ضم المنطقة ووقف المفاوضات.. أسرار مخططات إسرائيل لتجويع وحصار شمال غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أسرار مخططات كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة وفرض حصار شديد على كل من يتبقى داخل القطاع وتجويعهم، والسر وراء هذه المخططات التي تهدف في النهاية إلى ضم شمال قطاع غزة إلى إسرائيل.
خطط إسرائيلية مثيرة للجدل
وحسب الصحيفة، أعرب الكثير من المسئولين الأمنيين في حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن معارضتهم للخطة التي تنتهك قواعد القانون الدولي، وتعد بمثابة عقاب جماعي لسكان شمال غزة غير القادرين على النزوح.
وأعرب كبار المسئولين في المنظومة الأمنية الإسرائيلية عن اعتقادهم بأن الحكومة تخلت عن الضغط لتحقيق صفقة تبادل الأسرى، وبدلًا من ذلك تعمل على دفع سياسة الضم التدريجي لأجزاء كبيرة من قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه بدلًا من السعي لإنهاء الحرب وإعادة المحتجزين، يضغط المستوى السياسي الإسرائيلي نحو تكريس سيطرة تدريجية على أجزاء من القطاع.
وأوضحت أن قادة عسكريين يخدمون في قطاع غزة أكدوا أن قرار التحرك في شمال القطاع اتخذ دون إجراء مناقشة عميقة وواسعة حول تداعياته.
ويعتقد هؤلاء القادة أن الهدف من هذه العمليات ربما كان هو الضغط على السكان المدنيين في تلك المناطق لإجبارهم على النزوح، ومع ذلك، حذر المسئولون الأمنيون من أن مثل هذه التحركات قد تعرض حياة المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة لخطر كبير.
وفقًا لما ورد من كبار المسئولين الأمنيين، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل الأسرى باتت ضئيلة للغاية في المرحلة الحالية.
وتابعت الصحيفة أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التشاؤم هو أن المفاوضات حول الصفقة توقفت ولم تُجر أي محادثات في هذا الشأن مع أطراف دولية مؤثرة منذ ذلك الحين.
وأشار المسئولون إلى أن القادة على المستوى السياسي في حكومة الاحتلال لم يجروا أي نقاشات مع القيادات الأمنية بشأن وضع المحتجزين منذ فترة.
وأكدت الصحيفة أن الانتقادات الموجهة للمستوى السياسي لا تقتصر على اتخاذ قرارات تكتيكية غير مدروسة، بل تشمل أيضًا العواقب الاستراتيجية الأوسع التي قد تنجم عن السياسات الإسرائيلية في قطاع غزة.
ويعرب عدد من المسئولين الأمنيين عن قلقهم من أن الحكومة تتجاهل المسارات الدبلوماسية وتصب تركيزها على العمليات العسكرية فقط.
وأفادت الصحيفة بأن هذه الممارسات قد تؤدي إلى انخراط إسرائيل في جولة طويلة الأمد من القتال في غزة، دون أي حلول دبلوماسية تُذكر لحل أزمة الأسرى أو وقف التصعيد العسكري المستمر.