رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مَن هو جوزيه ساراماجو الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

جوزيه ساراماجو
جوزيه ساراماجو

102 عام مرت على ميلاد الروائي جوزيه ساراماجو، الذي ولد في 16 نوفمبر لعام 1922، بإحدى قرى البرتغال، ثم انتقل مع عائلته إلى لشبونة، وعلى الرغم من كونه تلميذًا جيدًا، إلا أنه انتقل إلى مدرسة مهنية وهو في سن الثانية عشرة لعجز أهله عند دفع تكاليف دراسته.

وبعد تخرجه، عمل جوزيه ساراماجو ميكانيكي سيارات لمدة عامين، وفيما بعد أصبح مترجمًا، ثم صحفيًا، وحتى أصبح مساعد رئيس تحرير صحيفة "دياريو دي نوتيسياس"، وهو المنصب الذي اضطر لتركه بعد ثورة القرنفل، وبعد فترة من عمله كمترجم تمكن من إعالة نفسه والتفرغ للكتابة.

لم يحقق ساراماجو الشهرة ولم يُعرف عالميًا حتى بلغ سن الستين، بالتزامن مع نشر روايته الرابعة "Memorial do Convento"، وتدور أحداثها في محاكم التفتيش خلال القرن الثامن عشر في لشبونة، وتحكي قصة حب بين جندي مشوه وعرافة شابة، كما أنها تحكي عن قس متمرد يحلم باختراع آلة للطيران، وعندما تمت ترجمة هذه الرواية في عام 1988 تحت مسمى "Baltasar and Blimunda" لفتت أنظار القراء حول العالم.

وفي عام 1969 انضم ساراماجو إلى الحزب الشيوعي البرتغالي وظل عضوًا فيه حتى نهاية حياته، وقد كان باعترافه الشخصي متشائمًا، وأثارت آراؤه الكثير من الجدل في البرتغال، وبخاصة بعد نشر روايته "الإنجيل يرويه المسيح".

أعمال جوزيه ساراماجو

وتستعرض مؤلفات جوزيه ساراماجو، التي يمكن اعتبار بعضها "أمثولات"، أحداثًا تاريخية من وجهة نظر مختلفة تركز على العنصر الإنساني، وبيعت أكثر من مليوني نسخة من أعماله في البرتغال وحدها وتمت ترجمة أعماله إلى 25 لغة، وبما أنه كان أحد مؤيدي الشيوعية اللاسلطوية، فإنه كان عرضة للنقد من قِبل بعض المؤسسات مثل الكنيسة الكاثوليكية، الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، والتي عارضهم في الكثير من القضايا.

روايات ساراماجو عادة ما تطرح سيناريوهات مدهشة، ففي روايته "الطوف الحجري" التي ألفها عام 1986، فإن شبه الجزيرة الإيبيرية تنفصل عن بقية أوروبا وتُبحر في المحيط الإطلسي، وفي رواية ''العمى'' 1995، نجد دولة بكاملها لا نعلم اسمها تُصاب بوباء غامض العمى الأبيض، أما روايته ''انقطاعات الموت'' تجري أحداثها في بلد ينقطع الموت فجأة عن كل قاطنيه، لنرى التبعات الروحية والسياسية المترتبة على هذا الأمر، على الرغم من كون الرواية تنتقل من المنظور الكلي أو الإجمالي للمنظور الشخصي.

ويطرح جوزيه ساراماجو موضوعات جادة ويتعاطف مع الوضع الإنساني والعزلة الناتجة من حياة المدن الحديثة، والشخصيات في أعماله تعاني في حاجتها للتواصل مع الآخرين وتكوين العلاقات والترابط كمجتمع واحد، وأيضًا مع حاجتهم للاستقلالية، وإيجاد الغاية والكرامة خارج البنى السياسية والاقتصادية.

ساراماجو وجائزة نوبل 

وفي عام 1998 حصد جوزيه ساراماجو جائزة نوبل للآداب، إذ قامت الأكاديمية السويدية باختياره، وجاء الإعلان بشكل مفاجئ له ولرئيس تحريره، لأنه كان على وشك السفر إلى ألمانيا لحضور معرض فرانكفورت للكتاب، وأشادت لجنة نوبل "بالأمُثولات والحكايا الرمزية التي تفرضها مخيلته، بالإضافة للتعاطف والسخرية في أعماله"، بالإضافة لاتباعه "الأسلوب التشكيكي الحديث" فيما يتعلق بالحقائق الرسمية.

عاش ساراماجو في المنفى في الجزيرة الإسبانية لانزاروت (جزر الكناري)، وبقي فيها حتى وفاته عام 2010، وواصل الكتابة حتى آخر لحظة في حياته، وآخر عمل نشر له كانت رواية "المنور" التي نشرت عام 2011 أي بعد رحيله.