ما مصير الحرب فى غزة ولبنان بعد استشهاد قادة المقاومة؟
تتواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان وغزة لأكثر من عام، وسط فراغ رئاسي يعانيه لبنان منذ عامين، واستشهاد قادة المقاومة اللبنانية والفلسطينية، مع غياب أي أفق للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس أبوزيد، إنه لم يحن الوقت بعد لانتخاب رئيس يعبر عن طموحات وآمال اللبنانيين؛ لأن القوى السياسية غير متفاهمة، وليست لديها الحكمة الكافية لإيجاد تسوية أو توافق لتمرير عملية الانتخابات.
وأضاف أبوزيد لـ"الدستور"، أن معظم القوى اللبنانية مرتبطة بقوى خارجية تراهن عليها إذا انتصرت، لتفرض رئيسًا من لونها وبرنامجها، وكل فريق يأمل أن يربح الفريق الذي يدعمه حتى يعزز دوره وحصته في النظام، ويفرض شخصًا من لونه.
وحذر أبوزيد من أن هذا الأمر يؤثر على السلم الأهلي وعلى موازين القوى في لبنان، متابعًا: الموضوع غير وارد في هذه المرحلة التي نشهد فيها تصعيدًا سياسيًا وعسكريًا، ولدينا تخوف من أن تمتد هذه الأمور إلى الداخل اللبناني وتدفعه نحو مزيد من التفكك والفوضى وربما الاحتراب.
الفراغ الرئاسي اللبناني
وأشار إلى أن الفراغ الرئاسي أدى إلى شلل الحياة السياسية، لأن رئيس الجمهورية يمثل طائفة معينة وهناك مطلب دائم بحضوره حتى لا تصبح الأمور غير سليمة، ولهذا فغياب الرئيس شل حركة البلاد، دون وجود حلول جدية لأن فكرة المشاركة بين مختلف الطوائف متعطلة.
وتابع بقوله: نحن أمام نوع من الجمود في الحياة الدستورية، بسبب غياب الرئيس، والحياة تستمر لكن لا يمكن إلغاء الدستور، والأمور تسير بالحد الأدنى، وهذا يؤثر على أداء حكومة تصريف الأعمال، حتى ذهب البعض إلى التفكير في تعديل الدستور؛ لأن ترك الأمور بهذا الشكل يسيء إلى واقع لبنان ومستقبله.
وأكد أبوزيد: وجود كثير من المخاوف المشروعة على الوحدة الوطنية، ومن أن تنتشر الفوضى، وتتفكك المؤسسات، لنتحول إلى حرب أهلية لا أحد يعرف نتائجها، وهناك مجموعة من الأمور يمكن أن تؤدي إلى فتن واشتباكات بالداخل.
وأوضح أن لبنان لديه مليونا لاجئ سوري بأوضاع مهيأة للاشتباكات والفتن، ونحو 500 ألف نازح فلسطيني في حالة مأساوية، وهناك المشكلة الكبرى بنزوح اللبنانيين من الجنوب، ما يفرض حالة اجتماعية واقتصادية خطيرة، وكلها أمور يمكن أن تؤدي إلى انقسامات في ظل ضعف التماسك السياسي، ما ينذر بإشعال فتنة أكبر.
سيناريوهات الحرب
وفي سياق العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال على كل من لبنان وغزة، وسط استشهاد قادة فصائل المقاومة وعلى رأسهم زعيم حزب الله حسن نصرالله، وزعيم حماس يحيى السنوار، قالت الأكاديمية والمحللة السياسية اللبنانية تمارا برو، إن السيناريوهات المتوقعة للحرب بعد استشهاد نصرالله والسنوار متعددة، فإما أن تكون هناك مفاوضات تؤدي إلى وقف إطلاق النار، بعد أن ترى إسرائيل أنها قد حققت إنجازات باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وإما أن تستمر في عدوانها من أجل تحقيق الأهداف التي أعلنتها مثل القضاء بشكل كامل على المقاومة في لبنان وغزة.
وأضافت برو لـ"الدستور": هناك أيضًا سيناريو الهجوم الإسرائيلي المتوقع على إيران ونوعيته وقوته، فإذا هاجمت المنشآت النووية والنفطية الإيرانية أو المنشآت العسكرية، سيكون هناك رد إيراني على إسرائيل، أما لو اقتصر الهجوم على أهداف عسكرية خفيفة أو غير ذلك، فإن إيران لن ترد بشرط الدخول في مفاوضات لوقف إطلاق النار، وهو ما تريده الولايات المتحدة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
وشددت على أن استشهاد قادة المقاومة نصرالله والقادة الميدانيين لم يضعف المقاومة التي تقاتل ببسالة وشجاعة، وتمنع العدو الصهيوني من اجتياح القرى الجنوبية على الحدود، وتشتبك وتوقع عناصر جيش العدو بين قتيل وجريح.
ومضت قائلة: تابعنا عمليات حزب الله المتواصلة مثل إطلاق الصواريخ بكثافة على شمال فلسطين المحتلة، واستخدام أسلحة جديدة طالت أهدافًا نوعية وسرية مثل منزل بنيامين نتنياهو وقاعدة بنيامينا العسكرية.
وتابعت بقولها: المقاومة اللبنانية تمكنت من امتصاص الصدمات بعد اغتيال نصرالله، وكذلك المقاومة الفلسطينية التي نراها صامدة رغم مرور أكثر من عام على المجازر التي ترتكبها إسرائيل، والدمار الواسع الذي طال قطاع غزة، واغتيال قادة المقاومة وآخرهم السنوار.
واختتمت تصريحاتها بالقول، إن فصائل المقاومة في غزة ولبنان تواصل عملياتها في ظل غياب القادة واستشهادهم، وتلحق أضرارًا بالعدو، وإصابات يومية بين قتيل وجريح من عناصر جيش الاحتلال.
ماذا تريد إسرائيل؟
من ناحيته، قال الدكتور أحمد شديد، الباحث في الشأن الإسرائيلي، إن هذا العدوان الإسرائيلي المستمرعلى قطاع غزة، وخاصة في الأربعة شهور الأخيرة بعد تمرير بايدن ورقته في مجلس الأمن، للوقوف على مبادرة أممية من أجل وقف إطلاق النار، لها 3 أهداف رئيسية.
وأضاف أن محاولة إعادة إسرائيل لصورة الردع التي تهشمت من خلال القتل والتدمير، علاوة على أن الداخل الإسرائيلي، يشهد بين الوقت والآخر إعادة للتظاهر والتململ ضد الحكومة من أجل إعادة المحتجزين.
وتابع بقوله: حكومة الاحتلال ليست بحاجة إلى صداع، لأنها متفرغة للجبهة الشمالية مع لبنان، إضافة إلى المسألة مع إيران، مشيرًا إلى أن إبقاء الحرب مستعرة هي وسيلة لإقناع المجتمع الدولي لاستمرار الحرب على لبنان، خاصة أن كل الأطراف أكدت أن انتهاء الحرب في غزة يعني انتهاءها في كافة الجبهات.
وأوضح أن الحرب التي يخوضها بنيامين نتنياهو هي حربه الشخصية، وليس من أجل الوجود، وكل الأسباب التي يدعيها نتنياهو، لافتًا إلى أن استمرار جرائم الحرب في غزة، لأسباب ترجع إلى شخصه فقط.