الرد المتأخر.. حسابات إسرائيل المعقدة فى الرد على الهجوم الإيرانى
السؤال بشأن الرد الإسرائيلى على الهجوم الإيرانى الأخير بـ١٨٠ صاروخًا ليس مسألة «هل؟» وإنما «متى؟» و«أين؟» و«بأى قوة»؟، والأهم هو «إلى أى مدى قد يتضمن هذا الرد فرصة لاستمرار جولة الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران؟»، وكذلك «كيف تستعد إسرائيل لرد إيران على الرد؟»، و«هل بإمكان هذا الرد أن يفتح الحرب التى يحاول منعها كل من فى الشرق الأوسط؟».
ومع تأخر الرد الإسرائيلى تدور التساؤلات حول طبيعة الأهداف التى ستطالها الضربة الإسرائيلية المرتقبة على إيران، وهل ستكون ضربة محدودة أم موسعة؟، وهل ستطال منشآت سياسية أم اقتصادية ونفطية بالأساس؟، أم أنها ستكون ضربة موسعة تتضمن أهدافًا نووية؟، الأمر الذى يفتح باب الحرب الإقليمية على مصراعيها، وهو ما نتناوله فى السطور التالية.
الخوف من إغضاب روسيا والصين يرجح خيار استهداف منشآت غير نفطية
تتبع إسرائيل كما يبدو سياسة «الرد المتأخر»، وهى السياسة التى اتبعتها إيران أيضًا فى الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، فى طهران، واغتيال عدد من قيادات حزب الله اللبنانى، على رأسهم زعيم التنظيم حسن نصرالله، بعد أن أطلقت ١٨١ صاروخًا فى اتجاه إسرائيل، ما جعل تل أبيب تخطط لرد يحفظ «ميزان الرعب»، الذى يعنى ببساطة أن هناك ردًا على كل هجوم.
فى إسرائيل- كما يبدو- يخططون لـ«رد محدود»، ويريدون تنسيقه بقدر الإمكان مع الولايات المتحدة، والهدف هو ألا يتسبب الرد فى ردود إيرانية أخرى عنيفة، وهذا سيخلق وضعًا مثل لعبة «كرة الطاولة» بين تل أبيب وطهران، حيث يمكن أن تندفع إيران إلى رد جديد، يتم فيه إطلاق مئات الصواريخ فى وقت واحد على المراكز السكنية فى إسرائيل، مثل مناطق خليج حيفا، والكريوت، وبئر السبع، والقدس، ما يلحق بها دمارًا كارثيًا، ما من شأنه أن يدفع إسرائيل إلى رد مضاعف، قد يستهدف هدم آبار النفط الخاصة بإيران وغيرها.
خلال الهجومين السابقين لإيران على إسرائيل، فى أبريل الماضى وأكتوبر الجارى، أوضح الإيرانيون أنهم يطلقون صواريخهم فى اتجاه أهداف عسكرية، صحيح أنه كانت هناك صواريخ انحرفت وسقطت فى مناطق مأهولة، لكن هذا لا يشبه وضعًا تكون فيه مئات الصواريخ الإيرانية موجهة إلى مناطق سكنية إسرائيلية ذات كثافة عالية، حال خرجت الأمور عن السيطرة.
وفى هذا الإطار، يبدو أن القيادة السياسية وقيادة الجيش الإسرائيلى فى طور «تشغيل محركاتهم» بالفعل للاستعداد لشن الهجوم المنتظر، الذى قد يشمل الهجوم على أهداف عسكرية أو اقتصادية، مثل النفط الإيرانى، أو هياكل الحكم، أو الأهداف المرتبطة بالمشروع النووى الإيرانى الذى يمثل تهديدًا لإسرائيل.
وحسب تقرير للكاتب الإسرائيلى أمير بوحبوط، فى صحيفة «معاريف»، فإنه من الممكن أن تركز الضربة الإسرائيلية على الأهداف العسكرية للنظام، فالإيرانيون يمتلكون عددًا من الأصول الاستراتيجية المهمة التى قد تختار إسرائيل مهاجمتها، مثل مواقع صواريخ أرض- أرض، الثابتة والمتحركة، والمنصوب بعضها فى مواقع تحت الأرض مصممة لتحمل القصف الجوى، وكذلك قواعد إطلاق الطائرات دون طيار، ومواقع الدفاع الجوى.
وتمتلك إيران أيضًا أنظمة دفاع صاروخى أرض- جو، مثل صواريخ إس-٣٠٠ الروسية الصنع، وصواريخ إتش كيو-٩ الصينية الصنع، وحتى أنظمة دفاع إيرانية الصنع، يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
أما إذا قررت إسرائيل ضرب أهداف اقتصادية فسيكون الهدف هو ضرب المنشآت النفطية، وفى مثل هذا السيناريو، فإن آبار النفط، وعمليات الإنتاج، والنقل، والتخزين، والموانئ البحرية التى تصدر إيران من خلالها النفط إلى العالم، ستكون كلها معرضة للخطر، لكن الحسابات بتلك الهجمات تتعلق بأن تلك الآبار تعرض مصالح الصين وروسيا للخطر، وبالنسبة لإسرائيل سيكون هذا فرصة للتورط غير المرغوب فيه.
ومن الممكن أن تشمل قائمة الأهداف الإيرانية مؤسسات حكومية ومواقع وطنية ورموزًا قد تلحق الضرر بـ«نظام آيات الله»، وتزعزع الروح المعنوية الوطنية إذا تعرضت للتدمير.
الخوف من إغضاب روسيا والصين يرجح خيار استهداف منشآت غير نفطية
تتبع إسرائيل كما يبدو سياسة «الرد المتأخر»، وهى السياسة التى اتبعتها إيران أيضًا فى الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، فى طهران، واغتيال عدد من قيادات حزب الله اللبنانى، على رأسهم زعيم التنظيم حسن نصرالله، بعد أن أطلقت ١٨١ صاروخًا فى اتجاه إسرائيل، ما جعل تل أبيب تخطط لرد يحفظ «ميزان الرعب»، الذى يعنى ببساطة أن هناك ردًا على كل هجوم.
فى إسرائيل- كما يبدو- يخططون لـ«رد محدود»، ويريدون تنسيقه بقدر الإمكان مع الولايات المتحدة، والهدف هو ألا يتسبب الرد فى ردود إيرانية أخرى عنيفة، وهذا سيخلق وضعًا مثل لعبة «كرة الطاولة» بين تل أبيب وطهران، حيث يمكن أن تندفع إيران إلى رد جديد، يتم فيه إطلاق مئات الصواريخ فى وقت واحد على المراكز السكنية فى إسرائيل، مثل مناطق خليج حيفا، والكريوت، وبئر السبع، والقدس، ما يلحق بها دمارًا كارثيًا، ما من شأنه أن يدفع إسرائيل إلى رد مضاعف، قد يستهدف هدم آبار النفط الخاصة بإيران وغيرها.
خلال الهجومين السابقين لإيران على إسرائيل، فى أبريل الماضى وأكتوبر الجارى، أوضح الإيرانيون أنهم يطلقون صواريخهم فى اتجاه أهداف عسكرية، صحيح أنه كانت هناك صواريخ انحرفت وسقطت فى مناطق مأهولة، لكن هذا لا يشبه وضعًا تكون فيه مئات الصواريخ الإيرانية موجهة إلى مناطق سكنية إسرائيلية ذات كثافة عالية، حال خرجت الأمور عن السيطرة.
وفى هذا الإطار، يبدو أن القيادة السياسية وقيادة الجيش الإسرائيلى فى طور «تشغيل محركاتهم» بالفعل للاستعداد لشن الهجوم المنتظر، الذى قد يشمل الهجوم على أهداف عسكرية أو اقتصادية، مثل النفط الإيرانى، أو هياكل الحكم، أو الأهداف المرتبطة بالمشروع النووى الإيرانى الذى يمثل تهديدًا لإسرائيل.
وحسب تقرير للكاتب الإسرائيلى أمير بوحبوط، فى صحيفة «معاريف»، فإنه من الممكن أن تركز الضربة الإسرائيلية على الأهداف العسكرية للنظام، فالإيرانيون يمتلكون عددًا من الأصول الاستراتيجية المهمة التى قد تختار إسرائيل مهاجمتها، مثل مواقع صواريخ أرض- أرض، الثابتة والمتحركة، والمنصوب بعضها فى مواقع تحت الأرض مصممة لتحمل القصف الجوى، وكذلك قواعد إطلاق الطائرات دون طيار، ومواقع الدفاع الجوى.
وتمتلك إيران أيضًا أنظمة دفاع صاروخى أرض- جو، مثل صواريخ إس-٣٠٠ الروسية الصنع، وصواريخ إتش كيو-٩ الصينية الصنع، وحتى أنظمة دفاع إيرانية الصنع، يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
أما إذا قررت إسرائيل ضرب أهداف اقتصادية فسيكون الهدف هو ضرب المنشآت النفطية، وفى مثل هذا السيناريو، فإن آبار النفط، وعمليات الإنتاج، والنقل، والتخزين، والموانئ البحرية التى تصدر إيران من خلالها النفط إلى العالم، ستكون كلها معرضة للخطر، لكن الحسابات بتلك الهجمات تتعلق بأن تلك الآبار تعرض مصالح الصين وروسيا للخطر، وبالنسبة لإسرائيل سيكون هذا فرصة للتورط غير المرغوب فيه.
ومن الممكن أن تشمل قائمة الأهداف الإيرانية مؤسسات حكومية ومواقع وطنية ورموزًا قد تلحق الضرر بـ«نظام آيات الله»، وتزعزع الروح المعنوية الوطنية إذا تعرضت للتدمير.