقاعد فى الجيش الإسرائيلى إسحاق بريك إن الواقع مع أحداث اليوم أن هناك  3 «مجانين» فى إسرائيل يتخيلون أنهم قادرون على القضاء على  حركة حماس وحزب الله.


.. وفى ذات الدلالات، يخلص «بريك»  إلى أن   دولة - الاحتلال الإسرائيلى العنصرية-، دخلت مستنقعًا، بسبب ثلاثة مجانين، ولن تخرج منه بحرب شاملة أو حرب استنزاف تمر فيها، والحل التسوية السياسية فقط.


.. قد يكون لهذا العسكرى الصهيونى، بعض المقدمات عن رؤيته لمجانين دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، وهو أى «بريك»، حدد  فى مقال له بصحيفة هآرتس: «فى الرد على إطلاق 181 صاروخًا باليستيًا من إيران، ينبغى لإسرائيل أن تختار أهدافًا إيرانية لا يؤدى الهجوم عليها إلى حرب، بمثابة نهاية فعل بتفكير مسبق. فالهجوم على آبار النفط أو على المنشأة النووية فى نطنز من شأنه أن يؤدى إلى تصعيد قاسٍ ونشوب حرب إقليمية شاملة لا يحمد عقباها»، ويتوقف عند لحظة التفكير بهذه العصابة من المجانين من اليمين المتطرف، ويحدد:
* أولًا: وقف القدرة الإيرانية

«من المهم أن نفهم أن ضرب المنشأة النووية الإيرانية لن يوقف القدرة الإيرانية على إنتاج قنابل نووية، بل فى أفضل الأحوال سيعيق الإنتاج ببضعة أشهر فقط».

* ثانيًا: المهمة الصعبة 
إن «إسرائيل وحدها لا يمكنها تدمير المنشأة النووية، المنتشرة فى بضعة مواقع فى عمق عشرات الأمتار فأكثر من تحت الأرض. وحتى لو جاءت الولايات المتحدة لمساعدتنا، فإن هذه مهمة صعبة جدًا على التحقق. 
* ثالثا: محور الشر الجديد: «روسيا والصين وايران».
الولايات المتحدة التى ترى فى النووى الإيرانى خطرًا عليها وعلى العالم كله، لم تخرج بنفسها إلى حرب لتدمير المنشأة النووية انطلاقًا من الفهم بأن هجومًا على إيران من شأنه أن يشعل حربًا عالمية مع محور الشر الجديد: «روسيا والصين وايران».

*رابعًا: اقتراحات  ترامب 
«اقترح علينا دونالد ترامب مهاجمة النووى الإيرانيى. وأنا أسأل ترامب: لماذا لم تهاجم أنت، عندما كنت رئيسًا للولايات المتحدة وتدمر المنشأة النووية الإيرانية، إذ إن قدرات دولتك تفوق بمئات الأضعاف قدرات إسرائيل؟ أنت تقدم لنا مشورة لم تتجرأ على تحقيقها بنفسك رغم قوتك، مشورة ترامب هى مشورة أحيتوبول، قبولها سيلحق ضررًا رهيبًا بإسرائيل ومن شأنه أن يؤدى إلى نقطة اللاعودة».

* خامسًا: التفكير  باليوم التالى

إن نتنياهو ويوآف جالانت وهرتسى هاليفى، يراهنون على مجرد وجود إسرائيل، فبقرار غير حكيم واحد من شأنهم أن يشعلوا نارًا متعددة الجبهات فى كل الشرق الأوسط، هم لا يفكرون للحظة باليوم التالى. هم يعيشون سكرة أحاسيس بلا أى تفكر ويستمتعون بريح إسناد من جانب كثيرين ممن لا يفهمون الواقع المتشكل حولهم. عندما تضربنا الكارثة سيكون قد فات الأوان.
* سادسا: الهروب
«هرب الثلاثة من مسئوليتهم عن اليوم الأكثر سوادًا فى تاريخ إسرائيل فى 7 أكتوبر 2023، هكذا سيهربون من مسئوليتهم حين تنهار إسرائيل فى حرب استنزاف متعددة الساحات».
* سابعًا: المجانين الثلاثة

إن «هؤلاء المجانين الثلاثة يتخيلون أنهم قادرون على أن يقضوا على حماس وحزب الله ويقضوا على حكم آيات الله فى إيران. المصابون بجنون العظمة غير مستعدين لأن يقبلوا أى تسوية كى يحرروا المخطوفين، مع أن جالانت وهاليفى يتحدثان عن تحرير المخطوفين، لكن طريقة عملهما فى الميدان تدل على أن كل هذا ظاهرى».


* ثامنًا: وضع الحرب فى الشرق.. مع الاستنزاف 
نتنياهو- السفاح المتطرف- ويوآف جالانت وهرتسى هاليفى، يريدون تحقيق كل شىء بواسطة الضغط العسكرى، وفى نهاية اليوم لن يحققوا شيئًا. يضعون إسرائيل على عتبة أشكال من الحدث الأمنى والعسكرى:
* 1:
انفجار شامل فى الشرق الأوسط حين سيقاتلنا كل العالم العربى المعادى لنا بذروة القوة التى تحت تصرفه، فى ظل إطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية إلى مراكزنا السكانية.
* 2:
استمرار حرب الاستنزاف.

* سردية  المحرقة  الصهيونية فى غزة ولبنان

بينما كتب اللواء المتقاعد فى الجيش الإسرائيلى إسحاق بريك.. والباحث والمحلل الأردنى إبراهيم علوش، فى الموقع الإلكترونى لفضائية الميادين، نجد ذات النظرة المتغيرة للحدث المتصاعد، بشكل بات يخرج من نطاق حرب الجبهات أو المعارك المحدودة، بل عادت الصورة إلى سردية الحرب بين مجازر وإبادة جماعية ومحارق يقودها السفاح نتنياهو وجيش الكابينت، والمجانين الثلاثة معًا. 
يلفت د. علوش إلى  أن النفس التصعيدى لحكومة- السفاح نتنياهو- لم يكن بغرض التهويل فقط أو بدوافع شخصية تتصل ببقاء حكومته فحسب، وأن فرص اندلاع الحرب الشاملة تزداد ضراوةً، كما أوحى جو تقارير مراكز أبحاث أمريكية وغربية شتى.  

.. ويرى المحلل:
جرت الإشارة، إلى أن ذلك يتصل بأمرين متلازمين:

* أ - الخطر الوجودى الذى يشعر به صناع القرار فى الكيان الصهيونى، وذلك على الضد من احتجاجات أهالى الأسرى فى غزة وداعميهم الذين يتناولون مسائل الأمن القومى الصهيونى من منظور فردى ضيق قصير المدى، هو الإفراج عن أقربائهم فى صفقة تبادل.  وفى النهاية، ماذا يعنى مصير 100 أسير مقابل مستقبل الكيان ذاته؟!
* ب - الجرح النرجسى الذى ألمّ بالعقل الجمعى الصهيونى القائم على فكرة «التفوق» على «الأغيار» من سائر الأمم، سواء انبثق ذلك الشعور بالتفوق من المرجعية التلمودية والمنظومة الثقافية للمستعمرين المستوطنين من متدينين وغير متدينين، أو من الإحساس بالتفوق تقنيًا وعسكريًا واستخباريًا، وبالتالى سياسيًا، كتحصيل حاصل للتفوق الأول، الذى يبيح اللجوء إلى كل وسيلة، مهما بلغت قذارتها، من أجل تجسيده هنا والآن، ليصبح الدنيوى مصداقًا للدينى فى أعين الأمم ودعوةً لتقديم فروض الولاء والطاعة إلى «الشعب المختار».

* نقطة التحول.. عملية «طوفان الأقصى»

يرى  الباحث أسن نقطة التحول، أن العالم، ونحن نعيش ما بعد مرور السنة الأولى على معركة، ذكراها السنوية الأولى، طوفان الأقصى، والتى «انتهكت»، من المنظور الصهيونى، الأرض العربية الفلسطينية المحتلة عام 1948، بصورةٍ مفاجئة وعنيفة، فأبادت فرقة غزة كاملة بين قتيلٍ وجريح وأسيرٍ وفار، وشردت 75 ألفًا من غلاف غزة حتى اليوم.

.. فى التركيز إشارات إلى فعاليات الجبهات المساندة، المقاومة:
* الجبهة اللبنانية:
حزب الله والمقاومة الإسلامية الفصائل على الأرض، التى عطلت الحياة الطبيعية تمامًا شمالى فلسطين المحتلة، والتى حولت نحو 100 ألف مستعمر مستوطن فى شمال فلسطين إلى نازحين، وأرسلت الهدهد وصواريخها ومسيراتها عميقًا فى جسد الاحتلال.

* جبهة اليمن:
أغلقت البحر الأحمر، وشطبت «إيلات»- أم الرشراش اقتصاديًا، وراحت ترسل صواريخَ ومسيرات إلى عمق الكيان الصهيونى وصلت إلى «تل أبيب» - ضاحية يافا.

* جبهة العراق:
لم تقصر بالإسهام فى جبهة الإسناد بصواريخها ومسيراتها، والتى أثخنت إحداها مثلًا قاعدة عسكرية للعدو فى شمال الجولان قبل أيام. 
* الجبهة السورية:
الحاضنة الصامدة- بحسب تحليل د. علوش- بالرغم من كل ما تعرضت له، والتى تظل عقدة مواصلات محور المقاومة وشرفته على خطوط التماس مع العدو الصهيونى.

 

* فى إيران هناك من طالب  بضرورة مراجعة العقيدة النووية!

بيانات التحليل الجيوسياسى الأمنى والعسكرى، تفسر كيف أن هناك من يضع عثرات فى طريق ومسار الحدث، الترقب الدولى، داخل إسرائيل- المنارة نتيجة الضربات الصاروخية الباليستية الإيرانية، ومع ذلك، الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، لم يرد، ويبدو أن الصراع تجاوز أى رد شكلى، فما أعلنه البرلمانى الإيرانى حسن على أخلاقى   عن أن 39 نائبًا وجهوا رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومى، يدعون فيها إلى إعادة النظر فى العقيدة النووية الإيرانية، يدل على تسوية، تبدو إعلامية ظاهرها العودة لأخلاقيات الحرب العادية أو الردع الممكن، ومع هذا التصور قال أخلاقى أميرى فى تصريحات لوكالة «إسنا» ووسائل إعلام إيرانية مستقلة وحكومية: «اليوم لم يعد بمقدور أى منظمة دولية وحتى الدول الأوروبية وأمريكا كبح جماح الكيان الإسرائيلى، لأن هذا الكيان المزور يرتكب أى جريمة، وعلى أساس ذلك كتبنا مع 39 نائبًا رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومى وقدمنا طلبًا لإعادة النظر فى العقيدة النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية».

عمليًا، فتوى للمرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى، حول تحريم الأسلحة النووية،  تعد بمثابة عقيدة دفاعية إيرانية، قائلًا إن «الفتوى فى مكانه لأنه فى فقه الإمامية، الشيعة للزمان والمكان دور فى تغيير الأحكام، حيث يمكن لأحكام ثانوية أن تحل محل أحكام أولية».

وأضاف: «إننا اليوم لا ينبغى أن ننظر فقط إلى أنفسنا، بل نحن كانت لدينا ادعاءات بشأن جبهة المقاومة ونحن متمسكون بها، واليوم هذه الجبهة تنظر بأمل إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، معربًا عن أمله فى أن يقوم مجلس الأمن القومى الإيرانى بمراجعة العقيدة الدفاعية.
فى ذات الحدث قال  مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز  إنه: لا يوجد دليل على أن إيران قررت بناء سلاح نووى، لكنه حذر من أن إيران قد تحتاج إلى «أسبوع واحد أو أكثر قليلًا» لإنتاج قنبلة نووية واحدة.

الدولة الإيرانية، ترى أن العقيدة النووية الإيرانية؛ تقوم على عدم إنتاج الأسلحة النووية واستخدامها، وأن البرنامج النووى الإيرانى «سلمى لاستخدامات مدنية».

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن كمال خرازى، وزير خارجية إيران الأسبق، الرئيس الحالى للمجلس الأعلى للعلاقات الخارجية الإيرانى، المعنى بتقديم المشورة للمرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى، لوح فى مايو الماضى، بأن بلاده ستضطر إلى تغيير العقيدة النووية فى حال أصبح وجودها مهددًا من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.

*.. وتركيا لها رؤيتها فى مسار الحرب

ما يمكن أن يلخص من التصريحات التركية، أن الرئيس أردوغان، وبالتالى الحكومة التركية، ستواصل الوقوف ضد إسرائيل،  وما نقل عدة مرات عن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن:

إسرائيل ستدفع عاجلًا أم آجلًا ثمن الإبادة الجماعية التى تواصل ارتكابها منذ عام فى قطاع غزة.
وعبر  منشور فى  منصة إكس X، لفت إلى أن «تركيا ستواصل الوقوف ضد الحكومة الإسرائيلية مهما كلف الثمن وستواصل دعوة العالم إلى هذا الموقف المشرف».
تابع أردوغان: «الموت لا ينحصر بالنساء والأطفال والرضع والمدنيين الأبرياء فى غزة وفلسطين ولبنان بل فى الوقت نفسه مات أيضًا النظام الدولى والإنسانية».
المهم فى تصريحات أردوغان قوله: «مثلما تم إيقاف هتلر عبر تحالف مشترك للبشرية سيتم إيقاف نتنياهو وشبكته الإجرامية بالطريقة ذاتها».

*.. بايدن يقبل التحدى.. وجالانت فى الهامش!

نظرة سريعة لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، نجد أن الجيش الإسرائيلى اعترف بمقتل 11 جنديًا وإصابة 168 آخرين من منذ بدء التوغل البرى المحدود عند الحدود  الفلسطينية اللبنانية، أو شمال دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية  مع لبنان، فلسطين المحتلة. 
بينما تتفاوت التقارير فى جبهة الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، فهى تتغير كل نصف دقيقة نتيجة اجتياح مخيمات غزة ورفح وجباليا وخان يونس، واليوم بنيت السواتر الترابية حول أشباه المخيمات التى يتشرد داخلها سكان القطاع، وفى العمق السياسى، يلعب السفاح نتنياهو، لعبته المثيرة للجدل، المكشوف النتائج، إذ إنه لجأ إلى أن يمنع جالانت من زيارة واشنطن.. ويضع شروطًا للقبول، فالسفاح 
يريد من جالانت التوسط لدى الرئيس بايدن لإجراء مكالمة معه، بايدن له أكثر من أسابيع يرفض الحديث المباشر مع السفاح، وأيضًا لوحظ ذلك عبر دبلوماسية الإدارة الأمريكية.

.. وفى المؤشر، استدعى رئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، نتنياهو عددًا من الوزراء إلى مشاورات مغلقة يعقدها فى مقر وزارة الأمن الإسرائيلية، فى تل أبيب، وامتنع عن الموافقة على زيارة وزير الدفاع يوآف جالانت، المقررة إلى واشنطن، وهى زيارة اتفق عليها لمناقشة حيثيات الجنون الإسرائيلى، الذى يخطط لحرب، وليس ضربة عاجلة على إيران، وإذا ما سميت  العملية ضد إيران ب «الضربة-
الرد» فالتقارير الإخبارية، وأعمال مراكز الأبحاث الأمنية الأوروبية والأمريكية، تؤكد أن المشاورات العسكرية والأمنية عقدت بمشاركة عدد محدود من الوزراء، بمن فيهم جالانت، الذى كان من المقرر أن يزور الولايات المتحدة الأمريكية، فى وقت لاحق  وشارك فى نقاش الرد، قادة الأجهزة الأمنية، فى إطار المداولات التى تعقد لبحث كيفية الرد على الهجوم الإيرانى، فيما تسعى تل أبيب للحصول على دعم واشنطن للرد المحتمل.
ولم تصادق الحكومة على زيارة جالانت القصيرة المقررة لواشنطن، والتى تهدف إلى تعزيز التنسيق بين إسرائيل والإدارة الأمريكية، فى ظل الاستعداد للرد الإسرائيلى على هجوم الصواريخ الباليستية الإيرانى.
من جانبها اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تعطيل موافقة نتنياهو على الزيارة، صدم الأمريكيين، وهو يهدد بإلغائها.
.. وهى تقول، إن السفاح نتنياهو وضع شرطين للسماح بالزيارة:
* الشرط الأول: موافقة البيت الأبيض على إجراء مكالمة بينه وبين الرئيس الأمريكى جو بايدن، بعد أسابيع من القطيعة. 
* الشرط الثانى: مصادقة الكابينت على العمليات العسكرية المستقبلية.  
وذكرت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن نتنياهو «يخشى أن يمنح جالانت مكاسب سياسية لدى بايدن، ويريد أن يظهر لقاعدته فى حزب الليكود، أنه يمنع جالانت من التنسيق مع الأمريكيين». ولفتت إلى «صدمة لدى واشنطن من سلوك نتنياهو، ليس فقط على خلفية خلافه مع جالانت، بل تعكس أزمة أكبر بين نتنياهو وإدارة بايدن».
وأشار التقرير إلى أن «الأمريكيين هم من دعوا جالانت، الذى يعتبرونه رجل الاتصال والتنسيق بشأن الحرب». وأفاد بأن جالانت كان قد نسّق رحلته مع مكتب نتنياهو، موضحًا أن «الهدف الرئيسى للزيارة كان الحصول على الدعم الأمريكى، الذى تحتاجه إسرائيل للرد على إيران، وذلك من خلال إبراز استعداد واشنطن لاستخدام القوة فى الشرق الأوسط، لمنع إيران من الرد على الهجوم الإسرائيلى المرتقب».

غالبًا، فرض صراع المجانين، أن شكل ومضمون الرسالة التى سينقلها جالانت إلى واشنطن، بحسب المصادر الإسرائيلية، تشدد على «ضرورة توجيه ضربة لإيران، ولكن ينبغى أن يتم ذلك بأفضل طريقة ممكنة، من خلال تنسيق كامل مع الجانب الأمريكى، الذى تتوقع إسرائيل أن يظهر القوة فى المنطقة، من خلال إرسال المزيد من القوات وحاملات الطائرات، وتعزيز التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة».
وأشارت الصحيفة إلى أن «إسرائيل لا تتوقع أن تشارك الولايات المتحدة فى الهجوم، خصوصًا فى فترة الانتخابات، لكنها تتوقع أن تكون إلى جانبها، فى حال ردت إيران على الهجوم بصواريخ إضافية، خاصة فى إطار التحالف الدولى الذى تم تشكيله خلال الحرب، وساهم بشكل كبير فى التصدى لهجومين سابقين من إيران».
كما كان من المفترض أن يطلب جالانت من المسئولين الأمريكيين، مساعدة إسرائيل بالحصول على المزيد من الأسلحة، وخاصة بطاريات دفاع جوى إضافية ضد الصواريخ الإيرانية، وأنظمة دفاعية يمكن أن تدعم منظومة الدفاع البرية والبحرية «حيتس». كما سيطلب تزويد إسرائيل بالأسلحة الثقيلة، التى تأخرت بسبب الحرب على غزة. كذلك، سيطلب من واشنطن مساعدة استخباراتية. 
وبحسب التقرير، «لا تعانى إسرائيل فى الوقت الحالى من نقص فى الأسلحة، لكن وزارة الأمن تسعى للاستعداد للعمليات المستقبلية للتصعيد المحتمل، بما فى ذلك سد أى فجوات قد تنشأ فى حال اندلاع حرب أوسع».
.. وهذا هو ما يتم الرهان عليه أوروبيًا، أى كسر شوكة الدعم العسكرى اللوجيستى، لا الرضوخ الأمريكى لمطالب إسرائيل، فيما اعتبر أن الوصاية الأمريكية على السفاح نتنياهو، صعبت أن توقف الحرب، سواء فى غزة أو لبنان.

 

* هل ممكن أن تنجح إيران فى رد الضربات؟ 
تقول إيران، إنها تراهن على هزيمة دولة الاحتلال الإسرائيلى برّيًا.


.. ويأتى ذلك فى وقت يصرّ السفاح نتنياهو  على الادعاء بأنه يسعى إلى تغيير وجه المنطقة، وفق جنون خطابه الذى أطلقه بعد تقييمات أمنية وعسكرية وسياسية للضربة التى سيتم توجيهها ضد إيران، هو خطاب يرقى إلى مستوى مشابه لإعلان الحرب. أصبحت الضربة مؤكدة، ولكن من غير المعروف حجمها ومداها وتداعياتها أو ردود الأفعال الإيرانية عليها. سيكون هناك احتمالان، إما أن تتدرج المواجهة فى سياق الضربات والضربات المضادة، أو أن تنجح الولايات المتحدة فى لجم طهران عن الردّ وتحييدها، فى مقابل تفرّغ الإسرائيليين للحرب على لبنان.
.. والذى يتبع التحليل أمنيًا وسياسيًا تفكير إيران، أنها تمتلك  هناك قناعات  واضحة أن  السفاح نتنياهو يتدرج فى حربه بين الساحات للوصول إلى قلب طهران فى النهاية.
.. وماذا بعد ذلك:
تجمع المصادر كافة، أن هناك تخوفًا من وضع خطّة واضحة مدعومة أمريكيًا، للمضى قدمًا فى مساره الذى بدأه فى غزة وانتقل بعده إلى لبنان، وسينتقل فيما بعد إلى أماكن أخرى، وهذا هو محكم خطط السفاح التى لا يريد أن يترك لها بعض الهوامش، التى تأتى من قوى الجبهات التى تتكاثر أمنيًا وعسكريًا فى مسار حربى موحد تقريبًا.

عمليًا، ومنذ تتوالى الأحداث بين ساحة جبهة غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والجنوب اللبنانى، والعراق واليمن، من الطبيعى أن يتغير شكل الصراع بالنسبة إلى إيران، حالة انتظار ضربة- رد قادم دون تأكيد طبيعة، لهذا وضعت إيران، التى كانت تعتبر أن حلفاءها ضمن محور المقاومة هم خطّ الدفاع الأول عنها، وهم العماد الأساسى لتوسيع نفوذها وبسطه فى الشرق الأوسط. بينما اليوم تجد طهران نفسها مضطرة للتدخل وإطلاق الصواريخ وتفعيل الجبهات للدفاع عن حلفائها فى المحور. وبحال لم تقدم على ذلك، فإن الضربات ستطولها. وبذلك تخسر إيران أوراق قوتها فى المنطقة، وتجد نفسها فى مكان تحتاج فيه للدفاع عن نفسها بنفسها. أى أصبحت إيران فى الواجهة وفى مقدمة الأحداث.
ولذا، ينقسم المشهد فى المنطقة إلى قسمين حاليًا، القسم الأول له علاقة بإيران نفسها والتى يصفها نتنياهو كرأس الأخطبوط، وسط دعوات إسرائيلية لضرب هذا الرأس بدلًا من ضرب الأذرع. والمشهد الثانى هو الحرب المستمرة على غزة ولبنان. 
طريقة الردّ الإيرانى فى أبريل أو فى أكتوبر، فضحت قدرات طهران العسكرية، وأنها لا تمتلك التكنولوجيا اللازمة لإلحاق خسائر كبيرة بإسرائيل، تستعيد من خلالها التوازن معها.. أو أنها تمتلك المقدرات ولكنها لا تمتلك القرار. وبكلتا الحالتين، تشجّعت إسرائيل على مواصلة عملياتها القاسية، وأعطت دفعًا لنتنياهو للاستمرار فى توجيه الضربات. ما وضعه فى مكان غير قابل للارتداع. وهو حصل على قوة دفع من المرشح الرئاسى دونالد ترامب، الذى دعاه إلى ضرب المشروع النووى الإيرانى. 
.. بين حدث وآخر، رهانات حزب الله وحركة حماس، والحرس الثورى الإيرانى، نظراتهم الجدّية، فى كل جبهة، هو على صمود كل الفقراء، حزب الله فى الميدان جنوبًا وفى بيروت، حركة حماس، غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، عدا الفصائل الفلسطينية، مع نظرية تعظيم خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلى، ما يعزز من خيار مفاوضات وقف النار، وهذا تصور اعتيادى، غير قابل للمنطق، بعد مجازر الاحتلال المشهودة؛ لهذا تتجنب إيران الدخول فى صراع مباشر مع دولة الاحتلال الإسرائيلى فى هذا التوقيت، فهى لا تريد اللعب مع المجانين، وتترك ذلك  لصمود تضحيات  حزب الله، وحركة حماس والفصائل الفلسطينية فى كل مكان، ما  يجعل  الإسرائيليين، تحت مرمى السلاح، وبالتالى بعض الخسائر نتيجة أن لوجيستيات دولة الاحتلال مختلفة،  عمليًا، أيضًا ترنو إيران لمرحلة عسكرية موحدة: فى ربط جبهة غزة بلبنان. ما تراه أنه سيدفع الأمريكيين إلى فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل.
أما بحال لم يصمد الحزب فى المعركة البرية، فسيؤدى ذلك إلى ثلاثة احتمالات، وفق تحليلات لبنانية، وهى احتمالات قابلة للتشكل أو التبادل، وهى ضمن:
* التحدى الأول:
توسع العملية البرية، الاجتياح المضاد، بعد انهيار خطوط الدفاع والوصول إلى عمق لبنان، وربما بيروت، ما سيعيد الأذهان إلى تجربة العام 1982. أو يتمركز فى منطقة جنوب نهر الليطانى تحت عنوان العمل على «تنظيفها»، والتأكد من عدم وجود منصات إطلاق صواريخ أو مخازن أو أنفاق.
* التحدى الثانى:
التحرك الدبلوماسى، مع الدولة اللبنانية، واتفاق حزب الله، التشاور مع حركة حماس لتطبيق القرار 1701 تحت الفصل السابع.
* التحدى الثالث:  الإصرار على إبقاء عسكرى إسرائيلى فى الجنوب لضمان «أمن إسرائيل». وهو ما يعنى إعادة لبنان 40 سنة إلى الوراء، على حدّ تعبير وزير الأمن الإسرائيلى يوآف جسالانت، وهو تصور وتصعيد خطير نظرًا لغياب الإدارة الأمريكية الدبلوماسى والسياسى المؤثر، وهو غياب مقصود فى هذه المرحلة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، تريد تهيئة ملف مفاوضات مستحيلة، يؤجل لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهذا الأمر بات مكشوفًا تمامًا، سواء ظهر الرد الإسرائيلى، أو غاب، أو تماسك حزب الله أو تحلل، وحركة حماس، التى ما زالت فى صراع مدمر مع الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.


*.. والمجتمع الدولى.. تخوف من الغزو والحرب البرية


بين جهد وآخر تتكرر تبعات وأشكال الحرب التى ما زالت تمارس فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، ووفق الجهود الدولية، يعقد مجلس الأمن الدولى غدًا الخميس جلسة طارئة لبحث تطورات الأوضاع فى لبنان فى ضوء التصعيد المتواصل بين العدو الإسرائيلى وحزب الله. هى الجلسة الثالثة التى يعقدها مجلس الأمن بناء على طلب فرنسى، ولكن الجلستين الماضيتين لم يصدر عنهما أى قرار. يعوّل لبنان على الاتصالات الدولية والدبلوماسية للوصول إلى وقف لإطلاق النار، لا سيما أن الحكومة أعلنت عن استعدادها الالتزام بالقرار 1701 وإرسال الجيش إلى الجنوب. وتأتى جلسة مجلس الأمن بعد مشاورات دورية عقدتها الدول الأعضاء وجرى فيها تقديم تقرير حول آخر تطورات الوضع فى لبنان. وخلال هذه المشاورات حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من خطورة الأوضاع فى لبنان، ورحب بقرار مجلس الوزراء بزيادة عدد القوات المسلّحة اللبنانية لتعزيز سيطرتها على كل الأراضى اللبنانية. كما أكد جوتيريش، أهمية زيادة الدعم الدولى للقوات المسلحة اللبنانية ومؤسسات الأمن الحكومية من أجل استقرار لبنان، ومن أجل الوصول إلى أن ينحصر السلاح بيد الدولة، وقال: «أواصل تشجيع الجهات الفاعلة اللبنانية على تنشيط الجهود لإقامة حوار وطنى شامل لمعالجة القضايا العالقة».

.. أيضًا، وفى سياق متصل، بدورها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الأربعاء عن أن باريس ستعقد اجتماعًا وزاريًا دوليًا بشأن الأزمة فى لبنان فى 24 أكتوبر، وسيركز على الوضع السياسى الداخلى والمساعدات الإنسانية وسط تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله. وأشارت الوزارة فى بيان إلى أن الاجتماع سيركز أيضًا على العمل على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية فى الوقت الذى تحاول فيه الدول إقناع الجانبين بقبول وقف إطلاق النار. وقال بيان الخارجية الفرنسية: «سيجمع هذا المؤتمر الوزارى الدول الشريكة للبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدنى. وسيكون هدفها تعبئة المجتمع الدولى للاستجابة لاحتياجات الحماية والإغاثة الطارئة لسكان لبنان وتحديد سبل دعم المؤسسات اللبنانية، ولا سيما القوات المسلحة اللبنانية، الضامنة للاستقرار الداخلى فى البلاد». وأضاف: «فى مواجهة أزمة سياسية وإنسانية خطيرة وعميقة، ستذكّر فرنسا من خلال هذا المؤتمر بالحاجة الملحة إلى وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل دبلوماسى على أساس قرار مجلس الأمن رقم 1701 والسماح بالعودة الآمنة للنازحين فى إسرائيل كما فى لبنان».

رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز وصف الهجوم الإسرائيلى على لبنان بأنه «غزو»، قائلًا إنه لا يمكن للمجتمع الدولى أن «يبقى غير مبالٍ» إزاء هذا الوضع، وأعرب عن أسفه «لعدم وجود توافق» حول الموضوع داخل الاتحاد الأوروبى. وأكد خلال نقاش فى البرلمان أنه «من الواضح أنه حصل غزو من دولة أخرى لدولة ذات سيادة مثل لبنان، ولا يمكن للمجتمع الدولى أن يبقى غير مبالٍ».
وفيما رأى رئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى أن الحرب فى لبنان من الممكن أن تطول، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائى، إن وزير الخارجية عباس عراقجى «أجرى مباحثات مفيدة وبناءة مع نظيره السعودى، بشأن آخر التطورات فى المنطقة خاصة فى غزة ولبنان». وأضاف: «وطالب الجانبان بوقف الحرب ضد غزة ولبنان، وأكدا أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى النازحين».

* رسالة من الملك عبدالله الثانى إلى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى


.. فى أجندة الجهود العربية والدولية المشتركة، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، اليوم الأربعاء، فى قصر الاتحادية، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين أيمن الصفدى، الذى نقل تحيات جلالة الملك عبدالله الثانى إلى فخامته، وكان الوزير الصفدى ينقل رسالة سياسية أخوية ثنائية، أكدت عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، وتناولت سبل التنسيق والتشاور الأردنى المصرى المشترك، خصوصًا إزاء المساعى المبذولة من البلدين لوقف التصعيد الذى تشهده المنطقة جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
وحمل الرئيس عبدالفتاح السيسى الصفدى تحياته وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثانى، وأكد اعتزاز مصر بالمستوى المتقدم الذى وصلت إليه العلاقات مع الأردن فى جميع المجالات.
وجرى خلال اللقاء- بحسب بيان وزارة الخارجية الأردنية- والذى حضره وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى، تأكيد عمق العلاقات التاريخية التى تجمع البلدين الشقيقين، والحرص المشترك على توسيع آفاق التعاون فى مختلف المجالات، وبما يخدم المصالح الأردنية المصرية وتطلعات الشعبين الشقيقين نحو المزيد من التطور والتنمية.
كما جرى بحث الجهود الأردنية المصرية المشتركة لإنهاء التصعيد الخطير الذى يهدد الأمن والسلم فى المنطقة وإطلاق جهود دولية فاعلة للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة ولبنان، ووقف الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية الخطيرة فى الضفة، وضمان إرسال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى القطاع ولبنان.
كما جرى التأكيد على أن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة.
.. فى الحدث تشعبات وتداخلات سياسية وأمنية، التعنت الإسرائيلى يواجهه بتعنت أمريكى، إذ تترفع الإدارة الأمريكية عن الضغط على حكومة السفاح نتنياهو، المتطرفة، التى تتأهب وسط الصمت الدولى وغياب فاعل للأمم المتحدة والمنظمات والقوى المختلفة فى العالم، إلى تصعيد ربما يجر العالم نحو خيارات، أقلها حرب طويلة المدى.. وهذا ما سيحدث وفق مؤشرات يتبادلها الإيرانيون والأمريكان والإسرائيليون، وربما تمتد إلى محاور الإسناد والمقاومة.