الصين تحث على "حوار بناء" بشأن تغير المناخ فى عهد ترامب
دعت الصين الولايات المتحدة إلى الانخراط في "حوار بناء" لمعالجة قضايا تغير المناخ في المستقبل، في انتقاد وصفته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، بالمبطن لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب المقبلة خلال قمة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب- 29"، الذي تستضيفه أذربيجان حاليًا.
ونقلت الصحيفة- في سياق مقال تحليلي كتبه مراسلها في باكو- عن ليو تشن مين، مبعوث المناخ الصيني، قوله في باكو إن "بكين تأمل أن يستمر تعزيز التعاون بشأن العمل المناخي العالمي بين أكبر اقتصادين في العالم"، وذلك على هامش حدث رفيع المستوى شهد حضور جون بوديستا، كبير دبلوماسيي المناخ للرئيس الأمريكي جو بايدن، وحث ليو تشن واشنطن على اتخاذ إجراءات بشأن غاز الميثان وغيره من الملوثات الفائقة.
وعلى النقيض من موقف الرئيس الأمريكي القادم ترامب، الذي وصف تغير المناخ بأنه خدعة، قال ليو تشن إن الصين "ملتزمة بشدة" بتحسين ضوابطها على غاز الميثان وغيره من الملوثات غير ثاني أكسيد الكربون.
وأضاف- في كلمة موجهة إلى كبار الشخصيات الحاضرين وسط تصفيق حار- "تغير المناخ أصبح الآن تحديًا عالميًا ملحًا يتطلب استجابة جماعية من المجتمع الدولي".
معالجة انبعاثات الميثان الهاربة
وفي المقال، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن معالجة انبعاثات الميثان الهاربة أو المشتعلة، وهي المكون الرئيسي للغاز وأكاسيد النيتروز والهيدروفلوروكربونات، لا تزال أسرع طريقة للحد من الاحتباس الحراري العالمي، حيث تحتفظ الجزيئات بحرارة أكبر من ثاني أكسيد الكربون على الرغم من عمرها الأقصر.
وهدد ترامب بعكس عقود من التقدم الأمريكي بشأن تغير المناخ، بما في ذلك إزالة الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس للأمم المتحدة، والاتفاقية التي تدفع التعاون المناخي العالمي بين البلدان وإصلاح قواعد عصر بايدن للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتابع تشن مين، الذي تولى المنصب في وقت سابق من هذا العام بعد تقاعد سلفه، أن "التعاون بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز العمل المناخي كان فعالًا على مدار العام الماضي"، وشكر نظيره الأمريكي جون بوديستا، الذي أكد، بدوره، أن الولايات المتحدة وافقت على سن قانون جديد لفرض ضريبة جديدة على مصدري غاز الميثان في الولايات المتحدة تنطبق على كبار منتجي النفط والغاز، على الرغم من وجود مخاوف من أنها قد تتعرض لضغوط من إدارة ترامب القادمة في سعيها لإضعاف اختصاص وكالة حماية البيئة.
لكن بوديستا قال: "إن الزخم العالمي وراء خفض الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي غير ثاني أكسيد الكربون قوي ومتزايد وأصبح أكبر من جهود أي دولة بمفردها، غير أن الأمر سوف يتطلب تعاونًا جماعيًا لتصحيحه من أجلنا ومن أجل أطفالنا"، مؤكدًا بأن "الفشل ليس خيارًا"، على حد قوله.
وبحسب "فاينانشيال تايمز" فإن تعليقات تشن مين كشفت عن التحول في الجغرافيا السياسية مع تباعد الاستجابات الوطنية لتغير المناخ. وخلال خطابه الرئيسي كمضيف للقمة، قال الرئيس الأذري إلهام علييف إن بلاده كانت ضحية "حملة مدبرة جيدًا من التشهير والابتزاز"، ووصف احتياطيات بلاده من النفط والغاز في السابق بأنها "هدية من الله"، لكنه أخبر مندوبي "كوب- 29" بأنه سيكون "مدافعًا قويًا عن التحول الأخضر".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الصين، باعتبارها أكبر مصدر للانبعاثات في العالم إلى جانب الولايات المتحدة، تتعرض بالفعل لضغوط لتولي دور قيادي في العمل المناخي بعد نتائج الانتخابات الأمريكية، ولذلك دافعت بكين عن نفسها بأنها تعمل، خاصة بعدما تعرضت في السنوات الماضية لانتقادات؛ بسبب عرقلتها المفاوضات العالمية بشأن تغير المناخ، على تعزيز استخداماتها للطاقة المتجددة وتنفيذ تدابير لمعالجة الانبعاثات، مع توقعات بأن تمتلك الصين أكثر من نصف الطاقة المتجددة في العالم بحلول نهاية العقد.
وفي عام 2023، أطلقت الصين قدرًا من الطاقة الشمسية أكبر، مما فعله العالم بأسره في العام السابق، مع بناء محطات عديدة لطاقة الرياح، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، كما تتزايد التوقعات بأن انبعاثات البلاد قد تبلغ ذروتها قبل سنوات من هدفها لعام 2030.
تعليقًا على ذلك، قال تشن مين إن الصين كانت "متأخرة نسبيًا" في جهودها لمعالجة انبعاثات الميثان مقارنة بالدول المتقدمة، لكنه أضاف أن بكين "تبحث الآن بنشاط" عن القيام بذلك.
وأضاف أن الشركة بذلت "جهودًا مكثفة" على مدار العام الماضي في هذا الملف.