رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تبدأ من إثيوبيا.. مجلة بريطانية تحذر من حرب جديدة في القرن الإفريقي

صراع إفريقي جديد
صراع إفريقي جديد يلوح من بعيد

قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إنه كان مقررًا أن يضمن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه قبل عامين قدرة الأطراف المتحاربة في إثيوبيا على رأب الصدع من خلال المزيد من المفاوضات بدلًا من العنف. ولكن لم تتحقق أي محادثات من هذا القبيل.

أضافت المجلة في تقرير لها أن الأراضي المتنازع عليها في غرب تيجراي قد تكون نقطة اشتعال. فمنذ ما يقرب من 4 سنوات ظل مئات الآلاف من سكان الإقليم الذين أجبروا على ترك منازلهم عالقين في أجزاء أخرى من المنطقة.

ولا يزال الكثيرون يعيشون في مخيمات مؤقتة حيث ينتشر الجوع والمرض. 

وقال تسادكان جبريتنساي، نائب رئيس تيجراي، إن النازحين يجب أن يعودوا إلى ديارهم، وإن حكومته لا يمكن أن تتسامح مع "أي تسوية" في هذا الشأن. ولكن ستكون هناك مقاومة هائلة في أمهرة إذا حاولوا.

وتسيطر القوات الإريترية على جزء كبير من الأراضي الإثيوبية على الحدود، في أماكن تصل إلى 10 كيلومترات داخلها.

وفي الليل تتسلل القوات إلى الجنوب أكثر، وتتجسس على المواقع العسكرية وتختطف المدنيين.

أضاف جبريتنساي:"لن ندعهم يبدأون حربا ولن نذهب إلى الحرب لكننا ندرك تمام الإدراك أن الأمور قد تخرج عن السيطرة".

الحرب على تيجراي

وفي أواخر 2020، أطلق رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد ما وعد بأنه سيكون عملية عسكرية سريعة ونظيفة للإطاحة بالحزب الحاكم في تيجراي، ضد "جبهة تحرير شعب تيجراي" لكن ما تلا ذلك كان أحد أفظع الصراعات في هذا القرن.

ولإخضاع المنطقة المتمردة، جنّد آبي عشرات الآلاف من المقاتلين من أمهرة، وهي منطقة مجاورة كما دعا قوات من إريتريا، وقتل مئات الآلاف من الأشخاص، بالقنابل أو الرصاص أو المجاعة والأمراض. وتعرضت أكثر من 100 ألف امرأة للاغتصاب.

وكان اتفاق السلام الذي وقعته حكومة إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيجراي في الثاني من نوفمبر 2022 أوقف القتال، لكنه لم يحسم الصراع.

وحذرت المجلة البريطانية، من أنه بعد مرور عامين، تهدد الضغوط الجديدة بمزيد من زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي، التي تمزقها التوترات بين عدة دول أو دول محتملة وتواجه تداعيات حرب أهلية كارثية في السودان.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لمنطقة القرن الإفريقي الأوسع نطاقا هو انهيار العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا.

فبعد فترة وجيزة من توليه السلطة في عام 2018، هندس آبي تقاربا حائزا على جائزة نوبل للسلام مع الرئيس الإريتري إسياس أفورقي، الذي خاض حربا دامية مع إثيوبيا في أواخر التسعينيات.

وعندما اندلعت الحرب مرة أخرى في تيجراي عام 2020، تحالف آبي وإسياس لسحق عدوهما المشترك. 

أصدقاء الأمس أعداء اليوم

لكن الحلفاء المقربين سابقا أصبحوا الآن أعداء لدودين. واعتبر إسياس اتفاق آبي لعام 2022 خيانة رهيبة. ورفض سحب قواته من تيجراي. وأبرم اتفاقية دفاع مع مصر والصومال.

وزاد آبي من حدة التوتر بتصريحاته العدائية حول "الحق الطبيعي" لإثيوبيا في ميناء على البحر الأحمر. 

وتمتلك إريتريا ميناءين من هذا القبيل، "عصب ومصوع"، فقدت إثيوبيا الوصول إليهما مع بدء حرب الحدود في عام 1998. 

ويخشى كثيرون أن يخطط آبي لاستعادتهما بالقوة، على الرغم من الاتفاق المثير للجدل الذي أبرمه مؤخرا لإنشاء ميناء على ساحل "أرض الصومال". 

وعلى افتراض بقاء الزعيمين في السلطة، "فإنهما سيقاتلان بالتأكيد"، في نهاية المطاف. بحسب المجلة.

وقدم آبي مؤخرا مبادرات إلى شعب تيجراي، أعدائه السابقين، بشأن تحالف عسكري محتمل ضد إريتريا. 

ويقول المسؤولون في تيجراي إنهم لا يهتمون بصراع آخر على أراضيهم.