السيسى يهزم عديمى الرؤية
الرئيس الراحل أنور السادات هزم خصومه وهو غير موجود.. تلك عبارة مهمة جدًا وردت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاحه محطة قطارات الصعيد فى بشتيل، وعدد من مشروعات النقل فى أنحاء الجمهورية. فماذا تعنى هذه العبارة؟. هذه العبارة تحمل الكثير من المعانى والدلالات التى تؤكد بُعد نظر الرئيس أنور السادات، وأنه بكل المقاييس كان سابقًا عصره وزمانه وأوانه. فكما أنه خاض حرب أكتوبر ١٩٧٣ وحقق انتصارًا مبهرًا وأعاد العزة والكرامة إلى جموع المصريين والأمة العربية، كانت له أيضًا رؤية عظيمة فى تحقيق السلام.. ورغم ذلك كان له عدد من الخصوم عندما أقدم على خطوة السلام واستعادة الأرض بكاملها.
هذا هو المعنى الحرفى لهذه العبارة. أما المعنى الآخر فهو من وجهة نظرى المتواضعة أن كل المشروعات والإنجازات والإعجازات التى حققتها الدولة المصرية فى مدة زمنية وجيزة حوالى ١٠ سنوات فقط تعد بمقياس التقدم والنهضة قليلة جدًا. فهذه المدة القليلة بمنطق العقل لا تحقق كل هذه الإنجازات. وهذا يعنى أن هناك بُعد نظر للقيادة السياسية، وأنها تسبق عصرها وزمانها وأوانها. فلقد وجدنا الرئيس السيسى يتسلم بلدًا مفككًا أو شبه دولة فيها كل المؤسسات غائبة، إلا المؤسسة العسكرية الصلبة. كل ذلك يجعل من المستحيل تنفيذ كل هذه المشروعات الضخمة والعملاقة فى هذه المدة الزمنية الوجيزة، ما يدل على أن الرئيس قد سبق عصره وزمانه بشكل ستتحدث عنه الأجيال القادمة حديثًا مطولًا، وتسجلها كتب التاريخ بحروف من نور. فمن يستطيع فى خلال هذه المدة الوجيزة أن يقضى على الإرهاب ويخوض حربًا بشعة لم تستطع أى دولة كبيرة كانت أو صغيرة خوضها، وحققت فيها نجاحًا باهرًا بشكل لافت للأنظار، أذهل العالم أجمع. وفى ذات الوقت تخوض مصر حربًا أخرى من أجل التنمية بهذا الشكل العظيم والرائع. فمهما كانت قوة دولة ومهما كانت قدرتها لا تستطيع خوض حربين فى آنٍ واحد. فالطبيعى أن تخوض الدولة حربًا ثم تنتهى منها لتخوض أخرى. لكن مصر بفضل قدرة قيادتها السياسية الوطنية الواعية المستندة إلى وعى شعب عظيم، تمكنت من خوض حربين فى آنٍ واحد. الأولى من أجل القضاء على الإرهاب وأخرى من أجل التنمية. وما زالت مستمرة. تلك هى العظمة، وتلك هى النقطة الفاصلة والتفصيلة الرائعة التى لا تستطيع أى دولة مهما كانت كبرى خوضها. عبارة الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الرئيس الراحل أنور السادات وخصومه الذين كانوا يلومون عليه الدخول فى عملية السلام من أجل استعادة الأرض، قد فاتهم أن خوض الرئيس السادات حرب ١٩٧٣ وتحقيق النصر المبين على العدو الصهيونى كان هو المفتاح الرئيسى لعملية السلام. ولولا هذه الحرب وانتصار مصر فيها ما تحقق الحصول على الأرض بكاملها. لذلك تم نعت الرئيس الراحل السادات بأنه رجل الحرب والسلام فى آنٍ واحد.. خصوم السادات الآن يؤكدون أن رؤيتهم كانت فاشلة ولم تكن صحيحة أو ثاقبة. فالرجل بات فى رحاب ربه ويهزم خصومه فى كل هذا العمل المعجز.
وكذلك فإن الرئيس السيسى صنع معجزتين، الأولى نسف الإرهاب والثانية هذه التنمية الواسعة والإنجازات التى تحققت على الأرض فى زمن وجيز، وما زالت الدولة تواصل مسيرتها فى هذه التنمية المستدامة.. والذين لا يفهمون هذه الرؤية لا يمكن وصفهم إلا بأنهم مغيبون غافلون ولا ينظرون إلا تحت أقدامهم. فكل هذه المشروعات الضخمة تضع مصر فى مكانة مختلفة تمامًا فى ظل انفجار سكانى بشع يقضى على الأخضر واليابس. ولولا كل هذه المشروعات التى تحققت ما وجدنا تزايد حجم الاستثمارات الخارجية والداخلية فى البلاد. ولذلك بات من المهم جدًا أن نعى تمامًا أهمية هذه المشروعات ودورها الفاعل فى مستقبل مصر حتى تكون دولة قوية قادرة فى كل شىء.
من هذا المنطلق لا بد أن نربط أيضًا بين الأرقام المخيفة التى أعلنها الرئيس وكامل الوزير، نائب رئيس الوزراء وزير النقل والصناعة، فيما يتعلق بعمليات استيراد مخيفة لعدد من السلع. هذه العمليات يجب أن تقل بكل السبل. ولماذا لا تقوم البلاد بتصنيع هذه المنتجات المستوردة؟ فمن غير المنطقى ولا المعقول ولا المقبول على الإطلاق أن يتم استيراد أوراق الفويل وخلافه والعطور ومستلزمات الحمامات!!. أليست مصر قادرة على تصنيع هذه المواد؟. أعتقد أن رسالة الرئيس كانت واضحة بشكل رائع، وتعنى أيضًا أنه وجب تصنيع هذه الاحتياجات داخل البلاد.
ولذلك أقول إن السيسى يهزم المناوئين والغافلين رؤيته التى تسبق العصر.