القوة الرشيدة تتعامل بالتوازن والاعتدال
هناك رسائل عديدة وبالغة الأهمية والخطورة أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى. هذه الرسائل تؤكد، بما لا يدع أدنى مجال للشك، أن مصر تمتلك قوة ولكنها رشيدة تتعامل بالتوازن والاعتدال، والحفاظ على الأمن القومى المصرى. وطبقًا لعقيدة الجيش العظيم الذى يؤمن بحماية الأرض وحدود الدولة. هذه القوة الرشيدة تعمل من أجل السلام والبناء والتنمية، والحرب هى استثناء من ذلك، ما يدل على أن مصر ليست لديها أجندة خفية على الإطلاق. وهذا ما أكد عليه الرئيس تأكيدًا صريحًا وواضحًا خلال كلمته الموجزة الشافية التى تحمل العديد من الرسائل كما قلت.
لقد تحدث الرئيس أيضًا عن أمر بالغ الأهمية، وهو أن الحالة الحالية فى المنطقة تستوجب بالضرورة وقف الحرب الإسرائيلية، وإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، فيما يعنى أن الموقف المصرى لم يتغير وهو ثابت منذ ٧ أكتوبر عام ٢٠٢٣ دون تغيير. وبالتالى فإن الرؤية المصرية ثابتة ولا تتحرك إلا من أجل خيار السلام. وحدد الرئيس أمرًا بالغ الأهمية وهو أن هذا السلام لا بد أن يكون قائمًا على حسن الجوار من خلال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وقد أعلن الرئيس عن أن مصر فى عام ١٩٧٣ عملت على أمر واحد وهو استرجاع الأرض وحاربت من أجل تحقيق السلام، وهذا ما حدث.
وقد وجّه الرئيس فى هذا الحديث التحية إلى القيادة المصرية فى ذاك الحين وإلى كل من كانت له رؤية ثاقبة، تجاوزت هذا العصر بمراحل. وقد ضرب الرئيس السيسى المثل بين الحالة المصرية منذ ٥١ عامًا والحالة الحالية، ما يدعو إلى أهمية تحقيق السلام، وإلى ضرورة تفعيل حل الدولتين. فهو الحل الأسلم والأنجح لكل الأطراف بما فيها إسرائيل. وأشار الرئيس إلى أن الحرب الإسرائيلية خلفت وراءها ٤٠٠٠٠ شهيد وما يزيد على ١٠٠٠٠٠ مصاب بخلاف تدمير وتحطيم البنية الأساسية. كل ذلك لا بد أن تكون له نهاية وهى وقف الحرب، وتفعيل حل الدولتين فى أسرع ما يكون.
حديث الرئيس يدعو إلى أن السلام والتعاون المثمر من أجل التنمية هما السبيل الوحيد لنجاة المنطقة من أى فوضى واضطرابات. فالحرب هى الاستثناء وما دون ذلك هو الأساس. ولذلك وجدنا الرئيس السيسى يعلن بصراحة شديدة عن أن الموقف المصرى واضح ولا يتغير وهو ضرورة وقف إطلاق النار فى أسرع ما يكون. ولذلك كان يجب على جميع الأطراف الاستجابة إلى الرؤية المصرية التى تجاوزت كل التوقعات وكل الآراء، ما يعنى أن القوة وحدها ليست هى السبيل إلى الرشاد. ولقد ركز الرئيس على أن خيار السلام هو الخيار الاستراتيجى المهم، وأن السلام والبناء والتنمية هى الأساس للدولة المصرية، رغم وجود القوة الرشيدة التى تحمى الحدود وتدافع عن الأرض وعن مصالح البلاد. فقد قاتلت مصر من أجل السلام وحققت كل ما تريده. السلام هو مهمة القوات المسلحة لحماية الحدود والبلاد والأمن القومى. ولذلك كانت رؤية القيادة فى ١٩٧٣ هى المحك الرئيسى التى سبقت هذا العصر وتجاوزته بشكل كبير، ما يعنى حتمية وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل، وضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية.
حديث الرئيس السيسى يتمثل فى أمرين بالغى الأهمية، الأول هو ضرورة إحلال السلام بالمنطقة من خلال وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية من خلال تفعيل حل الدولتين. الثانى هو رسالة واضحة جدًا بأن الجيش المصرى قوة رشيدة تتعامل بمنطق التوازن والاعتدال، وهذا يعنى توجيه رسالة واضحة وصريحة إلى جموع المصريين بأن مصر دولة تدعو إلى السلام رغم قوتها وصلابة قواتها المسلحة وشعبها العظيم.