رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نيويورك تايمز": النظام الإيرانى ملتزم بتدمير إسرائيل والحفاظ على سلطته

خامنئي
خامنئي

تواجه إيران معضلة بعد الهجوم الإسرائيلي ، اليوم السبت، فإذا اتخذت إجراءات انتقامية، فإنها تخاطر بمزيد من التصعيد في وقت يعاني فيه اقتصادها، ويتعثر حلفاؤها، ويصبح ضعفها العسكري واضحا، وتصبح مسألة خلافة القيادة على المحك.

وإذا لم تفعل ذلك، فإنها تخاطر بأن تبدو ضعيفة في نظر نفس هؤلاء الحلفاء، وكذلك في نظر الأصوات الأكثر قوة في الداخل.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، دخلت إيران بالفعل في خضم حرب إقليمية. فمنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، تحركت إسرائيل بسرعة لإلحاق الضرر بحماس في غزة وغيرها من حلفاء إيران، بما في ذلك حزب الله والحوثيين وحلفاؤها في سوريا والعراق.

وتمثل هذه المجموعات "الدفاع الأمامي" لإيران ضد إسرائيل، وهو قلب الردع الذي تتمتع به البلاد. وقد ضعفت هذه المجموعات بشدة بسبب الرد العسكري الإسرائيلي العنيف منذ السابع من أكتوبر، الأمر الذي أضعف إيران أيضا وجعلها أكثر عرضة للخطر. بحسب الصحيفة الأمريكية.

وأوضح المسئولون الإيرانيون أنهم لا يريدون حربا مباشرة مع إسرائيل. إنهم يريدون الحفاظ على حلفائهم، أو ما يسمى بحلقة النار حول إسرائيل.

وبعد أن ضربت إسرائيل إيران، قللت طهران علنا يوم السبت من تأثير الهجوم وعرضت برامج تلفزيونية عادية. ولم تتعهد على الفور بالرد بقوة، بل أكدت ببساطة حقها في الرد.

وبالإضافة إلى تحفظها، تواجه إيران مشاكل اقتصادية هائلة، الأمر الذي يجعلها حذرة من خوض حرب طويلة ومكلفة مع إسرائيل. كما تعرضت لعقوبات شديدة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا بسبب برنامجها النووي، الأمر الذي أجبرها على الاقتراب أكثر فأكثر من روسيا والصين.

وتحركت إسرائيل بقوة ضد حلفاء إيران، بما في ذلك حماس وحزب الله والحوثيون وحلفاء إيران في سوريا والعراق. 

كما يواجه النظام الإسلامي معارضة داخلية خطيرة بسبب ارتفاع الأسعار وحكمه القاسي، وهو ما يلعب دورا في أي حسابات للانتقام.

والواقع أن النظام ملتزم بتدمير إسرائيل، ولكنه ملتزم أيضا بالحفاظ على سلطته في بلد متطور أصبح غير محبوب فيه على نحو متزايد.

خليفة خامنئي

وهذا أحد الأسباب التي جعلت المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يسمح بانتخاب رئيس أكثر اعتدالا، وهو مسعود بزشكيان، بعد وفاة إبراهيم رئيسي المتشدد في حادث تحطم مروحية.

وعلى خلفية الاضطرابات الداخلية، دفع بزشكيان باتجاه محادثات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، وهي الخطوة التي من المرجح أن تتم فقط بإذن من المرشد الأعلى.

ويمثل البرنامج النووي معضلة في حد ذاته. ذلك أن الأضرار التي لحقت بحلفاء إيران على مدى العام الماضي، فضلا عن ضعفها التقني والعسكري الواضح مقارنة بإسرائيل، من شأنها أن تفرض المزيد من الضغوط على إيران لدفعها إلى المضي قدما في برنامجها النووي والسعي إلى امتلاك القنبلة النووية.

وبحسب "نيويورك تايمز" فإن إيران على بعد أسابيع قليلة من إنتاج اليورانيوم عالي الجودة للاستخدام في صنع القنابل النووية، وهناك أصوات قوية في إيران تزعم أن أفضل رادع ضد إسرائيل والولايات المتحدة هو امتلاك الأسلحة النووية، كما تمتلكها إسرائيل نفسها.

لكن إيران تعلم أيضا أن سلسلة من الرؤساء الأمريكيين ــ بما في ذلك دونالد ترامب، الذي يتنافس جنبا إلى جنب مع نائبة الرئيس كامالا هاريس في السباق الرئاسي الأميركي ــ تعهدوا بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي عملي.

ومما يزيد الأمور تعقيدا، نشوء معركة هادئة حول الخلافة. ويعتقد أن آية الله خامنئي، البالغ من العمر 85 عاما، يعاني من مرض خطير. ومع رحيل رئيسي، هناك قلق داخلي بشأن احتمال أن يخلفه نجل آية الله خامنئي الثاني، مجتبى، البالغ من العمر 55 عاما. وسيكون للحرس الثوري الإسلامي القوي رأي مهم ويعتبر أكثر استعدادا لمواجهة إسرائيل.

وبغض النظر عن الحسابات النهائية لإيران، فإن الأمل في تجنب حرب أكبر لا يعني أنها قادرة على ذلك.