الشعب.. والتحديات الكبرى
فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الدورة التثقيفية الأربعين للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى ٥١ لانتصارات أكتوبر المجيدة، أكد أهمية تلاحم وتكاتف الشعب بشكل واضح وصريح. وقال تحديدًا إن نصر أكتوبر علامة فارقة فى تاريخ الوطن العزيز، معبرًا عن إرادة أمة حوّلت الهزيمة إلى نصر، فى ملحمة سطّرها الجيش. فالشعب المصرى بأكمله له دور فى تحقيق هذا الانتصار، حيث قدم بجميع فئاته مثالًا يُحتذى به فى مساندة الجيش ماديًا ومعنويًا، وحقق الجيش النصر بصمود ووعى وإيمان وإرادة الشعب فى التحدى والنصر. وفى هذا العام حيث تحل ذكرى نصر أكتوبر نجد أحداثًا متلاحقة وأوضاعًا مضطربة تشهدها المنطقة والمحيط الإقليمى. وهنا نبه الرئيس إلى أهمية مواجهة هذه التحديات وتنمية القدرات بتكاتف الشعب وتأييده إلى جوار قواته المسلحة فى ظل هذه التحديات الخطيرة التى تواجهها البلاد.
نعم هناك مجموعة واسعة من التحديات الداخلية والخارجية التى تؤثر بشكل مباشر على استقرار البلاد ورخائها. وتتعدد هذه التحديات وتتداخل، ما يستدعى تحليلًا دقيقًا لفهم طبيعتها وأبعادها. وأبرز التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى الصراعات المسلحة التى تشهدها المنطقة العربية كما هو واقع فى سوريا وليبيا واليمن والسودان. وهذا يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومى المصرى. والتداعيات المترتبة على هذه الصراعات تشمل تدفق اللاجئين، وانتشار التطرف والإرهاب، وتزايد نشاط التنظيمات الإرهابية التى تتصدى لها مصر بشكل يفوق الخيال.
كما تتعدد التدخلات الخارجية فى المنطقة العربية، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار ويزيد من حدة التنافس الإقليمى. ويسعى بعض الدول إلى تعزيز نفوذه فى المنطقة، ما يؤثر على مصالح الدول الأخرى.
أما تحدى المياه فهو من أبرز التحديات التى تواجه المنطقة العربية، حيث تتنافس الدول على الموارد المائية الشحيحة، ما يؤدى إلى تهديد الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وهناك تحدٍ آخر، حيث يشهد التعداد السكانى فى مصر نموًا متسارعًا، ما يضع ضغطًا كبيرًا على الموارد الطبيعية والبنية التحتية، كما يؤدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وتدهور المستوى المعيشى.
أما الإرهاب والتطرف فيشكلان تهديدًا كبيرًا للأمن القومى المصرى، حيث تستهدف التنظيمات الإرهابية البلاد بشكل واضح، ومؤخرًا نشر الشائعات والأكاذيب من أجل إرهاق الحكومة وتعطيلها عن ممارسة دورها فى التنمية المستدامة.
أما التحدى الأخطر فهو التصدى للفقر الذى يعانى منه قطاع كبير من المواطنين، وتسعى الدولة بكل السبل إلى الحد منه وتوفير الحياة الكريمة لفئات الشعب المختلفة من خلال العديد من برامج الحماية الاجتماعية.
يأتى على رأس كل التحديات الأوضاع الخطيرة التى تشهدها المنطقة بسبب الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الأراضى الفلسطينية المحتلة ولبنان.
إن الأمن القومى المصرى إحدى أهم الركائز التى تقوم عليها الدولة المصرية، وهو مفهوم شمولى يتجاوز الحدود الجغرافية والعسكرية ليشتمل على جميع الجوانب الحيوية للحياة المصرية، لأنه الحفاظ على كيان الدولة المصرية ووحدتها وسيادتها، وحماية مصالحها الحيوية فى الداخل والخارج، وضمان استقرارها ورخائها. وهو يتضمن حماية الحدود، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على التماسك الاجتماعى، وتعزيز التنمية المستدامة، وحماية الهوية الوطنية والقيم الثقافية.
ويعتبر الأمن القومى أساسًا للاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى، ما يخلق بيئة جاذبة للاستثمار والتنمية.
كما أنه يحمى المصالح الحيوية للدولة المصرية، مثل المياه والموارد الطبيعية والطاقة، ويسهم الأمن القومى فى تعزيز العلاقات الدولية مع الدول الأخرى، وبناء تحالفات إقليمية ودولية.
ويحمى الهوية الوطنية والقيم الثقافية المصرية من أى تهديدات خارجية أو داخلية. ويسعى الأمن القومى المصرى إلى تحقيق الأمن الغذائى من خلال زيادة الإنتاج الزراعى وتنويع مصادر الغذاء.. أليست كل هذه التحديات الخطيرة التى يواجهها الشعب المصرى تجعله شعبًا عظيمًا يستحق التحية والتقدير، كما فعل الرئيس السيسى خلال الندوة التثقيفية؟