المتحف الكبير قِبلة سائحى العالم
ساعات قليلة ويبدأ التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير، الذى يعد أكبر المتاحف فى العالم. ولمَ لا؟ ومصر تمتلك آثارًا ضخمة على مدار العصور بشكل لافت للأنظار. ولا ينكر ذلك إلا كل جاحد أو غافل حاقد، هذا المتحف يؤكد أن مصر الجديدة بدأت تخطو خطوات فائقة نحو التقدم والازدهار. وكلنا يعلم أن فكرة المتحف الكبير كانت منذ بداية تسعينيات القرن الماضى، ولم يتم تنفيذها أو ترى النور إلا فى ظل الجمهورية الجديدة، ما يعنى أن هناك اهتمامًا بالغًا من القيادة السياسية بكل ما هو جديد وتطور للبلاد. ويعنى أيضًا أن مصر الجديدة لا تتغافل عن أى أمر ينهض بالوطن.
المتحف المصرى الكبير يعد من الأمور الاستراتيجية الكبيرة، لأنه سيكون قبلة لسياح العالم أجمع، ليروا فيه حضارة المصريين، قديمًا وحديثًا، وليؤكد النهضة الحديثة التى تتلاحم مع النهضة القديمة منذ آلاف السنين. هذا المتحف يضم قاعات كثيرة لعرض القطع الأثرية لمصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليونانى الرومانى، طبقًا لسيناريو عرض متحفى على أعلى مستوى. ويهتم بثلاثة موضوعات رئيسية عن الحضارة المصرية القديمة، وهى «الملكية والمجتمع والمعتقدات».
هذا المتحف يسع ما يزيد على ٥٠٠٠ زائر، وبالتالى فإن الاهتمام بالمتحف وظهوره حاليًا يعنى أن مصر الجديدة تشهد ميلادًا جديدًا للثقافة والفكر يتوافق مع التقدم والنهضة والازدهار التى حدثت لمصر منذ آلاف السنين.
والمتحف الكبير تم تشييده على مقربة من الأهرامات الثلاثة التى تسطع عليها الشمس لتلتقى مع الشكل المخروطى للمتحف فى منظر أكثر من رائع وبديع يؤكد حضارة مصر القديمة والحديثة. فالتصميم بهذا الشكل له دلالة قوية تعنى أن مصر الجديدة لا تقل أهمية عن مصر أيام ما قبل الأسرات فى التقدم والازدهار. فهناك رابط يتمثل فى التقاء الحداثة مع القدماء بشكل يؤكد عظمة المصريين.
وقد اكتمل تشييد مبنى المتحف الذى تبلغ مساحته أكثر من ٣٠٠ ألف متر مربع، خلال عام ٢٠٢١، ليتضمن عددًا من قاعات العرض، التى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم.
ويعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحًا حضاريًا وثقافيًا وترفيهيًا عالميًا متكاملًا، وليكون الوجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصرى القديم، كأكبر متحف فى العالم يروى قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوى على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون التى تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته فى نوفمبر ١٩٢٢. بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس، أم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو. فضلًا عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والرومانى.
ويضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال ومركز تعليمى وقاعات عرض مؤقتة وسينما، ومركز للمؤتمرات والعديد من المناطق التجارية التى تشمل محلات تجارية وكافتيريات ومطاعم. إضافة إلى الحدائق والمتنزهات.
واللافت أنه يتم عرض المجموعات الأثرية باستخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفى، مثل: التوثيق الرقمى وتسجيل القطع الأثرية وحفظها وتأمينها ودراستها وصيانتها وترميمها.
ويتم عقد الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والعلمية وغيرها من الأنشطة وتوعية النشء والمجتمع المصرى بالحضارة المصرية. إضافة إلى إعادة إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية، من خلال صناعة وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية.
فعلًا هذا الإنجاز العظيم الضخم الذى تحقق فى الجمهورية الجديدة سيكون بمثابة قبلة لكل السائحين من جميع أنحاء العالم. ومن خلاله ستتاح فرص عمل كثيرة وجلب العملة الصعبة للبلاد بما يخدم الاقتصاد الوطنى ويحقق النتائج المرجوة التى تعود بالخير على الوطن والمواطن.