الرجل الثانى.. السنوار 2
قالوا عنه إنه مثل شقيقه، «عندما يمر، ينظر الناس إلى الأرض»، فى ديسمبر الماضى، وفى مقطع فيديو قصير من نفق ضخم يبلغ طوله أربعة كيلومترات، نُشرت- لأول مرة- صورة لأحد أبرز المطلوبين فى قطاع غزة: اسمه محمد السنوار، شقيق زعيم حماس يحيى السنوار.
يحيى ومحمد لديهما الكثير من القواسم المشتركة، ولا يقتصر لقب «أبو إبراهيم» على كليهما نسبة إلى اسم ابن كل منهما الأول، المنسوب إلى والدهما إبراهيم، بل إن كليهما تم وصفه بأنه: رجل مخيف، قادر على قتل شخص دون أن يرف له جفن.
منذ بدء تصفية قيادات حماس محمد الضيف، ومروان عيسى، قفز محمد السنوار؛ ليكون الرجل الثانى فى الحركة، وبعد القضاء على يحيى، الفرص تزداد ليكون محمد هو زعيم حماس الجديد.
محمد السنوار، ٤٩ عامًا، هو الأخ الأصغر ليحيى، وهو من مواليد خان يونس، وشارك فى الانتفاضة الأولى، وسُجن لمدة تسعة أشهر فى إسرائيل، كما أمضى أيضًا ثلاث سنوات فى أحد سجون السلطة الفلسطينية، حتى عام ٢٠٠٠، حتى هرب منه، ومن أبرز العمليات التى وقع عليها محمد السنوار، اختطاف الجندى جلعاد شاليط، والجهود المبذولة فى صفقة إطلاق سراحه، التى تم فيها إطلاق سراح شقيقه يحيى، فى يوم الاختطاف، فيما قال مسئول فى غزة عنه إنه نشأ على فكر عبدالعزيز الرنتيسى، أحد مؤسسى حماس.
أصبح محمد مهمًا فى الجناح العسكرى لحركة حماس، عندما كان يحيى السنوار فى السجن الإسرائيلى، كان يثق فى أن شقيقه محمد لديه سيطرة، حيث قال عنه البروفيسور يوفال بيتون، الرئيس السابق لقسم المخابرات، الذى كان يعرف يحيى السنوار جيدًا: «يحيى لا ينظر إلى القدرات، بل إلى درجة الولاء، إنه العامل الحاسم له، ولهذا السبب تقدم محمد فى حماس»، وأوضح «بيتون» أن السنوار يحاول على الأرجح تقريب الأشخاص السريين فى القيادة منه، حتى يتمكن من اتخاذ قرارات فردية- دون معارضين.
إسرائيل وضعته ضمن قائمة المطلوبين، بالأمس قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيل دانييل هجارى إن «محمد متورط فى هجوم ٧ أكتوبر، وهو مطلوب الآن».
فى إسرائيل حاولوا اغتيال السنوار الأخ مرارًا وتكرارًا على مر السنين. فى عام ٢٠١٢، خلال عملية «عمود السحاب»، تم قصف منزله، وكذلك فى عام ٢٠١٤، لكنه لم يكن هناك، وفى خضم تلك العملية، انتشرت صور وتقارير تفيد بمقتل السنوار بالفعل، ومنذ ذلك الحين حتى شهر مايو ٢٠٢٢، لم يبرز اسم محمد السنوار إلا نادرًا، حتى إنه لم يحضر جنازة والده فى يناير ٢٠٢٢، حتى ظهرت صوره فى ديسمبر الماضى، وفى حينها وصفته بعض وسائل الإعلام بـ«العائد من الموت».
إذا أصبح محمد هو الزعيم الجديد لحركة حماس، فيمكن الافتراض أنه على علم بوسائل التواصل التى كان يستخدمها شقيقه مع العالم الخارجى ومع قيادة حماس فى الدوحة، عاصمة قطر، لذلك يتمكن الوسطاء من التواصل معه، لكن مواقفه من الصفقة غير واضحة بعد.. هل هو عنيد مثل شقيقه؟ أم سيكون التفاوض معه أسهل؟.. لا أحد يعرف.