رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سحر الفراعنة.. أسرة مُمول التنقيب عن مقبرة توت عنخ آمون فى ضيافة الدستور

اللورد جورج هيربرت
اللورد جورج هيربرت

اللورد جورج هيربرت:  جدى صمم على بقاء جميع الكنوز داخل مصر

كشف اللورد جورج هيربرت، حفيد اللورد إيرل كارنارفون الخامس، ممول بعثة التنقيب عن مقبرة توت عنخ آمون، رفقة الأثرى البريطانى هوارد كارتر، عن سر حب وشغف جده الأكبر بمصر والآثار المصرية. 

وتحدث «هيربرت»، فى حواره التالى مع «الدستور»، عن تفاصيل زيارة جده الأولى إلى مصر، وكيف التقى «كارتر»، وانطباعه عندما شاهد كنوز مقبرة توت عنخ آمون لأول مرة، فضلًا عن استقبال المصريين لوفاته.

■ ما سر شغف جدك إيرل كارنارفون الخامس بمصر القديمة؟

- زار جدى الأكبر إيرل كارنارفون الخامس مصر لأول مرة عام ١٨٩٨، ثم تكررت الزيارات، قبل أن يتقدم بطلب للحصول على امتياز للتنقيب فى وادى النبلاء عام ١٩٠٦.

وجد شغفه فى مصر القديمة والاستمتاع بالعمل فى مصر، وكان يعود إلى بريطانيا لمدة من ٣ إلى ٤ أشهر كل عام، وتوفى فى أبريل ١٩٢٣، ما أثار حزنًا كبيرًا فى مصر وإنجلترا. فى الواقع كانت الصحف المصرية مطبوعة جميعها بشريط أسود حزنًا عليه.

جدى اعتبر أن كل شىء تم اكتشافه فى مقبرة توت عنخ آمون يجب أن يبقى فى مصر. وبعد وفاته دفعت أرملته «ألمينا» تكاليف عمليات حفر المقبرة، من قبل أفضل الخبراء فى ذلك الوقت، قبل أن تُسدد لها الحكومة المصرية جزءًا من التكلفة لاحقًا يبلغ ٣٦٠٠٠ جنيه إسترلينى.

■ متى تعاون جدك مع هوارد كارتر؟ 

- قُدم اللورد كارنارفون إلى هوارد كارتر عام ١٩٠٩، من قِبل الأستاذ جاستون «مدير مصلحة الآثار المصرية آنذاك»، ثم وظف اللورد كارنارفون «كارتر»، وخلال العام التالى ساعده فى بناء منزل أُطلق عليه اسم «قلعة كارتر». زار هوارد كارتر اللورد كارنارفون وأقام معه، فى قلعة «هايكلير» فى بريطانيا، عدة مرات خلال الصيف والخريف التاليين، بينما كان اللورد يخطط لحفرياته.

■ كيف تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون؟

- كان اللورد كارنارفون وهوارد كارتر مقتنعين بأن مقبرة الفرعون من الأسرة الـ١٨ توت عنخ آمون لم يتم العثور عليها بعد، ويعلمان أنه حكم لمدة ٩ سنوات تقريبًا. كما عرف اللورد كارنارفون عالم الآثار الفرنسى جورج لوجرين، الذى وجد تمثالًا لتوت عنخ آمون وزوجته عنخ إسن آمون فى الأقصر، وكان من الواضح أن توت عنخ آمون حكم فترة كافية ليترك خلالها آثارًا له. فى يناير ١٩١٤، حصل اللورد كارنارفون أخيرًا على امتياز العمل فى وادى الملوك، وتم وقف العمل ثم استئنافه فى عام ١٩١٩. وعندما وجد المقبرة أدرك أنها غير عادية للغاية، كانت تتجاوز أى شىء يمكن يتصوره على الإطلاق، فتيقن أنها جزء من التاريخ المصرى وحدث إعلامى عالمى.

■ ما كان انطباعك عندما زرت مقبرة توت عنخ آمون فى الأقصر؟ 

- إنه شعور بالدهشة. المقبرة شىء صغير جدًا مقارنة بالحضارة المصرية القديمة. ونحن ننتظر افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يضم العديد من متعلقات توت عنخ آمون، ونأمل أن يثرى فهم الجميع لحضارة مصر الرائعة.

زوجة الحفيد:كان رجلًا شريفًا طيبًا ولولاه ما اكتشفت المقبرة 
تحدثت إلينا كذلك الليدى كارنارفون، زوجة اللورد جورج هيربرت، صاحبة كتاب «الإيرل والفرعون.. من دير ريال دانتون إلى اكتشاف توت عنخ آمون»، الأكثر مبيعًا فى ٢٠٢٢.
وقالت الليدى كارنارفون عن السر الذى دفعها لكتابة هذا الكتاب: «لم يكتب أحد عن اللورد كارنارفون، والذى لولاه، لم يكن العثور على مقبرة توت عنخ آمون ممكنًا على الإطلاق. لقد كان الشخصية الرئيسية فى هذا الحدث العالمى، وهو رجل شريف طيب بذل قصارى جهده لتحقيق الاكتشاف».
وأضافت: «يمكن أن نقتبس من الصحف المصرية، وقت وفاة اللورد كارنارفون، حول دوره فى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. لقد وصفته الصحف المصرية وقتها بأنه رجل محسن لمصر، وتمت الإشادة به كثيرًا».
وواصلت: «أسهم هذا الرجل فى جذب مئات الآلاف من الجنيهات إلى مصر، من خلال جذب عدد لا يحصى من السياح لرؤية مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها الفريدة. وكتبت إحدى الصحف المصرية أنه أسهم بآلاف الجنيهات من جيبه الخاص لاكتشاف هذه المقبرة».
وأكدت أن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون غير نهج العالم الغربى ونظرته للحضارة المصرية القديمة، مضيفة: «بالنسبة لمن يبحثون عن نسخة من الحياة الآخرة، فإن مصر رسمت الرحلة بالألوان».
وتابعت: «تجمع مقبرة توت عنخ آمون بين أفق الحياة والموت، وتظهر لنا كيف عاش الملك فى تلك اللحظات بالذات، وما الذى كان يهتم به، وما الذى كان يعتز به. وبالتالى، على عكس الاكتشافات الأخرى، هناك رابط عاطفى واضح يمكننا جميعًا أن نراه».
وشددت على أن مصر أصبحت مكانًا مفضلًا للورد كارنارفون، واستحوذت على عقله وقلبه بمرور الوقت، مختتمة بقولها: «قدر اللورد كارنارفون الأشخاص الذين عمل معهم لمدة ١٦ عامًا، والهندسة المعمارية لمصر القديمة والحديثة، والنيل والمناظر الطبيعية، والضوء الفريد لكل زائر».