بعد عام من الحرب.. حماس تُسقط ورقة التوت وتهدم أسطورة الأمن الإسرائيلى
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأمريكية، أنه قبل عام انهار العصر الذهبي من الأمان النسبي في إسرائيل، وشوهت صورتها أمام العالم، وأسقطتها في عزلة دولية غير مسبوقة، حيث تسببت عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاتلو حركة حماس قبل عام في هدم ما بنته إسرائيل طيلة 7 عقود، وتسببت الحرب الوحشية على غزة بقيادة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في كشف الوجه الآخر لإسرائيل.
وأضافت أنه خلال عام تجاهلت إسرائيل كل الدعوات الدولية ونصيحة الحلفاء بوقف هذه الحرب، لتفتح على نفسها جبهات حرب جديدة أكثر وحشية وحدة، خصوصًا تلك المشتعلة على الحدود اللبنانية موع حزب الله.
وتابعت أن إسرائيل تواجه الآن مقاومة قوية من حزب الله على الحدود اللبنانية، فضلًا عن القصف الصاروخي الإيراني الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، بخلاف صواريخ الحوثيين من اليمن وغيرها من العراق وسوريا.
انهيار صورة إسرائيل الآمنة الدبلوماسية
وأكدت الصحيفة أن ما حدث خلال عام من الحرب كان بمثابة تحول عدواني في موقف إسرائيل الأمني، فلسنوات طويلة عمل جيش الاحتلال على توفير فترات من السلام وبناء صورة للعالم عن الدولة الديمقراطية المحبة للسلام، ولكن يبدو أن عملية طوفان الأقصى أسقطت هذه الورقة.
وتابعت أن إسرائيل لم تعد بالنسبة لملايين اليهود حول العالم الوطن الآمن الذي يمكن الحياة بداخله.
وأضافت أنه من المتوقع أن يؤثر تأثير هذه الاستراتيجية الجديدة على كل جزء تقريبًا من المجتمع الإسرائيلي، وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، وهز العلاقات مع الولايات المتحدة، التي شهدت نفوذها يتضاءل باعتبارها الحليف الدبلوماسي الرئيسي لإسرائيل ومورد الأسلحة.
وتابعت أن آلة الحرب الوحشية الإسرائيلية لمحاولة استعادة صورة الدولة الآمنة، يأتي على حساب الأهداف الدبلوماسية لإسرائيل، بما في ذلك بناء تحالف إقليمي قادر على مواجهة إيران.
وقالت المملكة العربية السعودية إنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل ما لم يكن هناك مسار موثوق به إلى دولة فلسطينية، وهي الفكرة التي لا تزال محظورة على حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية الحالية.
وقال تامير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق والمدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث معهد دراسات الأمن القومي ومقرها تل أبيب، إنه بدون البحث عن حلول سياسية ودبلوماسية، "إنها مسألة حرب لا نهاية لها، بعد غزة، سنذهب إلى لبنان، بعد لبنان، نذهب إلى الضفة الغربية، بعد الضفة الغربية، نذهب إلى إيران".
عزلة دولية غير مسبوقة لإسرائيل
في السياق نفسه، فإن التحركات التي قامت بها حركة حماس في إسرائيل وعملية طوفان الأقصى، أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن إسرائيل ونسفت جهود استمرت 70 عامًا لبناء صورة زائفة عن إسرائيل وتصويرها على أنها دولة ديمقراطية تسعى لإقامة علاقات قوية مع معظم دول العالم.
وفي أعقاب الحرب الوحشية على قطاع غزة، فقدت إسرائيل الدعم الغربي بصورة كبيرة، حيث هددت ألمانيا باعتقال نتنياهو حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، كما اعترفت إسبانيا والنرويج والتشيك وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية، فضلًا عن حظر المملكة المتحدة بعض الأسحلة التي يتم إرسالها لإسرائيل.
فقدت إسرائيل شرعيتها الدولية، وتنظر محكمة العدل الدولية في قضية أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، بينما تنظر المحكمة الجنائية الدولية في طلب المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وقادته العسكريين.
وعلى مستوى العالم، أعلن العشرات من المشاهير دعمهم القضية الفلسطينية بعد هذه الحرب، لعل أبرزهم عارضة الأزياء الأمريكية بيلا حديد وعامر خان الملاكم الرياضي الشهير والممثل الباكستاني عثمان خالد بوت ومواطنته مهيرة خان ومواطنهم المغني عاطف أسلم، فضلًا عن المغني البريطاني زين مالك والممثل الأمريكي مارك رافالو والناشطة الأمريكية سوزان ساراندون ومواطنها المغني روجر ووترز والمغني جون ليجند ونجم كرة السلم الأمريكي دا ليبرون جيمس، ونجم الكرة ساديو ماني.