لا تمتلكه إسرائيل.. سر السلاح الوحيد القادر على تدمير "نووي إيران"
بعد اعترافات المسؤولين الإسرائيليين بعدم قدرة على استهداف المنشأت النووية الإيرانية، يبدو أن إسرائيل لن تكون قادرة على تنفيذ تهديد رئيس وزراءها بنيامين نتنياهو بدون السلاح الأمريكي الوحيد القادر على الوصول للمنشأت النووية الإيرانية السرية تحت الأرض وبين الجبال.
وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنه بدون دعم الولايات المتحدة، فإن الضربة الجوية الإسرائيلية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية ستكون محفوفة بالمخاطر وفي أفضل الأحوال لن تؤدي إلا إلى تأخير برنامجها وليس تدميره.
أسباب عدم قدرة إسرائيل في استهداف البرنامج النووي الإيراني
وأضافت الصحيفة أن السبب الأبرز لعدم قدرة إسرائيل في استهداف منشأت الطاقة النووية الإيرانية المعروفة باسم درة التاج الإيراني، هي المسافة، حيث تبعد إسرائيل عن القواعد النووية الرئيسية الإيرانية أكثر من ألف ميل، وللوصول إليها، يتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي السيادي للمملكة العربية السعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا.
وتابعت أن السبب الثاني هو الوقود، ووفقًا لتقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونجرس الأميركي، فإن الطيران إلى الأهداف والعودة من شأنه أن يستنزف كل قدرة إسرائيل على التزود بالوقود جوًا ولا يترك مجالًا للخطأ.
وأشارت إلى أن السبب الثالث هو الدفاع الجوي الإيراني، لأن المواقع النووية الرئيسية في البلاد تخضع لحراسة مشددة، وسوف تحتاج القاذفات الإسرائيلية إلى الحماية بواسطة طائرات مقاتلة.
سلاح وحيد فتاك
ووفقًا لتقرير مركز أبحاث الكونجرس فإن الوصول إلى المنشأت النووية الإيرانية، يتطلب حزمة من الضربات يبلغ مجموعها نحو 100 طائرة ـ وهو ما يعادل ثلث الطائرات القادرة على القتال التي تمتلكها القوات الجوية الإسرائيلية والتي يبلغ عددها 340 طائرة، بجانب قنبلة أمريكية من طراز MOP، الوحيدة القادرة على الوصول لعمق المنشأت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض.
وتابعت الصحيفة أن مصنع تخصيب الوقود الضخم في نطنز يقع على عمق كبير تحت الأرض، في حين يقع ثاني أكبر مصنع في فوردو في جبل، وسوف يتطلب تدمير هذين المصنعين أسلحة قادرة على اختراق عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر.
وأضافت أن إسرائيل تمتلك قنابل خارقة للتحصينات، مثل قنابل جي بي يو 31 التي يبلغ وزنها 2000 رطل وتلك التي ألقتها القوات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي على أربعة مبان في بيروت لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
ولكن التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أن 80 قنبلة استخدمت في تلك الضربة، ومن غير المرجح أن يؤدي وابل مماثل الحجم إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية الأكثر حماية.
ويقول المحللون إن هناك سلاحًا تقليديًا واحدًا فقط قادر على القيام بهذه المهمة على نحو معقول، إن القنبلة العملاقة المخترقة للدروع GBU-57A/B (MOP)، ويبلغ طول هذه القنبلة العملاقة الموجهة بدقة نحو 6 أمتار، وتزن 30 ألف رطل، ويمكنها أن تخترق 60 مترًا من الأرض قبل أن تنفجر، وفقًا للجيش الأمريكي.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن هذه القنبلة موجودة في ترسانة أسلحة الجيش الأمريكي فقط، ومن غير المرجح أن يتم إرسالها لإسرائيل، حيث تعارض الولايات المتحدة بشدة استهداف المنشأت النووية والنفطية الإيرانية.
خيارات إسرائيل لضرب المنشأت النووية الإيرانية
وقال إيهود إيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه حتى لو تمكنت إسرائيل من الحصول على القنبلة الخارقة للدروع، فإن "طائراتها المقاتلة من طراز إف-15 وإف-16 وإف-35 لن تتمكن من حملها".
وتابع أنه علاوة على ذلك، لا توجد فرصة لأن تتمكن إسرائيل من شراء قاذفة أمريكية استراتيجية، مثل بي-2 سبيريت، اللازمة لإسقاط مثل هذه القنبلة.
وأضافت الصحيفة أنه ومن الناحية النظرية، يمكن لإسرائيل بدلًا من ذلك استخدام إحدى طائرات النقل سي-130جيه هيركوليس لإسقاط قنبلة خارقة للدروع من أبواب الشحن، وهي عملية معقدة تُعرف باسم "إسقاط المنحدر"، ولكن القنبلة الخارقة للدروع ليست مصممة لهذا النوع من القصف.
وفي سياق منفصل، يرى بعض المحللين أن بايدن لن يمنح نتنياهو هذه الإمكانيات، وبالتالي سيكون على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الانتظار لنهاية فترة بايدن الرئاسية وسط آمال أن يعود المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الذي كان له طموح سابق في قصف المنشأت النووية الإيرانية، ولكن يبدو أن هذا مستبعد أبدًا لأنه من غير المتوقع أن يشعل ترامب غضب صديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكدت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن إسرائيل لن تستطيع سوى إحداث بعض الأضرار الطفيفة في المنشأت النووية الإيرانية، ولكن من المستحيل أن تنجح صواريخها وقنابلها في اختراق تحصينات الجبال أو الوصول لهذا العمق البعيد تحت الأرض للوصول إلى المنشأت السرية.